هما ليستا شقيقتين من النوع العادي، بل هما روحان جمعتهما الموهبة، و وحدت أفكارهما الأزمة، لتأسيس مشروع كان بالأمس مجرد فكرة، فرأى النور إنه  «أوراس هاند مايد» لصناعة الحقائب، الذي تجاوز صداه حدود الجزائر الجغرافية.
سهى و سيليا هبهوب، شقيقتان من ولاية باتنة، إحداهما تدرس الطب و الثانية الصيدلة، قررتا التمرد على التخصص، بإيمانهما أن الموهبة و النشاطات اليدوية لن تؤثر على مسارهما الدراسي، فبدأ حلمهما مع ما يعرف بـ»دي آي واي»، حيث قالت سهى ذات 25 ربيعا للنصر» كنا نزين الصينيات و العلب للعائلة، ثم قمنا أنا و أختي ببيع مجموعة منها لبعض المعارف، بعد أن حظيت بإعجابهم».
أوضحت سهى أن مشروع صناعة الحقائب بدأ يتجسد في الواقع إثر اقتناء أول ماكنة خياطة بالبيت، حيث أن شغفها بالخياطة و الأشغال اليدوية، جعلها تبحر في هذا العالم عبر موقع يوتيوب، فوجدت به فيديوهات تبسط طريقة تصميم و خياطة الحقائب يدويا في البيت، فراودتها فكرة المشروع التي وجدت مساحة للتوسع أكثر في بيت العائلة، خلال فترة الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا.
لقد وجدت الطالبتان وقتا كافيا لتطوير المشروع، فأصبح حرفة بالنسبة إليهما، و و اشتغلتا أكثر فأكثر لتطويرها، و إنشاء ماركة أو علامة تجارية حقيقية، خاصة بهما.
كانت الانطلاقة باستعمال القماش و كل ما توفر في البيت، ثم قررت الشقيقتان الاعتماد على الجلد في مشروعهما الذي بدأ في التوسع، و اختارتا اسما لماركتهما هو «أوراس هاند مايد»،  نسبة لمنطقتهما و جذورهما الأوراسية.
و شرعت الأختان  في انجاز تصاميم للحقائب اليدوية و الحقائب الكبيرة، و انضمت أمهما الفنانة التشكيلية ليهما و شكلن معا فريقا مبدعا.الأم قررت أن تضفي لمستها الفنية الخاصة على منتجاتهن، من خلال تصاميم مميزة أو رسومات، خاصة تلك التي ترمز إلى منطقة الأوراس، و انطلق المشروع الذي لاقى صدى واسعا، و نال إعجاب الكثيرين، حتى المغتربين.
و أكدت سهى أنها تلقت اتصالات هاتفية من جزائريين مقيمين بالخارج،أعربوا عن إعجابهم بالحقائب التي تصنعها بمعية أختها و مساعدة والدتهما،  و قدموا طلبيات لاقتنائها، لكن إجراءات الحجر الصحي التي شلت الحركة البرية و الجوية، حالت دون تلبيتها، ما شكل حافزا شجع الشابتان على مواصلة تطوير نشاطهما.
تصاميم عصرية و أخرى تراثية بمواد محلية
أما عن التسويق، ذكرت سهى أنه بدأ عبر مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة انستغرام و فايسبوك، حيث تلقت اتصالات من 48 ولاية، يطلبون كل مرة الجديد الذي يتم عرضه.
و أوضحت المتحدثة أن شقيقتها سيليا موهوبة في التصوير، و بالتالي تتكفل بالتقاط صور للحقائب التي تصممانها، و تنشرها عبر صفحاتهما بانستغرام و فايسبوك.
أما بالنسبة للمادة الأولية، قالت سهى أنها جزائرية و تفتخران بصناعتهما الجزائرية بنسبة 100 بالمئة، فقد اكتشفتا بالصدفة مصنعا عموميا للجلود بولاية باتنة، فقررتا  اقتناء ما تحتاجان إليه منه، و بدأ نشاطهما  في التوسع، بفعل زيادة الطلب، خاصة و أنهن قمن بالاتفاق مع شركة تتكفل بتوصيل منتجاتهما إلى الزبائن.
بخصوص التصاميم، تحرص الشقيقتان على وضع بصمتهما الخاصة على منتجاتهما، و تستعملان أقمشة تقليدية و أشكالا تراثية ترمز للمجتمع الجزائري، مثل «الخلالة»، و تقدمان أيضا تشكيلات عصرية، للخرجات السياحية و الرحلات، بالاعتماد على مواد ذات توعية جيدة، و تتحكمان في أسعار منتجاتهن، على حد قولها.
الأختان هبهوب تحلمان بأن تصبح لماركتهما وزنا وطنيا و دوليا، و تطمحان لتطوير حرفتهما و لما لا متابعة تكوين في الخارج، فهذه الصناعة محدودة محليا، خاصة و أنهما تحرصان على تقديم منتجات  ذات نوعية جيدة جزائرية 100 بالمئة.
و أكدت سهى أنها لا تفكر في التخلي عن المشروع، أو عن دراستها للطب، بل ستتمسك بهما  و ستنظم  وقتهما   للتوفيق   بينهما، مشيرة   إلى أنها  تفكر  في  التخصص في التصميم أو الإدارة مستقبلا،  و ترك الصناعة إلى عمال، و لو من خارج العائلة، في حال كبر المشروع، و تمكنت من إنشاء مؤسسة، يمكن أن تشغل عددا كبيرا من اليد العاملة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى