انطفأت خلال سنة 2021 الكثير من نجوم الغناء و التمثيل، بالجزائر و البلدان العربية و الأجنبية، إثر إصابتها بمرض عضال ألزمها الفراش أو قاعات الإنعاش، أو طارئ صحي، أو حادث سير، في حين خطف فيروس كورونا عددا معتبرا منها، تاركة خلفها الكثير من الحزن و الحسرة في الساحة الفنية، و أرصدة فنية ثرية تخلدها في قلوب محبيها، و تساهم في تطوير الفن و الثقافة.

من أشهر الفنانين الجزائريين الذين غيبهم الموت في السنة المنصرمة، القامة و القيمة الفنية، سيدة الغناء الجزائري الأصيل سلوى، و اسمها الحقيقي فطومة لميتي، في يوم 09  ديسمبر الفارط، عن عمر ناهز 86 عاما، إثر إصابتها بجلطة دماغية، تاركة خلفها مجموعة كبيرة من الأغاني التراثية الخالدة بمختلف الطبوع.
و بعد يومين، أي في 11 ديسمبر لحق بالراحلة، الممثل المسرحي الشاب ياسين زايدي، عن عمر ناهز47  عاما، بسبب مضاعفات كورونا، و قد شارك الفقيد كممثل في 26 مسرحية، و تألق أيضا كمخرج مسرحي،  كما سطع نجمه في الشاشة الصغيرة حيث شارك في 26 عملا، وشاء القدر أن يرحل بعد شهر واحد من زواجه، تاركا عديد المشاريع الفنية خلفه، كما رحل في نفس الشهر مدير التصوير إسماعيل لخضر حامينا.
و قبلهم و بالضبط في الثامن من أكتوبر الفارط، خطفت المنية عميد الأغنية  البدوية، الفنان رابح درياسة عن عمر ناهز 87 عاما، لكن رصيده الكبير من الأغاني سيخلده  في قلوب مختلف الأجيال، فمنذ تفرغ للغناء، تاركا نشاطاته الأخرى، في 1953 ، تغنى بالوطن و الحرية و الأصالة و الجمال و الحب و الفريق الوطني لكرة القدم، و رصع أغانيه بالحكم و المواعظ و الألحان التراثية المميزة بلمساته الخاصة، فجاءت على شكل قصائد و أناشيد و أغاني تبهر من يسمعها و تسكن ذاكرة الفن الجزائري، كما شهد شهر أكتوبر أيضا رحيل مغني الطابع الأندلسي أحمد العايب.
  و من أشهر الراحلين في موكب سبتمبر الفارط ، نذكر الممثل المسرحي و التلفزيوني و السينمائي عمر قندوز، الذي رحل في الفاتح منه، عن عمر ناهز 70عاما، بسبب مضاعفات كورونا.
و قضى الفقيد نصف قرن من عمره في مجال التمثيل، و عايش مختلف المراحل التي مر بها الفن الجزائري، و قد تألق في كافة الأدوار التي تقمصها، سواء الكوميدية أو الدرامية إلى جانب أسماء فنية كبيرة، و من ينسى صوته بنبرته المميزة و ملامحه التي تنصهر في كل شخصية يؤديها؟   
كما انتقل في السادس من سبتمبر إلى جوار ربه، الممثل السينمائي و المسرحي و المدير الأسبق لمسرح قسنطينة الجهوي، حاج إسماعيل محمد الصغير، بالولايات المتحدة أثناء زيارة عائلية، عن عمر ناهز89 عاما، بعد مسار فني طويل و ثري مكلل بالنجاحات.
و يعتبر الفقيد من بين الفنانين الكبار الذين وضعوا الأسس الأولى للفن الرابع بالجزائر، و كانت بداياته مع فرقة مسرحية للهواة هي «ألف ليلة و ليلة»، إلى جانب الشريف شغيب و العموشي و غيرهما ، و قدم مع توفيق خزندار في الخمسينات مسرحية «الطيور المفترسة»، و حلق بعيدا بين أحضان أبي الفنون، مبدعا في كل أعماله، كما قدم حصصا إذاعية و شارك في عديد الأفلام الجزائرية، تاركا اسما من ذهب في سجل الفن الجزائري الزاخر بالعباقرة و المبدعين.
و من أشهر الراحلين يوم 10 سبتمبر الفارط، نذكر بطل معركة الجزائر، إحدى المحطات الرئيسية في حرب التحرير الوطنية، المجاهد و المنتج السينمائي ياسف سعدي، عن عمر ناهز 93عاما، كما رحل السينمائي إبراهيم تساكي، أحد صناع العصر الذهبي للسينما الجزائرية، و مخرج فيلم «حكاية لقاء»، المتوج بجائزة مهرجان السينما و التلفزيون الإفريقي «فيسباكو» بباريس، عن عمر ناهز 74عاما.
  و شهد شهر أوت وفاة عديد الأسماء الفنية، على غرار الممثل الكوميدي سعيد حلمي، و اسمه الحقيقي سعيد إبراهيمي، الذي فتكت به مضاعفات كورونا عن عمر ناهز82 عاما، تاركا خلفه العديد من الأعمال المميزة في السينما و الإذاعة و التلفزيون، و تألق في تنشيط عديد الحصص الإذاعية الموجهة للأطفال و حصص أخرى حول المسرح، كما رحل في نفس الشهر المخرج التلفزيوني محمد عايش، و المسرحي عبد القادر طليب..
و في 10 أوت رحل الممثل الكوميدي عمار بلميلي، عن عمر ناهز 54عاما، متأثرا بسكتة دماغية.  
و في 26  من ذات الشهر رحل الشيخ المازوزي، أبرز عازفي موسيقى الراي و مغنييه في الجزائر و الوطن العربي،  و ذلك بعد أسبوع واحد من وفاة ابنه.
و توفي في31 جويلية الفارط الحاج أحمد بغدادلي، أحد أعمدة الأغنية الأندلسية و في 25 من نفس الشهر رحل مغني الشعبي الشيخ مصطفى  بلكحل، و الشاعر الشعبي عبد القادر عزوزي، و في 23  جويلية غادرنا المخرج و الممثل و المدير السابق لمسرح سيدي بلعباس حسن عسوس، و في يوم 22 من نفس الشهر غيب الموت المخرج و الممثل عبد المالك بوساحل.
في حين شهد يوم 20 رحيل المسرحي إدريس شقروني، و في يوم 13 رحل المسرحي و السينمائي محفوظ بلعياشي.
و يوجد في قائمة الراحلين الكثيرين  في ذات الشهر، الممثل الكوميدي المعروف فريد كايسية الشهير باسم فريد الروكر.
و غيب الموت في شهر جوان الفارط  كل من المسرحي علي طالبي و السينمائي نزيم جمعي و الفنان الكوميدي حسن بن عزيز و غيرهم.و شهد يوم 02ماي، رحيل الفنان الكوميدي بلاحة  بن زيان، النوري في سلسلة «عاشور العاشر»، عن عمر ناهز 68 عاما، بعد صراع مرير مع مرض القلب، تاركا خلفه عديد الأعمال الكوميدية الناجحة، كما شهد نفس الشهر رحيل الممثل الكوميدي رؤوف غراف، و مغني الشعبي إبراهيم باي و الفنان جمال شايب.
و شهد يوم 18 أفريل رحيل ابنة فنان البدوي عبد الحميد عبابسة ، السيدة نعيمة عبابسة، بعد تدهور حالتها الصحية و مضاعفات كورونا عن عمر ناهز 56عاما، تاركة خلفها مجموعة متنوعة من الأغاني الجميلة بمختلف الطبوع الجزائرية، كما رحل في ذات الشهر المغني اعمر لوكيل و الفنان زكريا شرفي. و في 17مارس، رحلت الممثلة و المخرجة و المنتجة ريم غزالي، في ريعان شبابها، بعد صراع طويل و مرير مع السرطان، كما توفيت في نفس الشهر، الفنانة فتيحة نسرين و الموسيقيين حسين نحال و ناصر رحال و الممثلين الطاهر حرحورة و عبد الكريم كرارة.   
و غيّب الموت في فيفري المغني البدوي الطاهر سيساني و الموسيقي خليل دهان و المخرج أحمد سعيدي، و غادرنا في شهر جانفي عميد الأغنية البدوية الشيخ بن ذهيبة تكوك
و المسرحي سعيد رحماني.


 فنانون عرب و أجانب رحلوا ..
و من أشهر الراحلين في الوطن العربي بسبب كورونا في 2021 ، نذكر النجمين المصريين و الزوجين سمير غانم و دلال عبد العزيز و الممثلة و عارضة الأزياء السابقة رجاء الجداوي  و الممثل هادي الجيار و كذا الموسيقار اللبناني الكبير إلياس رحباني، و مواطنه ميشال ثابت.

كما رحل نجم التلفزيون و السينما المصري عزت العلايلي و الفنان القدير أحمد خليل و السيناريست وحيد حامد، و المطرب السوري الكبير    صباح     فخري و مواطنه الممثل محمد الشماط، بعد صراع مع أمراض أخرى، و تظل قائمة النجوم التي انطفأت طويلة، لكن أعمالهم تخلدهم.
و من أشهر الفنانين الذين رحلوا في السنة المنصرمة نذكر الممثلين الأمريكيين هال هولبروك و دين ستوكويل و كذا الممثل المرشح للأوسكار و بطل «سوبرمان» نيد بيتي،  و الممثل المسرحي مايكل أبتايد البريطاني، كما رحلت الممثلة كلوريس بيشمان، الحائزة على جوائز إيمي عن عملها «ماري تيلر مور و برامز» و أعمال تلفزيونية أخرى، إلى جانب  أوسكار عن فيلمها «آخر صور العرض»، و غادرتنا أيضا الممثلة سيسيلي تايسون، الحائزة على ثلاث جوائز إيمي، و التي نذرت حياتها للدفاع عن حقوق النساء ذوات البشرة السمراء.  
 إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى