انهارت عدة مقاطع من الطريق البلدي العابر للإقليم الغربي بولاية قالمة، تحت تأثير معدات الوزن الثقيل التي تعمل بمشاريع فك العزلة في بلديتي بوحمدان و الركنية، حيث لم يتمكن هذا المسلك الحيوي من الصمود طويلا وتشوهت ما لا يقل عن 8 مواقع منه و تحولت إلى انكسارات تعلوها كتل من الطين و الحصى و صارت خطرا على حركة السير المكثفة التي يعرفها الطريق الممتد على مسافة تقارب 12 كلم من الطريق الولائي 27 إلى مشتة عين الحمراء على حدود ولاية سكيكدة.
و يأمل سكان الإقليم في تدخل مديرية الأشغال العمومية لإصلاح المقاطع المنهارة قبل حلول فصل الشتاء، معبرين عن قلقهم من شبح عزلة أخرى تلوح في الأفق، وتعيد تلك المعاناة التي عاشوها سنوات طويلة، عندما كان الطريق مسلكا ترابيا تستعمله الجرارات الفلاحية في مواسم الحرث والحصاد.
ويمر طريق الإقليم الغربي بمشاتي تويفزة، دحمون، الوارثية، النشم، الملعب و العين الحمراء موطن البؤس و الشقاء، الذي بدأت أحواله تتغير بعد تعبيد الطريق، و إطلاق مشروع هام للربط بالكهرباء.
و قال رئيس بلدية بوحمدان للنصر بأنه أخطر المصالح الإدارية المعنية بوضعية الطريق المنهار، مضيفا بأنه يتوقع تدخلا قريبا لإصلاح النقاط المتضررة، و حماية مستعملي الطريق من المخاطر المحدقة بهم، و خاصة خلال ساعات الليل، حيث يزداد مؤشر الخطر ضد العابرين الذين لا يعرفون النقاط المتضررة.
ولم تمر إلا سنوات قليلة على تعبيد طريق الإقليم الغربي، قبل أن تفسده آليات الوزن الثقيل العاملة بمشاريع فك العزلة، عن مشاتي النشم والعين الحمراء والملعب، وتحوله إلى خراب تحت تأثير الثقل، وسوء الإنجاز بالمقاطع الطينية التي تتطلب نظاما لصرف المياه و طبقة سميكة من الحصى المقاوم للضغط، الناقل للمياه الجوفية الصاعدة تحت سطح الطريق المعبد.
ولا تملك أغلب بلديات قالمة ميزانيات خاصة بإصلاح شبكة الطرقات الواقعة تحت تصرفها، و إجراء الصيانة الدورية عليها، حتى لا تنهار تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن، و المعدات الثقيلة التي لا تحترم الوزن المرخص، و لا تتردد في العبور من مسالك غير معدة لكل هذا الوزن المفرط.
وغالبا ما تنهار الطرقات البلدية بقالمة بشكل كامل، بسبب انعدام الصيانة الدورية والتدخل السريع لإصلاح الأضرار في بدايتها، قبل أن تتفاقم، و تأتي على الطريق كله، و يصبح في حاجة إلى مشروع قطاعي جديد، ينهك الخزينة العمومية، و يعيد الوضع إلى ما كان عليه زمن العزلة و البؤس الذي أطبق على المناطق الجبلية النائية سنوات
 طويلة.                            فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى