انتهى المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أمس الأول من عملية كاستينغ لانتقاء الأطفال  الموهوبين  المرشحين  لتشكيل  فوج  يخضع  لتكوين محترف و يضع  أول حجرة أساس لـ "مسرح حديدوان للأطفال".
و كشفت الفنانة نضال الجزائري، صاحبة الفكرة و عضو لجنة تحكيم الكاستينغ للنصر، أن الفريق عقد الجلسة الثانية لتحديد أسماء مجموعة من الأطفال الموهوبين تتراوح أعمارهم بين 10 و 16 سنة، لينضموا إلى فوج «مسرح حديدوان للأطفال»، على أن يكمل الفريق في الأيام المقبلة قائمة المواهب المنتقاة بين المشاركين في عروض الكاستينغ، من أجل الانطلاق في عملية التكوين في أقرب وقت، و قد أشارت الفنانة إلى أنه لم يحدد بعد تاريخ الانطلاقة.
و أوضحت المتحدثة أن الفكرة كانت في بداية الأمر تقتصر على انتقاء مواهب من فئة الأطفال غير المتمدرسين، ليشكلوا فريقا يتم العمل على تكوينه في مجالات التمثيل المسرحي، الكتابة المسرحية و حتى الموسيقى، و ذلك من أجل فتح أبواب أوسع أمام هذه الشريحة، للانخراط في ميدان من شأنه أن يبعدها عن الانحراف، و يبرز و يصقل مواهبها الحقيقية.
 نضال أكدت أن إدراج المتمدرسين ضمن الأطفال المسموح لهم في هذا الكاستينغ ، جاء لاحقا بإلحاح من الكثيرين، مرجعة استبعادهم في البداية، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من ضحايا التسرب المدرسي، فضلا عن عدم  تشتيت أذهان المتمدرسين و التأثير على دراستهم، خاصة و أن التكوين، حسبها، يتطلب وقتا، كما أن العروض قد تكون محلية، كما قد تكون من خارج العاصمة .
و أوضحت الفنانة نضال أن اللجنة استقبلت أزيد من 30 طفلا، قدموا عروضهم خلال جلستي الانتقاء، بينما سيتم انتقاء فوج لا يتجاوز عدد أفراده  12 طفلا، سيتلقون تكوينا متخصصا في الأداء، الموسيقى و الإلقاء على يد مختصين، و هو الفوج الذي سيشارك في تقديم مسرحية للأطفال من دائرة «مسرح حديدوان للطفل»، تكريما للفنان حديدوان الذي كرم سابقا في مسرحية «أجنحة نمولة» التي أخرجتها الفنانة نضال، و ذلك لتنمية مواهب هؤلاء الأطفال، كل حسب ما يتميز به، لتكوين فرقة تابعة للمسرح الوطني الجزائري.
من جانب آخر، أوضحت نضال أن هناك طموحات أكبر، كالسعي لتنظيم أيام وطنية لمسرح الطفل بالجزائر العاصمة، فضلا عن تنظيم جائزة علي معاشي لمسرح الطفل في جميع التخصصات، و هو البرنامج الذي أكدت الفنانة أنها قدمته لإدارة المركز فرحبت به، على أن يقدم برنامج التكوين الخاص بمسرح حديدوان، وفق ما يتلاءم و البرنامج الدراسي الخاص بالأطفال.
و كشفت المتحدثة أنه و في ظل غياب التكوين المسرحي في المنظومة التربوية، يسعى المسرح الوطني الجزائري لتعويض ذلك بهذه الخطوة، التي أكدت أنها ستصبح تقليدا سنويا، حيث ينتقل الفوج الأول إلى السنة الثانية، بينما يجري انتقاء فوج ثان في العام المقبل لتتواصل العملية، في ظل الاهتمام و التعطش المسجل  وسط الأطفال و ذويهم من المهتمين بهذا الميدان الذي يبعد الطفل عن العنف، و يزرع الثقة في نفسه و عديد الأمور الإيجابية  التي يسعى مسرح حديدوان للأطفال لتحقيقها، حسب الفنانة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى