هلال شلغوم العيد في - نهائي الصعود - لتحقيق حلم 71 سنة
تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة الثانية عشية اليوم صوب ملعب عمر بن رابح بالدار البيضاء، الذي سيكون مسرحا لمباراة حاسمة في مصير التذكرتين المؤديتين إلى الرابطة المحترفة الأولى، وذلك في إطار الجولة الثالثة والأخيرة من دورة "البلاي أوف"، لأن مخلفات المقابلتين السابقتين من هذه المنافسة الاستثنائية أبقت "السيسبانس" قائما، وجعل من اللقاء الذي سينشطه بطل فوج الشرق هلال شلغوم العيد ونظيره للمجموعة الغربية مستقبل وادي سلي بطابع "نهائي الصعود"، لكن بحسابات مختلفة، سيما بعد توضيح الرابطة للنصوص القانونية التي سيتم اعتمادها، لأن عدم إدراج عدد الأهداف المسجلة ضمن المعايير "الفاصلة" أبقى أمر الصعود معلقا وهوية صاحبي الحظ السعيد "مجهولة" إلى غاية نهاية هذه المواجهة، وقد يتم الاحتكام إلى عملية سحب القرعة لتحديد الثنائي الذي سيلتحق بحضيرة الكبار.

مباراة اليوم، ستضع طرفيها أمام فرصة دخول التاريخ، بتحقيق الصعود لأول مرة إلى الرابطة المحترفة، وهذا الطموح يبقى القاسم المشترك بين الفريقين، لأن هلال شلغوم العيد ظل يبحث عن مكانة مع "الكبار" على مدار 76 سنة من الوجود في الساحة الكروية الوطنية، سيما وأن تغيير نمط المنافسة في أواخر الألفية الفارطة كان قد قطع أمامه الطريق لتجسيد هذا الحلم، في حين يسعى مستقبل وادي سلي لمواصلة مشواره بنفس "الديناميكية"، وحجز مقعد في الرابطة الأولى، بعد 52 سنة من التواجد في الأقسام السفلى، لأن هذا الفريق اعتاد على الاتخاذ من منافسة كأس الجزائر كمحطة للخروج من دائرة الظل، قبل أن يحقق الصعود لموسمين متتاليين، ويبقى على مشارف تجسيد انجاز تاريخي.
معطيات هذه المواجهة، لا تختلف عن تلك الخاصة بالنهائيات، لأن كل فريق سيلعب مصيره، في ظل عدم توفر أي فرصة أخرى للتدارك، ونظام المنافسة الذي أقرته رابطة الهواة يمنح هلال شلغوم العيد ثلاثة فرص، اثنتان منها يشفعان له بتحقيق الصعود مباشرة، بينما تمر الثالثة عبر إجراء عملية سحب القرعة، في الوقت الذي يبقى فيه لزاما على أبناء "الشاطو" تفادي الهزيمة في الوقت الرسمي للقاء، لأن هذه الحالة ستكلفهم غاليا، وذلك بتبخر حلم الصعود، وهي حسابات نتجت بالأساس عن إفرازات المقابلتين السابقتين، لأن الهلال كان قد تجاوز عقبة أمل الأربعاء بركلات الترجيح، وضخ في رصيده نقطتين، ويبقى بحاجة إلى نقطتين على الأقل لتجنب أي حسابات، وترسيم الصعود، ليكون أغلى هدية للأنصار، تزامنا مع الذكرى 71 لتأسيس النادي، والتي كانت يوم أمس السبت، وبالتالي رفع راية تمثيل ولاية ميلة في قسم الكبار كثاني فريق في تاريخ الولاية 43، بعد التجربة التي كانت للجار دفاع تاجنانت في منتصف العشرية المنقضية.
من هذا المنطلق، فإن تشكيلة المدرب بن مسعود سترمي بكامل ثقلها لتحقيق المبتغى، وتخطي عقبة مستقبل وادي سلي، لأن الصعود التاريخي يبقى على بعد 90 دقيقة، وعناصر الهلال سبق لها وأن عايشت مثل هذه الوضعية في مشوار البطولة، لما واجهت اتحاد عنابة في الجولة ما قبل الأخيرة، في "نهائي" حسمه الهداف يدادان، رغم أن أبناء "الشاطو" لم يظهروا بمستواهم المعهود في المباراة الأولى من دورة "البلاي أوف" أمام أمل الأربعاء، وكأنهم تأثروا بالابتعاد لفترة قاربت الشهر عن أجواء المنافسة الرسمية، بصرف النظر عن الظروف التي جرت فيها تلك المواجهة.
من الجهة المقابلة، فإن مستقبل وادي سلي بقيادة المدرب السعيد حموش سيخوض لقاء اليوم تحت تأثير ضغط كبير، خوفا من تجرع مرارة الفشل في تحقيق الصعود، لأن خسارة مباراة جولة التدشين أمام أمل الأربعاء بضربات الترجيح وضحت المستقبل أمام خيار وحيد يكفي لتمكينه من ترسيم الصعود مباشرة، وذلك بالنجاح في الفوز على الهلال في الوقت الرسمي، بينما تبقى الحالة المقترنة بنتيجة التعادل، والاحتكام إلى ركلات الترجيح كافية لتمديد "السيسبانس"، والتلاعب بأعصاب لاعبي وأنصار وادي سلي أكثر من نظرائهم لشلغوم العيد، لأن الانتصار لا يكفي لضمان الصعود، وإنما يستوجب المرور إلى تنظيم عملية سحب القرعة، لكن الهزيمة ستحرق آخر أوراق المستقبل في الصعود، ويتبخر بالتالي حلم انتزاع التذكرة الثانية لتمثيل ولاية الشلف في الرابطة المحترفة.
هذه الحسابات، تبقي معادلة الصعود ثلاثية الأطراف، لأن أمل الأربعاء الذي حصد 3 نقاط في الجولتين السابقتين يبقى طرفا مباشرا في مخلفات مباراة اليوم، ورصيده كان "مفصلي"، ورفع من درجة الضغوطات على هلال شلغوم العيد ومستقبل وادي سلي، لأن تلقي هزيمة في الوقت الرسمي ستكلف صاحبها الخروج نهائيا من السباق، وهي الحالة التي تضع "الفايكينغ" كثاني الصاعدين، في مركز الوصافة، إذ أن لقب البطولة سيكون من نصيب الفائز، كما أن هزيمة وادي سلي بركلات الترجيح ستبقى دار لقمان على حالها، وتمنح ورقتي الصعود للفريقين الآخرين، وأمل الأربعاء لن يضمن صعوده رسميا في الحالة الوحيدة التي سيتم فيها اللجوء إلى عملية سحب القرعة، والتي تمر عبر فوز وادي سلي بضربات الترجيح، على اعتبار أن هذه الحالة تضع الفرق الثلاثة في نفس الكفة برصيد متساو، ودون أفضلية في فارق الأهداف. ص / فرطــاس

مدرب هلال شلغوم العيد بن مسعود
الصعود أحلى هدية في ذكرى تأسيس النادي
اعتبر مدرب هلال شلغوم العيد، إدريس بن مسعود، الفوز بمباراة اليوم أمام شباب واد سلي وترسيم الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، أحسن هدية يمكن تقديمها لأنصار هلال شلغوم العيد بمناسبة الذكرى 76 لتأسيس النادي، خاصة وأن الكثير من أبناء الشاطو أجل موعد الاحتفال بهذه المناسبة التي كانت أمس إلى موعد لاحق، في انتظار نتيجة لقاء اليوم.
وقال بن مسعود في تصريح للنصر، إن كل الأمور تسير على أحسن ما يرام، والجميع على أتم الاستعداد للقاء اليوم:" حضرنا جيدا لهذا الموعد، ولا بديل عن الفوز أمام شباب واد سلي، رغم أننا ندرك جيدا بأن المباراة لن تكون سهلة أمام منافس لا يستهان به، ووقفنا على نقاط قوته وضعفه من خلال مشاهدة عدة أشرطة مبارياته".
وأضاف:" اللاعبون محفزون، والجميع لا يفكر سوى في كيفية إسعاد الأنصار، وتقديم لهم أحلى هدية بمناسبة الذكرى 76 لتأسيس النادي، وعيد الأضحى المبارك، وهو ما سهل كثيرا من مأموريتي كمدرب، حيث لم أجد صعوبات في اختيار الكلمات المناسبة، لأن الحدث يتحدث عن نفسه".
وردا على سؤالنا المتعلق بالغيابات التي سيعاني منها الفريق في مباراة اليوم، قال:" الحمد لله كل التعداد جاهز، ونتمنى فقط أن تكون نتائج تحاليل كورونا سلبية لجميع العناصر(الاتصال كان صبيحة أمس)، لقد أجرينا تحاليل منذ 24 ساعة على مستوى عيادة خاصة، من أجل التأكد من سلامة الجميع، وبالمرة لأخذ كامل احتياطاتنا، قبل أن نعيد إجراء تحاليل جديدة على عاتق الرابطة، في انتظار صدور النتائج".
وختم بن مسعود تصريحاته بالقول:" النقطة الوحيدة التي أخشاها، تتمثل في عدم ظهور لاعبي بمستواهم الحقيقي، وأعتقد بأننا لن نلعب مباراة أسوأ من تلك التي قدمناها أمام أمل الأربعاء، وهو ما يجعلني متفائل كثيرا، خاصة وأن اللاعبين لا يعانون من مشكلة الإرهاق، وهو ما عامل مهم في مثل هذه المواعيد".
حمزة.س

حارس هلال شلغوم العيد عبد الحق مويسي
نرى أنفسنا أبطالا بعد تسيّد مجموعة "الشرق"
•التسلح بالثقة مفتاح النجاح
أبدى حارس هلال شلغوم العيد، عبد الحق مويسي، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة الفريق على تجسيد حلم الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وأكد بأن الأجواء السائدة وسط التشكيلة تبعث على الارتياح، في ظل إصرار اللاعبين على رفع التحدي، وإنهاء المشوار بأغلى هدية يمكن تقديمها للأنصار تزامنا مع الاحتفالات بذكرى تأسيس النادي وكذا عيد الأضحى المبارك.
وأشار مويسي في حوار خص به النصر ظهيرة أمس إلى أن الروح الجماعية تبقى أهم سلاح في مثل هذه المواعيد، لأننا ـ كما قال ـ " ندرك جيدا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وقد تعودنا على خوض مباريات بنكهة النهائيات".
كيف تنظرون إلى مباراة اليوم أمام مستقبل وادي سلي، والتي ستكون حاسمة في أمر الصعود؟
مما لا شك فيه أن المقابلة ستكون صعبة جدا على الفريقين، لأنها فاصلة، ونتيجتها ستحسم مصير الصعود، وبالتالي فإن كل فريق سيعمل على اللعب بكامل إمكانياته، بحثا عن تأشيرة الصعود، وفريقنا تعوّد على مثل هذه الوضعيات، بالنظر إلى المشوار الذي أديناه في مرحلة العودة من البطولة على مستوى المجموعة الشرقية، إذ أن أغلب لقاءاتنا كانت عبارة عن "نهائيات"، على خلفية الصراع الذي كان على أشده بين العديد من الأندية، ليكون "النهائي الأكبر" في الجولة ما قبل الأخيرة، لما استقبلنا اتحاد عنابة، وعليه يمكن القول بأننا اكتسبنا خبرة في كيفية التعامل مع هذه المواجهات، خاصة وأننا كنا نخشى التعثر في عقر الديار أمام عنابة، وما ينجر عنه من مخلفات، والوضعية تكاد تكون مطابقة هذه المرة، لأننا ندرك جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
نلمس في كلامكم نوعا من التفاؤل، فما سر ذلك؟
التسلح بكثير من الثقة في النفس والإمكانيات، يبقى من أبرز مفاتيح النجاح، ونحن على دراية بأن المقابلة صعبة جدا للفريقين، ولا يمكن التكهن مسبقا بنتيجتها، لكننا لا بد أن نكون متفائلين، ونرى أنفسنا في خانة الأبطال، سيما وأننا كنا قد خرجنا منتصرين من مجموعة الشرق، التي تضم فرقا لها خبرة طويلة في مستويات أعلى، وذلك الانجاز يكفي للتأكيد على أحقيتنا في الصعود، وبالتالي فإن الثقة التي اكتسبتها المجموعة قد تساعدنا على مواجهة كل العقبات التي قد تعترضنا، لان الإصرار على عدم التفريط في حلم الصعود يبقى كبيرا، حتى يتسنى لنا قطف ثمار تعب موسم كامل، وبالمرة تقديم أغلى هدية لأنصارنا الأوفياء، بالمساهمة في صعود الفريق لأول مرة في التاريخ إلى الرابطة المحترفة، وقد شاءت الصدف أن يتزامن موعد مقابلة اليوم مع ذكرى تأسيس الهلال، وعشية عيد الضحى المبارك، وعليه فإن أجواء الفرحة ستكون كبيرة، ومن جوانب متعددة.
لكن الفريق لم يظهر بمستواه المعهود في المقابلة الأولى من هذه الدورة؟
تلك حقيقة لا يمكن إنكارها، ولو أن الظروف التي سبقت اللقاء أثرت علينا كثيرا، وأفقدنا كامل التركيز والتوازن، خاصة بعد كثرة الحديث عن إمكانية مقاطعة أمل الأربعاء للمباراة، وكذا غياب الكثير من لاعبيه، بسبب تسجيل حالات مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا، فلم يكن دخولنا أجواء المقابلة موفقا، غير أننا تداركنا الوضع، وتفادي الهزيمة في الوقت الرسمي مكننا من كسب الرهان في ركلات الترجيح، وذلك أهم شيء في مثل هذه الوضعيات، لأننا لو انهزمنا سنكون أمام معطيات مغايرة في لقاء اليوم، والحسابات تجعل الضغط على لاعبي مستقبل وادي سلي أكثر، ونحن سنسعى للاستثمار في هذه الوضعية.
وهل لك أن توضح لنا سبب تحملك المسؤولية، وتنفيذ ركلة الترجيح الأخيرة في المباراة السابقة؟
الثقة الكبيرة التي اكتسبتها بعد نجاحي في صد الركلة الخامسة لأمل الأربعاء، كانت السبب الوحيد الذي دفعني إلى اتخاذ ذلك القرار، لأنني طلبت من المدرب  السماح لي بتنفيذ الركلة الحاسمة، بالنظر إلى الحالة المعنوية التي كنت أتواجد فيها في تلك اللحظة، ولم يراودني أي شك في القدرة على التسجيل، وكأنني كنت واثقا من نفسي في صنع الفوز، خاصة وأنني كنت قد درست وضعية الحارس المنافس في الركلات الأربعة الأولى، كما أنني متعود على تنفيذ ضربات الجزاء، وهذا العامل ساعدني على تحقيق المبتغى، والمساهمة في إحراز انتصار عزز من حظوظنا في الصعود، لكننا نبقى نراهن على إنهاء الموسم بصعود تاريخي، وذلك من خلال الخروج من مباراة اليوم بفوز، دون مراعاة قوة المنافس وحاجته هو الآخر لانتصار.                                                           
حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى