كشف، أمس، سفير إثيوبيا في الجزائر "نبيات جيتشاو"، عن مقترح تقدمت به رئيسة الغرفة الوطنية للصناعة الجزائرية من أجل تدارس طرق و آليات استحداث مجلس عمل مشترك، يضم رجال الأعمال من البلدين لدفع العلاقات الاقتصادية، كما أعرب عن رغبة بلاده في الاستفادة من خبرة قسنطينة في الصناعة الصيدلانية والأدوية البيطرية.
و خلال زيارة عمل لغرفة الصناعة والتجارة "الرمال" في قسنطينة، حضرها مستثمرون محليون في عديد القطاعات، أكد السفير أن إثيوبيا تسعى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر، خاصة و أن البلدين تربطهما علاقة تاريخية طيبة، مضيفا أن الخطوة التي ستعقب إنشاء مجلس العمل المشترك ستكون برمجة زيارات ميدانية للمتعاملين الاقتصاديين و رجال الأعمال لكلا الجهتين، للوقوف على الإمكانيات الاقتصادية و معاينة مناخ العمل عن كثب و فتح قناة حوار مباشرة بين  أهل الاختصاص، لعقد شراكات رابح- رابح و في عديد المجالات.
و رغم الأزمة الوبائية العالمية أكد السفير أن الطرفين على اتصال دائم لإنجاح المسعى، حيث تم شهر جانفي المنصرم عقد لقاء افتراضي بين رجال أعمال جزائريين و إثيوبيين، و تحدثوا عن أبرز مجالات التعاون، وفي مقدمتها الصناعة الغذائية و الصيدلانية و السياحة و كذا صناعة الجلود.
و قال "نيبات جيتشاو" إن للبلدين خصوصيات اقتصادية يجب التركيز عليها في عقد شراكات متبادلة تعود بالفائدة على الطرفين، مشيرا إلى رغبة إثيوبيا في فتح مجال الاستثمار أمام  مخابر الصناعة الدوائية في الجزائر و صناعة الأدوية البيطرية، و تحديدا في قسنطينة، من أجل نقل هذه الخبرة الرائدة في إفريقيا إلى منتجي الدواء بإثيوبيا.
وأضاف السفير أن بلاده تعاني من مشكل كبير في تغطية حاجيات سكانها من الأدوية، بتعداد سكاني يلامس 115 مليون نسمة، 80 بالمائة من الأدوية التي يحصلون عليها مستوردة، رغم امتلاكها حظائر كبرى للصناعة الصيدلانية، إضافة إلى العجز المسجل لديها في صناعة الأدوية البيطرية لمواجهة الأوبئة والأمراض المنتشرة بالمنطقة، ما يؤثر سلبا على نوعية و كميات اللحوم المصدرة، باعتبارها أول منتج لها في إفريقيا، داعيا المنتجين الجزائريين لتقديم مقترحاتهم في هذا المجال لولوج سوق جديدة لتصدير منتجاتهم الصيدلانية و نقل الخبرة إلى نظرائهم في إثيوبيا.
كما دعا السفير، المستثمرين في مجال السياحة بالجزائر للتقرب أكثر من نظرائهم الإثيوبين في إطار مجلس الأعمال، للاستفادة من تجربتهم و فتح مجال التكوين، خاصة أن بلاده، مثلما أضاف، منطقة عبور مهمة في أفريقيا بحيث يضم مطار "أديس أبابا" لوحده قرابة 49 وجهة لعديد البلدان بالقارة السمراء.
و في هذا الإطار كشف المتحدث أن 15 وكالة سياحية جزائرية، ستزور إثيوبيا الأسبوع المقبل لمعاينة الحظائر التي تدعم بها القطاع، مضيفا أن قطاعات أخرى هي محل تباحث لعقد شراكات بين البلدين مستقبلا، وعلى رأسها الصناعة الغذائية و صناعة الجلود و أخرى.
من جانبه، أكد رئيس غرفة الصناعة و التجارة "الرمال"، العربي  سويسي، مساعي الغرفة كطرف صناعي و تجاري يحتضن رجال الأعمال، من أجل إيجاد أسواق خارجية للمنتوج الوطني، وتشجيع الشراكة الداخلية في أفريقيا بين المستثمرين، و في هذا الإطار تحدث سويسي عن مشكلة النقل المطروحة بين الجزائر و إثيوبيا، و دعا السفير لطرح فكرة فتح خطوط مباشرة بين الجانبين، و تباحث حركة سير الأموال  لتذليل العراقيل.
وهيبة عزيون 

الرجوع إلى الأعلى