يهمل الكثيرون شرب كميات كافية من الماء يوميا، بالرغم من أهميته الكبيرة لصحة الإنسان، و بين حجة عدم الشعور بالعطش و النسيان، يعرّضون أنفسهم لأضرار صحية يحذّر الأطباء من خطورتها.
يشكل الماء ما بين 60 إلى 70 بالمئة من أجسامنا، ما يعني الحاجة الضرورية و المنتظمة له، من أجل المحافظة على مستوياته لتغذية خلايا الجسم من جهة، و المحافظة على عمل الدماغ من جهة ثانية، و تقول أخصائية التغذية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة فريدة عواطي، إنه و على الرغم من إمكانية الحصول على الماء من بعض الأطعمة التي نتناولها يوميا مثل البطيخ، الفلفل، الطماطم، أو شرب العصائر، إلا أنها تبقى مصادر شحيحة و لابد من شرب الماء النقي بالقدر الكافي، خاصة في فصل الصيف عندما يفقد الجسم كميات أكبر من السوائل نتيجة التعرق، داعية إلى تجنب شرب العصائر المصنعة و المشروبات الغازية لأنها ضارة جدا .
و من الممكن أن يتسبب عدم شرب الكمية الكافية من الماء، كما تقول الأخصائية، إلى فقدان السوائل في الجسم، ما يؤدي لانخفاض مستوى الدم في الجسم، ما يؤدي إلى الضغط الزائد على القلب، فيعجز عن إيصال الأوكسجين و المغذيات إلى باقي أعضاء الجسم، خاصة العضلات.
لهذا تنصح المتحدثة بشرب كميات كافية تتراوح بين لتر إلى لترين يوميا، حسب السن و الوزن، مشيرة إلى أن المرأة الحامل و المرضعة، و كذا من يمارس نشاطا بدنيا كثيفا ، أو يعمل تحت أشعة الشمس، يحتاج لكميات أكبر من الماء يجب شربها على فترات، و ليس دفعة واحدة لأنها تؤثر بشكل سلبي على الصحة، داعية إلى الشرب بين الحين و الآخر، حتى في حال عدم الشعور بالعطش.
و أضافت  الأخصائية أن الشخص الذي يفقد جسمه كميات كبيرة من المياه بسبب التعرق،  يصاب بالجفاف و قلة التركيز، لأن 80 بالماء من المخ عبارة عن ماء، و شرب ما يكفي منه يوميا، يجعل الذهن صافيا و التركيز عاليا.
و قد بينت نتائج الأبحاث أن الكميات الكافية منه تعزز صحة المخ و تحول دون انخفاض القدرة على التذكر و الإصابة بـ "النعاس العقلي"، في حين أن نقص الماء يمنح الشعور الدائم بالتعب و الإرهاق، و يعرض الفرد للإصابة بارتفاع ضغط الدم، و تشكل الحصى في الكلى، فضلا عن آلام المفاصل.
كما أنه يهدد بارتفاع خطر التعرض للسكتة الدماغية، و إطالة فترة التعافي منها، و يجعل الفرد سريع الانفعال و الغضب، إضافة إلى الشعور الدائم بالنعاس و الصداع، و للتغلب على هذا الأخير، ينصح بشرب الماء و أخذ قسط من الراحة، بدل تناول مسكنات كيميائية، لأن الصداع سيختفي تدريجيا، دون الحاجة إليها.
من جهة أخرى يؤدي نقص تزويد الجسم بحاجته اليومية من هذا السائل الطبيعي الحيوي إلى جفاف الجلد، ما يزيد من آثار الشيخوخة، فتشقق الكولاجين يؤدي إلى ظهور الخطوط الدقيقة و التجاعيد.
و أضافت الأخصائية أن هذا النقص يزيد من الرغبة في تناول الطعام، حيث أن الكثيرين يعتقدون أنهم جائعون، إلا أنهم في الحقيقة يحتاجون إلى كميات أكبر من الماء، و بمجرد شربها يتلاشى شعورهم بالجوع، و هي الطريقة التي تساعد في خسارة الوزن و إتباع الحميات الغذائية.
كما يهدد نقص شرب الماء بالإصابة بالإمساك، حسب الأخصائية، و ذلك نتيجة عدم تنشيط الجهاز الهضمي و تحريك الأمعاء بالكميات الكافية من المياه التي يفترض شربها على مدار  24 ساعة، و يؤدي هذا النقص أيضا إلى تغير لون البول الذي يزيد لونه اصفرارا، كما يقلل عدد مرات التبول، و هو أمر تقول المتحدثة أنه غير طبيعي، يمكن التغلب عليه بشرب الكميات الكافية من الماء، من أجل تسهيل عملية إخراج السموم من الجسم، سواء عبر التبول أو عن طريق التعرق.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى