الوفاق يرافق المتصدر في رابطة الأبطال
عادت التذكرة الثانية لتمثيل الكرة الجزائرية في دوري أبطال إفريقيا للموسم القادم، إلى وفاق سطيف، بفضل «الهدية» الرياضية التي تلقاها من شباب بلوزداد، في الجولة 35 لبطولة الرابطة المحترفة، لأن ظهور «النسر الأسود» لتاسع مرة في هذه المنافسة لم يكن بأرجل لاعبيه، بل كان يمر عبر تعثر شبيبة الساورة بملعبها، وهو شرط  كان مبدئيا صعب التحقق، إلا أنه وجد طريقه إلى التجسيد ميدانيا، ولو أن «هدايا» أبناء «العقيبة» من سفريتهم إلى بشار، كادت أن تمتد إلى الجار اتحاد الجزائر، الذي حلم بالمشاركة في كأس الكاف.

واتضحت الرؤية بخصوص ثلاثي «البوديوم»، الذي سيسجل تواجده على الصعيد القاري في النسخة القادمة، لكن المتصدر شباب بلوزداد لعب دور «الحكم» في قمة بشار، لأنه وبعدما ضمن مشاركته للمرة الثانية تواليا في دوري الأبطال والرابعة في تاريخه، اختار هوية مرافقه، في مقابلة كانت تكتسي أهمية قصوى لشبيبة الساورة، وفاق سطيف واتحاد الجزائر، إلا أن الشبيبة لم تحسن استغلال عامل الأرض، وأهدرت فرصة «العمر»، إثر اكتفائها باقتسام الزاد، على اعتبار أن الفوز كان يكفي لتعبيد الطريق نحو المشاركة للمرة الثالثة في أغلى منافسة إفريقية، بعد الحضور في نسختي 2017 و2019، غير أن تسجيل التعادل الثالث تواليا ببشار، والرابع منذ بداية الموسم في عقر الديار، أزاح «نسور الجنوب» من مركز الوصافة، وحرمها بالتالي من تأشيرة المشاركة في دوري الأبطال، ولو أن تشكيلة المدرب جاليت جانبت «كارثة»، لأنها كانت متأخرة في النتيجة، بهدف أمضاه دراوي من ضربة جزاء في أواخر المرحلة الأولى، والهزيمة كانت ستخرجها نهائيا من قائمة النوادي المعنية بالمشاركة القارية، فكان هدف التعادل الذي سجله الحمري من علامة الجزاء في منتصف الشوط الثاني كافيا لإنقاذ الموقف، وحجز تذكرة المشاركة في كأس الكاف.
عودة شباب بلوزداد بنقطة من بشار، كان بمثابة أغلى «هدية» يتلقاها وفاق سطيف، لأن «النسر الأسود» استعرض عضلاته أمام الضيف اتحاد بسكرة، واهتدى مجددا إلى سكة الانتصارات بعد 5 جولات عجاف، فكان المرور إلى السرعة الرابعة كافيا لاستغلال مخلفات قمة بشار، والتي صبت في مصلحة الوفاق، ونصبته بمفرده في برج المراقبة، الأمر الذي يعني اقتطاع تأشيرة المشاركة في دوري الأبطال للمرة التاسعة، في انجاز جنّب «السطايفية» حسابات «سيناريو» الموسم الفارط، لأن المادة 80 كانت تمنح الأفضلية لشبيبة الساورة في حال التساوي في الرصيد، في وضعية «مستنسخة» لتلك التي كانت الموسم المنصرم مع مولودية الجزائر.
الساورة تتفادى «الكارثة» وحلم «سوسطارة» يتبخر
خرج اتحاد الجزائر من معادلة الجولة 35 بأياد فارغة، في ثوب أكبر الخاسرين، لأن قرار المكتب الفيدرالي، القاضي باعتماد ترتيب البطولة في الآجال التي كانت قد حددتها الكاف، قضى على آمال أبناء «سوسطارة» في العودة للظهور مجددا على الساحة الإفريقية الموسم القادم، قبل 3 جولات من إسدال الستار على البطولة، ولو أن ذلك كان بعد «سوسبانس» كبير، تلاعب بمشاعر أنصار ولاعبي الاتحاد، الذين كانوا يعلقون آمالهم على تلقي «هدية» من الجار شباب بلوزداد، وهو الشرط الذي تجسد لبضعة دقائق في ملعب بشار، لما أخذ الشباب الأسبقية في النتيجة، مما جعل «المسامعية» يصوبون آذانهم نحو أقصى الجنوب الغربي، وأرجل لاعبيهم كانت في بولوغين، لكن الحلم تبخر بعد تعديل الساورة النتيجة.
هذه المعطيات، وإن مكّنت الفاف من إيجاد مخرج للتخلص من «إشكالية» الكاف، باللجوء إلى حل «إداري»، لاختيار النوادي التي ستشارك رسميا في المنافسات القارية الموسم القادم، فإنها بالموازاة مع ذلك وضعت نقطة النهاية مسبقا للتنافس على مراكز فوق «البوديوم»، ليبقى الصراع متواصلا على لقب البطولة بين شباب بلوزداد ووفاق سطيف، مع تواجد أبناء «العقيبة» في رواق جيد للمحافظة على التاج للموسم الثاني تواليا، بالنظر إلى هامش المناورة الذي يكسبونه، والذي يبقيهم بحاجة إلى فوزين فقط في المباريات الثلاثة المتبقية، في الوقت الذي دخلت فيه ثمانية فرق أخرى في أجواء العطلة، كونها أصبحت بمنأى عن كل الحسابات، إنطلاقا بشبيبة الساورة، مرورا باتحاد ومولودية الجزائر، وكذا شبيبة القبائل ومولودية وهران، وهي الأندية التي كانت تراهن على انتزاع إحدى التأشيرات القارية، وصولا إلى نادي بارادو، شباب قسنطينة وأولمبي المدية، وهو الثلاثي الذي كان قد خرج مبكرا من دائرة حسابات السقوط و»البوديوم» في آن واحد.
بلعباس ثالث النازلين و"لاصام" تعقّد وضعيتها
كشفت مخلفات هذه الجولة بنسبة كبيرة جدا عن هوية ثالث النازلين، ويتعلق الأمر باتحاد بلعباس، الذي حزم الحقائب ليرافق أهلي البرج وشبيبة سكيكدة إلى الرابطة الثانية، خاصة بعد اكتفائه بالتعادل في القمة التي جمعته بالجار سريع غيليزان، في «ديربي» سار على وقع «سيناريو» دراماتيكي، لأن أهل الدار كانوا متفوقين بثنائية حمزة وإيتيم، لكن الموازين انقلبت في الدقائق الخمس الأخيرة، لأن «الرابيد» انتفض وعاد من بعيد بتعديل النتيجة، عن طريق هلال ومزاري، مما كلف أبناء «المكرة» رهن حظوظهم في البقاء، بينما مد الغيليزانيون خطوة عملاقة نحو بر الأمان، بفضل استفاقتهم في الجولات السبع الأخيرة، والتي لم ينهزموا فيها، إلى درجة أنهم أصبحوا بحاجة إلى انتصار داخل الديار، للخروج نهائيا من دائرة الحسابات.
إلتحاق بلعباس بركب النازلين يبقي الصراع على أشده من أجل تفادي التذكرة الرابعة، والتنافس احتدم بين 6 أندية، يبقى الفارق بين أحسنها وأسوأها في سلم الترتيب لا يتعدى نقطتين، لكن جمعية عين مليلة أزمت من وضعيتها في هذه الجولة، عقب التعثر أمام جمعية الشلف، أحد الأطراف المباشرة في معادلة السقوط، وتعادل «لاصام» الأول في مرحلة الإياب جعلها تهدر فرصة كبيرة للابتعاد عن منطقة الخطر، لأن أبناء «قريون» تراجعوا بشكل كبير في النصف الثاني من البطولة، وحصادهم فيه لم يتجاوز 13 نقطة، مع التعرض لعقوبة خصم 3 نقاط من الرصيد، وعليه فإن ممثل الولاية الرابعة في الرابطة المحترفة، يبقى مطالبا بحصد نقطتين على الأقل في تنقليه المتبقيين، مع الفوز داخل الديار، للاطمئنان على مقعده مع الكبار.
بسكرة والشلف وتلمسان و"النهد" برزنامة "نهائيات النجاة"
هذه النتيجة، كانت بمثابة جرعة أوكسجين لجمعية الشلف، لأن النقطة التي أحرزتها بعين مليلة قد تكون حاسمة، سيما وأنها جعلت مصير الفريق بأرجل لاعبيه، بعد الخروج من رباعي المؤخرة، بأفضلية المواجهتين المباشرتين مع وداد تلمسان، الأمر الذي من شأنه أن يبقي «الشلفاوة»، بحاجة إلى الانتصار في اللقاءين المتبقيين داخل القواعد أمام كل من اتحاد الجزائر وسريع غليزان لضمان البقاء، سيما وأنهم سيتنقلون إلى بسكرة لملاقاة الاتحاد المحلي، الذي يبقى بدوره ضمن قائمة المهددين بالسقوط، غير أن رزنامة «البساكرة» تبقي مصيرهم بأيديهم، وتضعهم أمام ثلاث نهائيات، باستقبال الشلف وعين مليلة تواليا، قبل النزول في ضيافة بلوزداد في الجولة الختامية، مما يعني بأن مستقبل «خضراء الزيبان» في الرابطة المحترفة سيتحدد في الجولتين القادمتين.
ما قيل عن بسكرة والشلف يمكن إسقاطه على نصر حسين داي، الذي أصبح مصيره بيده، بفضل الانتصار الذي أحرزه على حساب شباب قسنطينة، رغم أن تشكيلة «النهد» تنتظرها رزنامة استثنائية، لن تخرج فيها من العاصمة، إلا أنها ستستقبل وداد تلمسان، في مقابلة بطابع «نهائي النجاة»، مقابل النزول في ضيافة الجارين نادي بارادو ومولودية الجزائر، والوضعية الراهنة تبقي «النصرية» بحاجة إلى 6 نقاط للخروج من منطقة الخطر، والأمر ذاته ينطبق على فريق تلمسان الذي سيستفيد من فرصة الاستقبال في مناسبتين، لكن رصيد 45 نقطة قد لا يكفيه للإطمئنان على مقعده، لأن الوضعية الحالية لا تخدم مصلحته، كونه مجبر على النزول في ضيافة فريقين معنيين بحسابات المؤخرة، وهما نجم مقرة ونصر حسين داي.
على النقيض من ذلك، فإن «المقراوية» يتواجدون في رواق ممتاز للابتعاد نهائيا عن منطقة الخطر، وضمان الحضور للموسم الثالث تواليا في بطولة الرابطة المحترفة، لأنهم سيستقبلون مرتين داخل القواعد، ونقاط ملعب بوشليق لم تعد قابلة للتفاوض منذ انطلاق مرحلة الإياب، رغم أن مباراة تسوية رزنامة هذه الجولة ستكون بطابع «خاص»، عند استضافة وداد تلمسان، في وجود العديد من اللاعبين انتقلوا بين الفريقين، إضافة إلى المدرب عزيز عباس، دون تجاهل وضعية الطرفين ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، لكن مواصلة النجم مشواره بنفس «الديناميكية»، والإطاحة بالضيوف على اختلاف أوزانهم سيشفع له بضمان البقاء قبل الأوان، سيما وأنه سيقوم برحلة إلى سكيكدة في الجولة 36، من شأنها أن تعبد له طريق النجاة.
قــراءة: صالح فرطاس

الرجوع إلى الأعلى