كسب المنتخب الوطني سهرة الجمعة، ثلاث نقاط مهمة على درب الوصول إلى الدور التصفوي الأخير، من سباق التأهل إلى مونديال قطر، في انتظار تثمينها بانتصار في ملعب العاصمة نيامي بعد غد الثلاثاء، لكن بالموازاة مع ذلك، فقد كان الموعد على هامش مواجهة منتخب البلد الجار، لمواصلة النخبة الوطنية هواية تحطيم الأرقام، بداية بالوصول إلى المواجهة رقم 30 دون خسارة (1086 يوما دون تجرع مرارة الهزيمة)، وهي أطول سلسلة مستمرة لحد الآن، خاصة بعد توقف مسيرة المنتخب الايطالي، عند الرقم 37، بعد السقوط الأخير أمام منتخب اسبانيا.
وأصبح المنتخب الوطني صاحب أقوي خط هجوم في التصفيات بعد لعب 3 جولات، يملك نفس عدد سلسلة منتخب الديكة المحقق بين سنتي 1994و1996، في انتظار معادلة رقم منتخب الأرجنتين وبعده التطلع لتسلق ترتيب القائمة، على أمل كسر الرقم العالمي، ودخول كتاب غينيس للأرقام القياسية.
ورغم أن الوصول إلى هذا العدد الكبير من المباريات دون هزيمة، يعتبر إنجازا، سيذكره التاريخ للناخب الوطني مهندس ثاني تتويج قاري للجزائر، غير أن أهم حدث كان ملعب الشهيد مصطفى تشاكر شاهدا عليه، يبقى تمكن المهاجم إسلام سليماني من معادلة ثم كسر رقم عبد الحفيظ تاسفاوت، الهداف التاريخي للمنتخب (قبل لقاء النيجر ب36 هدفا)، إذ تحقق كل ذلك في ظرف 23 دقيقة، لعبها مهاجم ليون الذي دخل بديلا لبونجاح، قبل أن يتمكن من زيارة شباك المنافس في المرة الأولى معادلا رقم ابن مدينة وهران، ويعود دقائق فقط بعد ذلك ليبصم على ثنائية، وضعته على عرش أفضل هدافي الخضر، برصيد 37 هدفا، وهو الكرسي الذي يبدو وأن خريج مدرسة الشراقة، سيستأثر به طويلا.
نجاح إسلام سليماني في تدوين اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب، تحقق بعد أن كسر رقما صمد لعقدين، حين تفوق الهداف الجديد على سلفه تاسفاوت، في جزئية أخرى متعلقة بزمن الوصول إلى هذا «اللقب»، حيث احتاج تاسفاوت 134 شهرا، خاض فيها 86 مباراة بدأت نهاية 1990، قبل أن يعتزل دوليا مطلع عام 2002، في حين بلغ مهاجم أولمبيك ليون الصدارة في مدة أقل، حيث احتاج لـ127 شهرا خاض فيها 76 لقاء، بدأت شهر ماي من عام 2012، ومن محاسن الصدفة أنها كانت أمام نفس منافس سهرة الجمعة.  
وقال سليماني، بعد نهاية المباراة إنه فخور جدا بهذا الانجاز، موضحا أن لقب الهداف التاريخي لم يكن هدفا له، وتابع: «عندما أتذكر بداياتي ومن أين أتيت، أقول إنه حلم تحقق، أؤكد مرة أخرى أنه فخر كبير لي ولعائلتي ولأمي وأبي».
كما اختار سليماني في نهاية تصريحه، توجيه رسالة للشباب الجزائري، فحواه تضمن وجوب الإيمان بالقدرات ومتمنيا أن يكون قدوة ومثالا بسيطا للجيل
 الجديد.                                       ك - ك

الرجوع إلى الأعلى