يرى خبراء ومحللون ، أن منطقة الساحل مقبلة على الكثير من السيناريوهات وأنها أمام مخاضات صعبة، وتصاعد التحديات وأكدوا في هذا الإطار على ضرورة  أن تكون هناك استراتيجية عمل لمجابهتها وأن تكون مرافقة لدول المنطقة حتى لا تتهاوى  ولا تسقط في فخ المخططات التي تنصب في المنطقة لتفجيرها وتحويلها إلى منطقة متأزمة. ويرون أن الدبلوماسية الجزائرية  تنتظرها ديناميكية وفاعلية أكثر ، وستكون لها حركية كبيرة في الفترة المقبلة، خاصة وأن رجال هذه الدبلوماسية هم رجال مقتدرون و يعرفون المنطقة.  
وأوضح الخبير الأمني  والمحلل السياسي،  الدكتور أحمد ميزاب في تصريح للنصر ، أمس، أن زيارة رئيس جمهورية النيجر محمد بازوم إلى الجزائر، مهمة و استراتيجية بامتياز باعتبار السياقات التي تعرفها المنطقة، سواء من خلال تصاعد التحديات والتحولات الأمنية المتسارعة والتي قدمت لنا مجموعة من المؤشرات  والقراءات أن المنطقة أمام مخاضات صعبة، وهذا يحتاج  -كما قال - إلى تكثيف التنسيق والتعاون .
وأشار المحلل السياسي، إلى  محاولات أطراف خارجية سواء من خلال مشاريع التدخل العسكري أو من خلال إعادة تكييف قواعدها العسكرية وفق المعطيات الجديدة.
و اعتبر الخبير الأمني  والمحلل السياسي،  أن تعزيز التعاون الاقتصادي وحتى السياسي مهم جدا،  سواء داخل أروقة الاتحاد الإفريقي أو في إطار التعاون المشترك، مضيفا في هذا السياق، أن دولة النيجر بكل التحديات الصعبة التي تعيشها اقتصاديا ، اجتماعيا ، سياسيا وحتى أمنيا،  هي تعد عمقا استراتيجيا بالنسبة لمعادلة الأمن القومي في الجزائر .
 واعتبر الدكتور أحمد ميزاب ، أن الدبلوماسية الجزائرية تنتظرها ديناميكية وفاعلية أكثر ، خاصة أن الملفات ثقيلة و استراتيجية وحساسة وتعنينا بشكل كبير جدا ونحتاج إلى نفس طويل في إطار دفع الديناميكية الدبلوماسية-كما أضاف-. وقال في السياق ذاته،  أننا اليوم أمام استراتيجية مهمة في إطار تفعيل هذه الديناميكية .
ويرى الخبير الأمني ، أن منطقة الساحل مقبلة على الكثير من السيناريوهات ، موضحا  في هذا الإطار، أن السيناريوهات الأمنية تعرف مؤشرات متصاعدة باعتبار أننا أصبحنا لا نتحدث عن التحدي بقدر ما أصبحنا نتحدث عن المخاطر الأمنية الموجودة في منطقة  الساحل ، في ظل مجموعة من التقلبات والتحولات السياسية والتي لها ارتباطات بالجانب الأمني، و لها ارتباط باستفحال الظاهرة الإرهابية  والاقتصادية والتي لها علاقة بالجريمة المنظمة وتحالفاتها مع الجماعات الإرهابية،  وبالإضافة إلى  ذلك التحولات الدولية،  في إطار التنافس المحموم و عسكرة المنطقة -كما قال-،  مضيفا   أن كل هذا يجب أن يوضع صوب النظر، مشيرا أن هناك تحديات كبرى،  و يجب أن تكون  استراتيجية عمل لمجابهتها وأن تكون هناك مرافقة لدول المنطقة حتى لا تتهاوى  ولا تسقط في فخ المخططات التي تنصب في المنطقة لتفجيرها وتحويلها إلى منطقة متأزمة وتعاني من مجموعة الأزمات وحتى لا نقع فيما يسمى بالمأزق الأمني نتاج التحديات الأمنية الموجودة.
 ومن جانبه، ذكر المحلل السياسي  والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور بشير شايب،  في تصريح للنصر، أمس، أن منطقة الساحل الأوسط، مالي، النيجر بوركينافاسو، هي قلب منطقة الساحل وأن زعزعة الأمن و الاستقرار فيها يؤدي إلى زعزعته في كل المنطقة .
 ويرى المحلل السياسي،  أن المنطقة ستعرف عملا سياسيا مكثفا في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، يعرف المنطقة جيدا وتعامل مع ملفاتها وبالتالي الجزائر ستستأنف كل المساعي التي باشرتها الخارجية الجزائرية سابقا.  
وأضاف أن التحركات والمؤشرات الأمنية والسياسية توحي بمرحلة  جديدة تكون لدول المنطقة الدور الأكبر فيها ، مشيرا إلى التنسيق مع دول المنطقة وإمكانية إحياء اتفاقية دول الميدان وهي الجزائر، موريتانيا ، مالي النيجر.
ومن جانبه أوضح الخبير الأمني، بن عمر بن جانة في تصريح للنصر، أمس، أن منطقة الساحل تعرف العديد من التحديات متعددة الأبعاد، أمنية ، صحية ، اقتصادية و اجتماعية .
وذكر الخبير الأمني، أن الدبلوماسية الجزائرية غابت أو غيبت لمدة طويلة جدا في إفريقيا، وأضاف أن غياب الجزائر كانت له آثار وانعكاسات محسوسة جدا بالتدخلات الخارجية وتفاقم الوضع الأمني والاقتصادي في المنطقة، معتبرا أن عودة الجزائر إلى المنطقة من الناحية الدبلوماسية والنشاط الدبلوماسي، سوف تكون لها إيجابيات ومؤشرات إيجابية باعتراف هذه الدول بدور الجزائر في المنطقة .
وأوضح، أن الدبلوماسية الجزائرية، ستكون لها حركية كبيرة خاصة وأن رجال هذه الدبلوماسية هم رجال مقتدرون و يعرفون المنطقة وبالتالي ستكون لها انعكاسات إيجابية .
مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى