كثف المترشحون للتشريعيات القادمة من العمل الجواري قبل 4 أيام من اختتام الحملة الانتخابية، وازداد التنافس بين القوائم الحرة و الأحزاب السياسية، خاصة عبر النزول إلى مناطق الظل لكسب أصوات الناخبين، وشمل التنافس حتى مترشحي القائمة الواحدة وفق نظام القائمة المفتوحة الذي يسمح للناخب اختيار مرشحه المفضل دون الالتزام بالتصويت على القائمة كلها.
وتعرف الحملة الانتخابية على عكس الأيام الأولى لانطلاقتها تنقل مكثف للمترشحين إلى مناطق الظل، والتركيز على العمل الجواري والوقوف على مشاكل المواطنين بهذه المناطق، وتقديم وعود بمعالجتها ورفع انشغالات سكانها في حالة الوصول إلى قبة البرلمان، كما بالغ بعض المترشحين في تقديم الوعود خاصة توفير السكن ومحاربة البيروقراطية وتوفير مناصب الشغل.
ويقبل المترشحون على مناطق الظل لسببين اثنين حسب متابعين، أولهما التركيز على مشاكل هذه المناطق، وتقديم الوعود بمحاولة إيجاد حلول لها من خلال رفع هذه الانشغالات إلى السلطات العليا في البلاد والسلطات الولائية، وثانيهما رهان المترشحين على مناطق الظل انطلاقا من التجارب الانتخابية السابقة، حيث المناطق النائية والريفية الأكثر  إقبالا على صناديق الاقتراع، مقارنة مع المناطق الحضرية والمدن.
وما يميز الحملة الانتخابية قبل أيام من اختتامها هو التنافس الشديد بين المترشحين من نفس القوائم، حيث اعتمد مترشحون في قائمة واحدة على خطط فردية أو ثنائية على الأكثر لتنشيط الحملة الانتخابية وما يجمعهم مع باقي المترشحين سوى اسم القائمة فقط، وعلى عكس الاستحقاقات السابقة، حيث كان النزول جماعيا لمترشحي القائمة لتنشيط الحملة الانتخابية أو اقتصار  ذلك على أصحابا المراتب الأولى الأوفر حظا في الظفر بمقاعد في البرلمان، لكن هذه الانتخابات وخصوصا الأيام الأخيرة عرفت نشاطا مكثفا لكل المترشحين، والأمر لا يقتصر على حملة جماعية بل فردية، ويسعي كل مترشح إلى كسب أصوات الناخبين والترويج لمشروعه وبرنامجه بعيدا عن برنامج الحزب أو القائمة الحرة التي ترشح تحت اسمها، ويعود ذلك إلى نظام التصويت الجديد الذي جاء به قانون الانتخابات الجديد الذي فتح المجال لأول مرة للتصويت بالقائمة المفتوحة، حيث كل ناخب يختار مرشحه المفضل،  ويبقى الفاصل بينهما هو التواجد الميداني و المترشح الأكثر قدرة على كسب أصوات الناخبين.
وفي السياق ذاته تشهد الحملة الانتخابية في أيامها الأخيرة، وفق ما وقفت عليه النصر في عدة مناطق، تنافسا بين المترشحين في وضع الملصقات على عكس الأيام الأولى، حيث كانت اللوحات المخصصة لذات الغرض شبه خالية، في حين ما ميز هذه العملية عدم احترام المترشحين للأماكن المخصصة لهم، ويتم الصاق الصور في أماكن مختلفة، وقد خلق ذلك موجة انتقاد عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر البعض بأن الإكثار من الملصقات في الشوارع دون احترام الأماكن المخصصة لها يضر بالمترشح أكثر مما يخدمه، ويعكس عدم التزام المترشح بالأماكن المخصصة للنشر، وهذا قد يؤشر على عدم التزام هذا المترشح بوعوده وبرنامجه في حال وصوله إلى البرلمان.

نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى