جرت أمس الانتخابات التشريعية على مستوى ولاية باتنة، في أجواء من التنافسية في معاقل المترشحين، ما نجم عنه مناوشات  دون تسجيل انزلاقات، وكانت نسبة المشاركة حسب السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات متباينة بين المراكز، وبلغت النسبة الإجمالية  27.27 بالمئة، ورصدت النصر خلال هذه الانتخابات بعض التجاوزات، التي أرجعتها السلطة إلى التجاذبات بين المترشحين.  
الحرارة تؤثر على توافد النساء والكبار صباحا
عرف مؤشر المشاركة في الانتخابات التشريعية عبر جل البلديات بولاية باتنة، تقاربا في الفترة الصباحية بحيث تراوح بين 04 و06 بالمائة إلى غاية الساعة الحادية عشرة وكان لارتفاع درجة الحرارة التأثير الواضح في خروج الناخبين خاصة فئة النساء وكبار السن، وهو ما رصدناه عبر عدد من مراكز التصويت بأحياء مدينة باتنة وكذا بأغلب بلديات الولاية، حيث وفي جولة قادتنا انطلاقا من مراكز بوسط مدينة باتنة، على مستوى ممرات مصطفى بن بولعيد وكذا بعض الأحياء، كحي شيخي، وبارك أفوراج، وبوعقال كانت نسبة المشاركة متقاربة وضئيلة.
 وخلال وقوفنا على سيرورة الانتخابات بمركز علي بوخالفة الخاص بالنساء بممرات مصطفى بن بولعيد، كان عدد المصوتات من النساء 13 عند الساعة العاشرة بالمركز الذي يضم 07 مكاتب وهيئة ناخبة تقدر بـ1862، وأوضح رئيس المركز لـ»النصر» بأن نسبة المشاركة بهذا المركز   المخصص للنساء عادة ما ترتفع   بعد   العصر واعتبر المشاركة الضئيلة وسط فئة النساء صباحا أمرا طبيعيا، مؤكدا مشاركتهن بدفعات في المساء بعد انخفاض درجة الحرارة وانتهائهن من التزامات البيت.
وليس ببعيد عن مركز علي بوخالفة، وقفنا على تباين في النسبة بين مكاتب الرجال والنساء بالمركز المختلط الأمير عبد القادر على مستوى ممرات مصطفى بن بولعيد أيضا، حيث يضم المركز 4749 مسجل انتخب منهم 197 عند الساعة العاشرة، ولاحظنا توافدا للرجال، مقارنة بالنساء بهذا المركز، حيث أوضح قائمون على مكاتب النساء بأن النساء عادة ما يكون في الفترة المسائية، وتزامن تواجدنا بالمركز صباحا ودخول عائلة كبيرة مكونة من عشر نساء قمن بالتصويت.
وتقاربت نسبة التصويت صباحا، فكادت  الأجواء تكون متشابهة عبر المراكز في مختلف الأحياء، التي جلنا بها في بوعقال، وبارك أفوراج، وتامشيط وكشيدة وحي شيخي.
 بلديات المترشحين تشهد حركية أكبر
كان مؤشر نسبة المشاركة متقاربا في كثير من البلديات، عبر مختلف الجهات بولاية باتنة وأجمع من تحدثنا إليهم من رؤساء المراكز والمؤطرين، وكذا الناخبين على التأثير النسبي في الفترة الصباحية لارتفاع درجة الحرارة، ما لم يسمح بخروج النساء وكبار السن، فيما رأى آخرون أن النسبة عادة ما ترتفع في الفترة المسائية، كما رصدنا تباينا في نسبة المشاركة بين مراكز البلدية الواحدة لعدة عوامل.
 ومن بين عوامل رفع نسبة المشاركة مثلما لاحظناه، حجم الهيئة الناخبة وهو ما سجلناه ببلدية الحاسي تامهريت بدائرة عين جاسر، بحيث تضم بلدية الحاسي 05 مراكز تتراوح الهيئة الناخبة في أربعة مراكز بين 500 و600 مسجل، فيما يضم مركز مراح رحماني أكبر هيئة ناخبة تقدر بـ1866 مسجل، وقد ارتفعت النسبة تدريجيا على مستوى هذا المركز في الفترة المسائية حيث بلغت 37.68 بالمائة عند الساعة الرابعة زوالا، وأرجع متتبعون للانتخابات على المستوى المحلي، ارتفاع نسب المشاركة في مراكز دون أخرى وبمناطق دون أخرى إلى انتماء مترشحين للتشريعيات إلى تلك المناطق. وتقاربت نسبة المشاركة في توقيت الفترة الصباحية، عبر جل المراكز التي رصدنا منها النسب ففي بريكة التي تضم ثاني أكبر وعاء انتخابي، بعد عاصمة الولاية باتنة لم تتجاوز 10 بالمائة إلى غاية منتصف النهار، وتباينت بها النسبة بمراكزها في المساء حيث سجلنا بمركز معجوج العمري المختلط الذي يضم 2140 مسجل، نسبة 14 بالمائة عند الساعة الثالثة، وبذات الجهة بلغت النسبة حوالي 29 ببلدية سقانة عند الساعة الثانية زوالا.
وبالجهة الجنوبية الشرقية التي تضم البلديات الجبلية تقاربت أيضا النسبة حيث رصدنا بلوغ نسبة 12 بالمائة بمركز أحمد عبوش ببلدية منعة، وبلغت نسبة المشاركة ببلدية شير التابعة لدائرة ثنية العابد 16 بالمائة في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال، وبقيت النساء وفيات لعداتهن بهذه المناطق بالخروج للتصويت في المساء، وبذات الجهة من الولاية بلغت النسبة 05 بالمائة ببلدية فم الطوب عند العاشرة صباحا، وهي البلدية التي تضم هيئة ناخبة تقدر بـ5175 موزعة على 05 مراكز و14 مكتب.
وببلدية أريس بلغت عند الحادية عشر صباحا النسبة 6.22 بالمائة من مجموع هيئة ناخبة تقدر بـ18533 مسجل، وبلغت نسبة المشاركة عند العاشرة صباحا بدائرة تازولت التي تضم بلديتي تازولت وعيون العصافير 3.91 بالمائة، وراحت النسبة ترتفع تدريجيا في الفترة المسائية لتتجاوز 10 بالمائة بعد الثانية زوالا، ولم تتجاوز 05 بالمائة أيضا صباحا على مستوى بلديتي مروانة وقصر بلزمة.
فلاحون توجهوا للانتخاب بعد جني المشمش  
لم يحل تزامن موعد الانتخابات التشريعية وموسم جني فاكهة المشمش، التي تعرف بها عديد المناطق بعاصمة الأوراس على غرار محيطات منعة ونقاوس وأولاد سي سليمان، من توجه فلاحين بالأرياف والمشاتي إلى مراكز التصويت، حيث توجه العشرات من الفلاحين وأصحاب البساتين بأولاد سي سليمان، بعد جني منتوج المشمش في الساعات الأولى من الصباح الباكر إلى مراكز التصويت، فامتزجت أجزاء الانتخابات بأجواء جني المشمش.وكانت النسبة متقاربة ببلديات الجهة الجنوبية الغربية .  
مناوشات بين مراقبين لقوائم حرة بالجزار
شهدت العملية الانتخابية على مستوى مركز طريق الجزار ببلدية الجزار جنوب ولاية باتنة مناوشات بين مراقبين لقوائم حرة منذ الصباح بسبب تبادل للتهم، وقد كان التوتر والتنافس بين مساندي مترشحين جليا بمعاقل بعض المترشحين ولم تسجل انزلاقات بسبب ذلك، وببريكة تم تسجيل شكوى من طرف مترشحي قائمة حرة لدى مصالح الأمن وكذا السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات بسبب عدم توفير أوراق الانتخاب الخاصة بالقائمة على مستوى مركز الإخوة شروف، فيما أوضح المكلف بالإعلام للسلطة  أن الخلل  تم  استدراكه، موضحا بأن جل الإخطارات المسجلة ناجمة عن تجاذبات انتخابية مؤكدا توفير كافة الوسائل لنجاح العملية الانتخابية.
  وحسب مسؤول أمني فقد تم منع محسوبين على مترشحين من القيام بحملة انتخابية أمام مركز الطاهر أوشن بحي بارك أفوراج تعتبر تجاوزا  ، وفي ذات السياق تم تسجيل احتجاج ناخبين اصطدموا بعدم إيجاد أسمائهم في المكاتب التي اعتادوا الانتخاب بها.
وفي سياق احترام البروتوكول الصحي، لتجنب انتشار فيروس كورونا أكد المندوب الولائي لمندوبية السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات  ، زناتي الطيب خير الدين بأن كافة الشروط تم توفيرها وكشف لـ «النصر»، عن تسخير 15781 مؤطر للعملية الانتخابية موزعين عبر 450 مركز و1993 مكتب، مشيرا لبلوغ الهيئة الناخبة للمسجلين 674863 ناخب فيما بلغ المراقبين المعتمدين للعملية الانتخابية 7257.
القائد العام للكشافة حمزاوي ينوه بوعي الناخبين
أدلى أمس القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عبد الرحمان حمزاوي بصوته، بمركز الانتخاب بالمدرسة الابتدائية الشهيد محمد بن بركات ناصرية بحي شيخي بمدينة باتنة ونوه في تصريح على هامش ذلك «بوعي الشعب الجزائري بأهمية الانتخابات التشريعية»، وأكد بأن موعد انتخابات اختيار ممثلي الشعب في البرلمان يكتسي أهمية كبيرة لبناء مؤسسة تشريعية قوية منبثقة عن إرادة الشعب، وأضاف بأن الانتخابات جرت في جو يتميز بالإرادة السياسية من خلال تنظيمها في إطار الديمقراطية والنزاهة والشفافية.
وقال حمزاوي أيضا على هامش إدلائه بصوته الانتخابي، بأن الكشافة الإسلامية كان لها دور كبير ضمن فعاليات الحركة الجمعوية والمجتمع المدني في تحسيس المواطنين، بأهمية الاستحقاقات التشريعية في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد.
يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى