تشهد مدينة عين ولمان الكائنة جنوب ولاية سطيف، منذ بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان، حركة غير عادية، بسبب توافد المئات من الزائرين من معظم ولايات الوطن، من أجل زيارة سوق الأعشاب والتوابل، و اقتناء ما يحتاجونه منها لتحضير مختلف الأطباق الرمضانية .
يقع هذا السوق في المحلات التجارية الكائنة على مستوى عمارات سلطاني، بالقرب من مركز البريد -جنوب- و يعتبر من أقدم الأماكن التجارية بهذه المدينة، حيث يعرض فيه التجار مختلف أنواع التوابل المستوردة من جميع بلدان العالم، خاصة من الدول الآسيوية كالصين و إيران. ويتوفر هذا السوق الذي يضم محلات صغيرة متراصة، على أجود أنواع التوابل والزيوت، و حتى المستحضرات التجميلية الطبيعية، كما يضم ركنا خاصا ببيع مختلف أنواع المكسرات، سواء المملحة أو غير المملحة، التي تستعمل في إعداد الحلويات.
و يشهد السوق هذه الأيام توافدا كبيرا للزائرين، و تجار الجملة الذين يتهافتون على اقتناء القمح الأخضر المعروف باسم «الفريك»، وهي المادة التي تستعمل في إعداد الوجبة الرئيسية في مائدة الإفطار عند الجزائريين، وهي «الشربة» أو «الجاري»، وقدم هؤلاء التجار من مختلف ولايات الوطن، خاصة الشرقية منها، وعلى رأسها بسكرة و خنشلة و باتنة. و قد وجد هؤلاء التجار هذه السنة صعوبة كبيرة في الترويج للفريك، بسبب عزوف تجار التجزئة عن اقتنائه، نظرا لسعره المرتفع، مقارنة بالمواسم الرمضانية السابقة، حيث أكدوا أن تجار الجملة يعرضونه ب180 دينارا للكيلوغرام الواحد، وهو سعر اعتبروه  مرتفعا بعض الشيء، لأنهم يضطرون إلى دفع مصاريف مالية إضافية، من أجل تحضيره، من خلال القيام بعمليتي الطحن و التحميص، قبل تقديمه للزبون بقيمة قدرها 400 دينار للكيلوغرام الواحد، مؤكدين في الوقت نفسه، أن تجارة «الفريك» لم تعد رائجة، مثلما كانت عليه في السنوات الماضية، نظرا لارتفاع ثمنه بشكل مطرد من سنة إلى أخرى، مع تراجع تحضيره من قبل العديد من العائلات الجزائرية، طيلة أيام شهر رمضان.           
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى