النتائج المحققة في بداية المشوار أجبرتنا على لعب الصعود
أبدى مدرب حمراء عنابة، حسين رابط، الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل الفريق، وأكد بأن النجاح في العودة إلى الرابطة الثانية يعد مكسبا كبيرا لشبان المنطقة، وذلك بمنح الفرصة لأكبر عدد منهم للعب في مستوى أعلى، خاصة وأن استراتيجية العمل المنتهجة من طرف مسيري «الحمراء» مبنية بالأساس على التشبيب، وتشجيع العناصر المحلية.
وأشار رابط في حوار خص به النصر، إلى أن الصعود إلى الوطني الثاني لم يكن ـ حسبه ـ « هدية تلقيناها، بل ثمرة مجهودات جبارة بذلتها جميع الأطراف، رغم أننا لم نسطر في بداية المنافسة الصعود كهدف، لكن سلسلة النتائج الإيجابية المحققة أجبرتنا على رفع عارضة الطموحات»، كما تحدث رابط عن العقبات التي واجهت فريقه، وكذا الخطوط العريضة لبرنامج العمل المسطر خلال الموسم القادم.
كيف تقيّم مشوار الفريق خلال الموسم المنصرم، خاصة وأنه كلّل باقتطاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية؟
شخصيا، يمكن القول بأنني حققت ثاني أفضل إنجاز في مسيرتي الرياضية، لأن هذا الصعود كان ثمرة مجهودات كبيرة بذلناها، وتاريخ حمراء عنابة الذي تمتد جذوره في أعماق أمجاد الكرة الجزائرية، يمنحنا شرف نفض الغبار عن جزء من ذكريات هذه المدرسة الكروية العريقة، لأن العودة إلى الرابطة الثانية تحققت بعد غياب عن الواجهة لمدة قاربت 33 سنة، وليس من السهل الخروج بسلام من غياهب الأقسام السفلى لموسمين متتاليين، وعليه فإن الفرحة بهذا الانجاز كانت كبيرة، وجعلتني استعيد أغلى الذكريات التي عشتها في مسيرتي، عند التتويج مع المنتخب الوطني بذهبية الألعاب المتوسطية سنة 1975، بعد الفوز في المقابلة النهائية على حساب فرنسا، رغم أنني لعبت لسنوات طويلة مع اتحاد عنابة في الوطني الأول، إلا أن الفرحة بالمساهمة في إعادة «الحمراء» إلى الأضواء كانت كبيرة، سيما وأنها كانت لي كمدرب، بعدما حققت الإنجاز الشخصي الأول كلاعب دولي.
ألهذه الدرجة، بلغت لديك قيمة صعود حمراء عنابة من قسم ما بين الرابطات؟
كما سبق وأن قلت، فإن تاريخ «الحمراء» يجعل الدفاع عن ألوان هذا الفريق شرفا كبيرا لأي لاعب، خاصة وأن هذا النادي كان قد أهدى اللقب الوحيد للكرة العنابية على الصعيد الوطني، رغم أن التواجد في الأقسام السفلى وضع الفريق في دائرة الظل، لكن دون القدرة على مسح الذكريات الغالية التي كانت قد صنعتها أجياله السابقة، وهي الذكريات التي كان الجميع يتغنى بها ويتحسر عليها، دون التجرأ على المساهمة في العمل على استعادة شطر منها، وعند تعييني على رأس العارضة الفنية للفريق من طرف الرئيس بن تومي كنا قد رسمنا خارطة طريق بنية البحث عن سبل كفيلة بإخراج «الحمراء» من دائرة النسيان، والعودة بالنادي إلى الواجهة، وتجسيد هذا المشروع لم يكن بالأمر السهل، لأننا لم نكن نتوفر على العصا السحرية الكفيلة بتجسيد الأحلام بين عشية وضحاها، بل كان لزاما علينا التركيز أكثر على العمل الميداني، وفق سياسة مبنية على التشبيب، ومنح الأولوية لشبان المنطقة، فكان الصعود من الجهوي الخطوة الأولى التي قطعناها من مشروعنا، وتواصل المشوار بنفس «الديناميكية»، للموسم الثاني تواليا، لتكون النتيجة عودة الفريق إلى الرابطة الثانية.
وهل كنت تتوقع أن يكلّل الموسم المنصرم بالصعود، خاصة في ظل اعتماد صيغة استثنائية للمنافسة؟
قد أكون مبالغا إذا قلت بأن هذا الإنجاز كان متوقعا، لأننا لم نسطر الصعود كهدف، على اعتبار أن النجاح في قطع الخطوة الأولى، بالخروج من الجهوي دفعتنا إلى المراهنة على ضمان البقاء بكل أريحية، وتفادي «سيناريو» المواسم الفارطة، لما كانت «الحمراء» تذهب ضحية نشاط «الكواليس»، والكل يتذكر الكيفية التي سقط بها الفريق من وطني الهواة، ثم من قسم ما بين الرابطات، وتجرع مرارة هذه «النكسة» لسنتين متتاليتين كان بمثابة الدرس القاسي الذي استخلص منه المكتب المسير الجديد العبر، بدليل أن الرئيس بن تومي، وعند توليه المهام سارع إلى وضع استراتيجية عمل واضحة، وهي الطريقة التي واصلنا انتهاجها، بالسعي للمحافظة قدر المستطاع على الاستقرار في التركيبة البشرية، لضمان الاستمرارية في العمل، وتدعيم التعداد كان بحساب الحاجيات في المناصب، مع إعطاء الأولوية لأبناء الفريق الذين كانوا ينشطون في أندية أخرى، لتكون روح المجموعة أهم سلاح استعملناه، لأن النتائج الإيجابية المحققة في بداية المشوار فتحت الشهية، وأجبرتنا على المراهنة على الصعود، لكن مع تفادي فرض ضغوطات نفسية كبيرة على المجموعة، لأننا ومهما كانت النتيجة لن نخسر أي شيء، وبلوغ مباراة السد رمى بالكرة في معسكر اللاعبين، الذين أصروا على عدم تفويت الفرصة، فحققوا الصعود، وأهدوا الكرة العنابية انجازا أنساهم نكسة الفريق الأول للولاية.
وماذا عن نظرتكم الأولية للموسم القادم؟
الحديث عن المستقبل سابق لأوانه، لأن أجواء فرحة الصعود مازالت تلقي بظلالها على محيط الفريق، رغم أن الحقيقة الميدانية تشير إلى أن المهمة لن تكون سهلة، على اعتبار أن تركيبة الرابطة الثانية تضم أندية لها خبرة طويلة في مثل هذا المستوى، وهدفنا يبقى منحصرا في السعي للمحافظة على الإنجاز المحقق، وتفادي العودة السريعة إلى قسم ما بين الرابطات، ولو أن صعود «الحمراء» يعد مكسبا كبيرا لشبان ولاية عنابة والمناطق المجاورة، لأنه سيتيح لهم الفرصة للعب في مستوى أعلى، خاصة وأننا سنبقى أوفياء للسياسة التي انتهجناها، وذلك بالتركيز أكثر على التشبيب، وتجنب الاستقدامات «الفوضوية»، والأولوية في حمل ألوان الفريق تبقى دائما لأبناء النادي، والشروع في التفكير في الموسم الجديد سيكون بعد جلسة عمل سيعقدها المكتب المسير مع اللاعبين ومختلف الطواقم، وهي الجلسة التي سيتم فيها توضيح الرؤية بشأن العناصر التي تعتزم الإدارة الاحتفاظ بها، ليكون بعدها التفكير في الاستقدامات، مع حصر الهدف في ضمان البقاء.
حاوره: ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى