أكد أخصائيون أمس بأن اللقاح المضاد لفيروس كورونا لا يمنع الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، ولا يحمي الفئات الهشة من مضاعفاتها الخطيرة، محذرين من مغبة العزوف عن حملة التلقيح ضد الزكام الموسمي لأن التوقعات تشير إلى أن موجه هذا العام ستكون أقوى.
أفاد الدكتور أمحمد كواش مختص في الصحة العمومية بأن المنظمة العالمية للصحة أطلقت مؤخرا تحذيرات حول ازدواجية الإصابة بفيروسي كورونا والأنفلونزا الموسمية خلال موسم البرد، ومن المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأفراد في حال التقاط العدوى بالمرضين معا، لا سيما وأن الفيروس المسبب للزكام يتعرض بدوره إلى تحور مستمر ليصبح أكثر مقاومة للقاحات.
وتوقع الدكتور كواش في تصريح «للنصر» بأن يكون الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمي أكثر قوة وخطورة هذه السنة، بعد أن يتم مرحلة التحور التي تستغرق ما بين السنة إلى الثلاث سنوات، موضحا بأن الأخصائيين في الأوبئة ينصحون بتلقي اللقاحين المضادين لكوفيد 19 والأنفلونزا الموسمية معا، بفترة زمنية فاصلة بينهما لا يجب أن تقل عن 15 يوما.
ويرى المصدر بأن ثمة مؤشرات تدعم هذه المخاوف، من بينها التغيرات المناخية التي تشهدها عديد دول العالم، إلى جانب توقعات الخبراء بتسجيل موجة برد خلال فصل الشتاء القادم، فضلا عن الفروقات الشاسعة ما بين درجات الحرارة خلال فترتي الليل والنهار، وهي عوامل تؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بالالتهابات الحادة ونزلات البرد والحساسية، والأمراض الرئوية البكتيرية.
وتدعو هذه المعطيات وفق المتحدث، إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية، والاستمرار في حملات التلقيح، لأن كل المعلومات تفند الفرضيات القائلة بأن من تلقحوا ضد كوفيد 19 لديهم مناعة ضد الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمية، وإن كان  الفيروسين من عائلة «سارس»، إلا أنهما يسببان أعراضا مختلفة تماما، لذلك فإن  ازدواجية التلقيح جد مطلوبة وفق المصدر.
ويمنح اللقاح المضاد للزكام الموسمي حماية ومناعة للجسم للوقاية من الالتهابات التنفسية الحادة والتعفنات الرئوية، التي تساعد على الإصابة بكورونا، ويتوقع في هذا الصدد الدكتور أمحمد كواش تدعيم عدد الجرعات التي سيستقدمها معهد باستور لمواجهة الأنفلونزا الموسمية، لأن الطلب قد يزداد عليها من قبل الفئات الهشة خصوصا كبار السن.
ويضيف في ذات السياق الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في بمخابر التحاليل الطبية الدكتور محمد ملهاق، بأن لكل لقاح خصوصياته وحماية ضد أنواع معينة من الفيروسات، مؤكدا بدوره بأنه حتى ولو كان الفيروسان من نفس العائلة فإن لكل لقاح حماية ضد فيروسات محددة.
وأوضح الدكتور ملهاق «للنصر» بأن اللقاحات التي تعتمدها المخابر هي في الغالب ثلاثية إلى رباعية التركيب، وهي تضمن الوقاية من كافة أنواع الأنفلونزا، من بينها الأنواع الفرعية للفيروس المسبب للمرض ولانتقال العدوى بين الأفراد.
وشدد المصدر بأنه لا علاقة بتاتا ما بين كوفيد 19 والأنفلونزا الموسمية، وهو يرى بأن الأولوية في التلقيح يجب أن تكون ضد فيروس كورونا، وبعد تلقي الجرعة الثانية يمكن للأشخاص المعنيين التلقيح ضد الزكام الموسمي عقب مرور فترة 15 يوم على الأقل، حتى لا يتعرض جهاز المناعة إلى ما يمكن أن يؤثر على توازنه ووظيفته الطبيعية، في حال حقن الجسم بأنواع مختلفة من الفيروسات.
ويرى الباحث في علم الفيروسات بأن التزام الأفراد بالإجراءات الوقائية، خاصة ما تعلق بوضع الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، يقي من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، ويحد من درجة خطورتها، مذكرا بأن صناعة اللقاح تعتمد على آخر السلالات المتحورة للفيروس المسبب للزكام الموسمي، نظرا لاستحالة توقع الفيروس الخاص بالموسم المقبل.                   لطيفة بلحاج 

الرجوع إلى الأعلى