قرعة - رحيمة - بسطيف والساورة وصعبة على بلوزداد والقبائل
وضعت قرعة منافسة دوري أبطال إفريقيا في نسختها القادمة ممثلا الكرة الجزائرية على طرفي نقيض، إذ أن العملية التي سحبت مساء أمس بمقر الكاف بالعاصمة المصرية القاهرة كانت «رحيمة» بوفاق سطيف، الذي سيكون في طريق مفتوح  نحو دور المجموعات، بينما تبدو مأمورية شباب بلوزداد في تكرار «سيناريو» الموسم المنصرم، لما بلغ ربع نهائي ذات المنافسة في غاية الصعوبة، خاصة في الدور الأول، كونه سيلاقي منافسا من العيار الثقيل، ويتعلق الأمر إما بأسيك ميموزا الإيفواري أو نادي تونغيت السينغالي.

ولعل ما يرجح كفة الوفاق السطايفي في تجاوز عقبة الدورين الافتتاحيين لتاسع ظهور له في دوري الأبطال تواضع منافسيه، على اعتبار أن «النسر الأسود» سيستهل هذه المشاركة من غامبيا، عند النزول في ضيافة نادي فورتين في ذهاب الدوري التمهيدي، وهو فريق ليست له مكانة في الخارطة الكروية الإفريقية، الأمر الذي يمنح الأفضلية على الورق لأبناء عين الفوارة لكسب الرهان، سيما وأنهم سيستفيدون من عامل الأرض في لقاء الإياب، فضلا عن أنهم يحتفظون بذكريات «جميلة» في المغامرات التي يدشنونها بمواجهة أندية غامبية، والتي غالبا ما تضطر إلى الانسحاب ورفع الراية البيضاء، وهذا ما كان قد حصل قبل عدة مواسم، لما أعلن نادي ستيف بيكو انسحابه من الدور التمهيدي، عندما كان معنيا بمواجهة وفاق سطيف.
وسيواجه «النسر الأسود» في حال تجاوز عقبة الدور التمهيدي المتأهل من المباراة التي ستجمع بطل موريتانيا نادي نواديبو، ونظيره نادي إيساي البنيني، ولو أن الفريق الموريتاني اعتاد على تسجيل حضوره في الأدوار المبكرة من المنافسات القارية، على العكس من نادي إيساي، الذي يعتبر من الضيوف الجدد على منافسة دوري الأبطال، ولو أن الفريقين لا يملكان من الخبرة القارية ما يشفع لهما بالصمود أمام وفاق سطيف، الذي يعتبر من المنشطين التقليديين لهذه المنافسة، وعليه فإن التشكيلة «السطايفية» ستعمل على الخروج من الأدوار التمهيدية ظافرة بتأشيرة المرور إلى الدور الثاني، بحثا عن مكانة في دور المجموعات المقرر في فيفري 2022، وهي الفترة التي ستمكن أبناء «الفوارة» من احتواء مشاكلهم الإدارية، خاصة ما يتعلق بتأهيل المستقدمين الجدد، لأن تسجيل العناصر الجديدة في النظام الإلكتروني للاتحاد الإفريقي في هذه المرحلة أمر جد مستبعد، في ظل الاصطدام بقرارات المنع من التأهيل تنفيذا لأحكام صادرة عن الفيفا، وآجال تسوية الوضعية المالية تنقضي يوم غد الأحد، بانتهاء الفترة المخصصة لتأهيل اللاعبين على الصعيد القاري.
بالموازاة مع ذلك فإن مهمة الممثل الثاني للكرة الجزائرية في الطبعة القادمة لدوري الأبطال، فريق شباب بلوزداد، في تخطي عقبة الأدوار الأولى صعبة للغاية، انطلاقا من الدوري التمهيدي، عندما يلاقي نادي أكوا يونايتيد النيجيري، الذي اعتاد على تسجيل حضوره في أدوار متقدمة من كأس الكاف، وأفضلية أبناء «العقيبة» بلعب مباراة الإياب بالجزائر تجبرهم على السير بنفس إيقاع الموسم المنصرم، لما أدركوا الدور ربع النهائي، وكانوا قريبين من المربع الذهبي، وتكرار هذا الإنجاز لن يكون سهلا بالنسبة للشباب، خاصة وأنه في حال كسبه الرهان أمام المنافس النيجيري سيصطدم بمنافس عريق، لأن الأمر يتعلق إما بأسيك ميموزا الإيفواري أو نادي تونغيت السنغالي، وهما منافسان لهما مكانة في الخارطة الكروية القارية، وذكريات «البلوزدايين» مع «الأسيك» سيئة للغاية، لأنهم كانوا قد تلقوا هزيمة تاريخية أمام هذا المنافس قبل 12 سنة في ثمن نهائي كأس الكاف، بسباعية نظيفة في أبيدجان، بينما كان نادي تونغيت السنغالي بمثابة المفاجأة السارة للنسخة الفارطة من دوري الأبطال، ببلوغه دور المجموعات، وتواجد مع مولودية الجزائر في نفس الفوج.
للإشارة فإن مباريات الذهاب للدور التمهيدي مقررة يومي 10 و11 سبتمبر القادم، على أن تجرى لقاءات الإياب بعد ذلك بأسبوع، والثنائي الجزائري سيستفيد من فرصة لعب مقابلات العودة داخل الديار، ونفس الإمتياز يبقى ساري المفعول في حال النجاح في التأهل، لأن ذهاب الدور الأول مبرمج ليوم 7 أكتوبر المقبل، بينما ستكون العودة يوم 14 من نفس الشهر.
أما بخصوص منافسة كأس الإتحاد الإفريقي فإن الثنائي الجزائري شبيبة القبائل وشبيبة الساورة استفاد من امتياز الإعفاء من الدور التمهيدي، وفقا لنظام التنقيط المعتمد، والذي منح تأشيرات التأهل مباشرة لـ 13 ناديا، وعليه فإن الفريقين سيدخلان غمار المنافسة من الدور الأول المقررة شهر أكتوبر القادم، والقرعة خدمت أكثر مصلحة «نسور الجنوب»، التي ستواجه المتأهل من مقابلة الوئام الموريتاني ونادي لومي الطوغولي، الأمر الذي من شأنه أن يعبد الطريق أمام شبيبة الساورة نحو الدور الثاني مكرر، بحثا عن مكانة في دور المجموعات، في حين تبدو مهمة شبيبة القبائل في إستنساح ملحمة الموسم الماضي صعبة نسبيا، لأنها قد تكون على موعد مع «ديربي» مغاربي في الدور الأول، على اعتبار أنها ستلاقي المتأهل من لقاء الجيش المغربي ونادي بافلز البنيني، وهما فريقان متعودان على التواجد في دور المجموعات، رغم أن «كناري جرجرة» كان قد كسب خبرة كبيرة من تجربته المميزة للموسم الماضي.
ص / فرطــاس

 

الرجوع إلى الأعلى