• غلة مرحلة الذهاب غيّرت الأهداف وعاظمت الطموحات
اعترف حارس هلال شلغوم العيد عبد الحق مويسي، بأن الصعود إلى الرابطة المحترفة لم يكن يراود أكبر المتفائلين في أسرة النادي، لكن سلاح الإرادة كان ـ حسبه ـ " كافيا لقلب الموازين، وتجسيد حلم كان قبل انطلاق المنافسة يعتبر معجزة، إلا أنه وجد طريقه إلى التجسيد على أرض الواقع".
وأوضح مويسي في حوار مع النصر، بأن سر تألق الهلال هذا الموسم يكمن بالدرجة الأولى في روح المجموعة، وألح على ضرورة توفير الأجواء التي من شأنها أن تساعد على المحافظة على هذا المكسب، وذلك بتمكين الفريق من ضمان بقائه في الرابطة المحترفة أطول فترة ممكنة، والاحتكاك مع أندية عريقة.
*ما هو شعورك بعد المساهمة في تحقيق صعود تاريخي؟
الحقيقة التي لا يمكن لأي كان في مدينة شلغوم العيد إنكارها، هي أن الحديث عن صعود الفريق وتسطيره كهدف قبل انطلاق الموسم كان ضربا من الخيال، لأن المخاوف من السقوط كانت أكبر بكثير من أي هدف آخر، وذلك بسبب نمط المنافسة الذي اعتمدته الفاف والسقوط الحتمي لأربعة أندية من كل مجموعة، جعل الكل يراهن على ضمان البقاء قبل التفكير في الصعود، دون تجاهل التركيبة الاستثنائية لفوج الشرق، والذي يضم الكثير من الأندية التي لها خبرة طويلة في مستويات أعلى، والهلال يبقى من الخبرة التي لم تكن متعودة على أجواء المنافسة في هذا القسم، وبالتالي فإن هدفنا الولي كان منحصرا عند حدود ضمان البقاء بكل أريحية، إلا أن الشهية جاءت مع تقدم المنافسة، وتوالي سلسلة النتائج الإيجابية سمح لنا بالتواجد ضمن كوكبة الصدارة، فكبرت طموحاتنا في مرحلة الإياب، لتكون نهاية المشوار تاريخية، بتقديم أغلى هدية للأنصار والمسيرين على حد سواء، بينما كتب اللاعبون والطاقم الفني أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل النادي، لأنها المرة الأولى التي يصعد فيها الهلال إلى القسم الأول.
*ألم يتسرب إلى قلوبكم دابر الشك بخصوص القدرة على تجسيد هذا الحلم، حتى في دورة "البلاي أوف"؟
الحسابات الأولية التي كان الطاقم الفني قد ضبطها، بنيت بالأساس على بلوغ رصيد 30 نقطة، وذلك لترسيم البقاء، غير أن النتائج الإيجابية التي حققناها في مرحلة الذهاب، بإحراز 22 نقطة مكنتنا من رفع عارضة الطموحات عاليا، خاصة بعد النجاح في العودة بفوز من عنابة، وعليه فإننا أصبحنا ننظر إلى أنفسنا كأبطال، سيما وأننا احتكرنا الصدارة لعدة جولات، وتلك الوضعية تسببت في خلق جو استثنائي وسط المجموعة، بإصرارنا كلاعبين على عدم تفويت الفرصة، وتحقيق صعود تاريخي للهلال، لتواكبنا في ذلك اللجنة المسيرة، التي لم تدخر أي جهد لتوفير كلا عوامل النجاح، ليركب الأنصار على نفس الموجة، ويصبح الصعود طموحا مشروعا، بعدما كان قبل انطلاق الموسم أشبه بالمعجزة، وهذه الأجواء أعطت اللاعبين الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات، فكانت الإرادة الفولاذية والروح الجماعية، أبرز سلاح استعملناه لتجاوز الكثير من العقبات التي واجهتنا، وما أكثرها.
*لكن دورة "البلاي أوف" كانت حاسمة وخرجتم منها بلقب البطولة؟
الحديث عن تلك الدورة، يفتح الباب لتشريح الوضعية الاستثنائية التي عشناها على مدار 3 أسابيع، لأن الضغط النفسي تجاوز كل الحدود، وكأن الأمر يتعلق بنهائي كأس الجزائر، وهذا كله بسبب صيغة المنافسة التي تم اعتمادها، وقد شاهد الجميع بـأننا لم نظهر بمستوانا المعهود في المباراة الأولى أمام أمل الأربعاء، بسبب تأثيرات الجانب البسيكولوجي وفقدان التركيز، ومع ذلك فقد نجحنا في تدارك الهزيمة، وأحرزنا انتصارا ثمينا بركلات الترجيح، رغم أن الفوز في الوقت الرسمي كان يكفينا لضمان الصعود، غير أننا لم نتمكن من حسم الأمور جراء الضغوطات الكبيرة التي عشناها، الأمر الذي فرض علينا ضغطا مضاعفا قبل المقابلة الثانية أمام مستقبل وادي سلي، ولو أننا كنا قد تعودنا على مثل هذه الأجواء، بخوض الكثير من المباريات الحاسمة، خاصة أمام عنابة، الشاوية، خنشلة ومولودية قسنطينة، لكن التخوف من الإخفاق كان وراء الرفع من درجة الضغط، ولم نتنفس الصعداء إلا بعد نهاية اللقاء الثاني، وقد كان تتويجنا بلقب الرابطة الثانية مستحقا.
*وكيف ترى مستقبل الفريق بعد هذا الانجاز؟
الأكيد أن المسؤولية أصبحت ثقيلة، والكرة تبقى في مرمى اللجنة المسيرة، لأن اللعب في الرابطة المحترفة ليس سهلا، ويتطلب تهيئة الأرضية التي من شأنها أن تسمح للفريق بالتأقلم بسرعة مع أجواء هذه الحظيرة، كما أن تدعيم التعداد يبقى من الأمور الضرورية، لكن كل شيء يبقى مرهون بالإمكانيات المادية، ولو أنني كلاعب أعطي الأولوية للفريق الذي حققت معه الصعود، إذ أنني على أهبة الاستعداد للتجديد لموسم آخر، شريطة توفر الأجواء التي من شأنها أن تكون حافزا لنا لتأدية مشوار موفق في أول ظهور للهلال في قسم الكبار، لأن أصبح مرحلة هي الخطوة الأولى، والنجاح في ضمان البقاء سيسمح بتثمين الانجاز المحقق.
حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى