قرر القائمون على المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة فتح طابق من مصلحة الطب الداخلي من أجل استقبال المصابين بفيروس كوفيد-19 ابتداء من اليوم، بعد أن سجل المرفق ارتفاعا طفيفا في عدد الحالات مقارنة بالأسابيع الماضية، في حين يعرف مستشفى البير زيادة مماثلة في الإصابات.
وأفاد منسق مصلحة فحوصات فيروس كورونا بالمستشفى الجامعي ابن باديس، الدكتور سليم بن ثلجون، في تصريح للنصر، أن عدد الأشخاص الذين وضعوا في حالة استشفاء بسبب الإصابة بفيروس كوفيد-19 في المستشفى الجامعي قد بلغ عشر حالات في مصلحة الفحوصات و12 مريضا في العناية المركزة، فضلا عن 22 في مصلحة الأمراض المعدية. وذكر محدثنا أن المصلحة الأخيرة قد تشبعت، ما دفع بالقائمين على المستشفى إلى اتخاذ قرار فتح طابق في قسم الطب الداخلي من أجل استقبال المصابين بالفيروس، حيث أشار إلى أنه مجهز بجميع الوسائل للتكفل بالمرضى، على غرار توفر الأوكسجين، فيما نبه أن عملية التحويل ستنطلق بداية من اليوم الأحد.
واعتبر الدكتور ابن ثلجون أن الزيادة في معدل الإصابات ليست كبيرة، لكنه وصفها بالمُقلقة، حيث أوضح أن المستشفى كان يستقبل ما بين حالتين إلى ثلاث في الأسبوع في فترة ماضية، لكنه أصبح في الوقت الحالي يستقبل ما متوسطه مريضين يوميا، مؤكدا أن الوضعية مستقرة ومتحكم فيها، لكنه نبه أن معدل أعمار المصابين قد انخفض مقارنة بما كان يسجل سابقا، وضرب المثل بأحد المرضى الذين قدِموا إلى المستشفى يوم أمس، حيث يبلغ من العمر ثلاثين سنة، إلا أنه تقدم إلى المستشفى بأعراض تنفسية حادة تتطلب وصله بالأوكسجين مباشرة ونسبة إصابة مقدرة بخمسين بالمئة، رغم أنه ليس مدخنا أو من ذوي السلوكات المساعدة على تفاقم وضعيته، كما لفت إلى أن الطاقم الطبي قد لاحظ تزايدا في فئة الشباب المصابين، فضلا عن تسجيل إصابة أفراد أسر بأكملها بسبب انتقال العدوى بينهم.  
وأكد منسق فحوصات فيروس كورونا أنه لم يشهد إلى اليوم استقبال حالات لأشخاص أصيبوا للمرة الثانية بالفيروس، لكنه نبه إلى تسجيل أعراض إصابة سابقة بكورونا ما زالت تلاحق بعض المواطنين بعد فترة طويلة من شفائهم، مثل المشكلة التنفسية المتمثلة في التحجر الرئوي، حيث يعاني أصحابها من صعوبات تنفسية بين الحين والآخر تتطلب نقلهم إلى المستشفى، فضلا عن أعراض أخرى ترافق بعض المرضى السابقين الآخرين، من بينها النسيان، محذرا من أن الإصابة بالفيروس قادرة على التسبب في العديد من الأمراض، مثل السكري واضطرابات الضغط الدموي، فيما تحدث عن ملاحظة بعض الأعراض البارزة لدى مصابين مقارنة بما لوحظ خلال الموجة الأولى والثانية من العام الماضي.
أما عن البروتوكول العلاجي المعتمد في التعامل مع المرضى، فقد قال الدكتور ابن ثلجون أن الكلوروكين ما زالت معتمدة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا في حال عدم وجود أمراض مزمنة أخرى لديهم قد تتعارض معها، على غرار أمراض القلب، موضحا أن المرضى يبدون تجاوبا كبيرا للعلاج بها، ومنهم من يشفون في غضون خمسة أيام فقط، في حين أوضح أن تفريق السلالات المتحورة من السلالة الأصلية للفيروس لدى المرضى يتطلب تحليل سلسلة الجينوم، وهو ليس بالأمر المتاح على مستوى الولاية، حيث ترسل العينات إلى العاصمة. وأكد محدثنا أن الوضعية المسجلة لا تعتبر موجة ثالثة إلى غاية الوقت الحالي.
ودعا منسق فحوصات كورونا إلى ضرورة العودة إلى التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية وعمليات التحسيس المكثفة في الفضاءات العامة والمرافق والمساجد، مثلما تم العمل به خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن وضع الأقنعة الواقية يمثل أهم إجراء ينبغي التقيد به في الوقت الحالي.
أما المدير العام لمستشفى البير، رفيق بن داود، فقد صرح للنصر أن 10 مصابين بالفيروس يمكثون حاليا في المرفق، في حين أكد تسجيل ارتفاع طفيف في الإصابات مقارنة بما كان مسجلا خلال الأسابيع الماضية، فقد تراوح العدد حينها بين 4 إلى 8، كما ذكر نفس المصدر أن جميع المصابين ماكثون في مصلحة الأمراض المعدية، بينما يتواصل نشاط باقي المصالح بصورة عادية.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى