* مختصون يحذرون من وصول أعداد هائلة من المصابين للاستشفاء في نفس الوقت

يتعامل مواطنون في ولاية قسنطينة، بتهاون كبير في تطبيق البروتوكول الصحي المفروض منذ تفشي وباء كورونا، في وسائل النقل والأماكن العمومية، وذلك دون استظهار الجواز الصحي، بينما يرتفع عدد الإصابات بكوفيد 19 يوميا، خاصة مع ظهور متحور «أوميكرون» الذي كشف مدير الصحة، تسجيل حالتي إصابة به على مستوى مطار محمد بوضياف مع الاشتباه بحالات أخرى، كما أكد أن الإقبال على التطعيم ارتفع كثيرا في الآونة الأخيرة، لكنه وصف الوضعية الوبائية في الولاية بالمقلقة.

ولم يلتزم العديد من الأشخاص بإجراءات الوقاية في عدة مناطق منها مدينة قسنطينة وتحديدا في «البازارات» بشارع بلوزداد أو بنهج «لاري بوتي» و بشارع العربي بن مهيدي «طريق جديدة»، وحتى في المنطقة التجارية «رحبة الجمال» التي تعرف حركية كبيرة، وهو نفس ما سجلناه ببعض المراكز التجارية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي و بمدينة الخروب وتحديدا في حي 1600 مسكن.
و تخلى أصحاب محلات تجارية تنشط في مجال بيع الألبسة و المواد الغذائية العامة و كذلك أصحاب المقاهي و المطاعم و محلات الأكل السريع، عن تطبيق البروتوكول الصحي، بنزع اللافتات الورقية التي استعملت لتذكير الزبائن بالتدابير الوقائية، كما لم يوفر التجار سوائل التعقيم و مناديل معقمة بالمداخل، و امتنعوا عن اشتراط ارتداء الزبائن للكمامات.
و في الإدارات العمومية، على غرار المندوبيات البلدية ومراكز ومكاتب البريد والبنوك، لاحظنا تراخيا في احترام البروتوكول الصحي، خاصة بعلي منجلي المعروفة بكثافتها السكانية الكبيرة، و امتد الأمر إلى بعض الإدارات التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، على غرار تلك الخاصة بالتأمينات الاجتماعية و الصحية، حيث يتواجد أشخاص داخل تلك المرافق المغلقة دون كمامات مع عدم احترام مسافة التباعد الجسدي.
و على مستوى الحدائق و الأماكن العمومية، امتنع عدد معتبر من المواطنين بولاية قسنطينة، عن وضع الكمامات على غرار ما لاحظناه بحي زواغي سليمان، و بشارع أول نوفمبر بوسط مدينة قسنطينة، و كذلك بالمريج و حتى داخل المساحات المفتوحة بعلي منجلي، كما هو الحال مع المواطنين الذين يتجولون في مختلف الشوارع أين لا يضع جلهم كمامات واقية.
لا كمامات داخل وسائل النقل
و رغم تعليمة الوزارة القاضية باستظهار الجواز الصحي في الأماكن العمومية المغلقة و منها قاعات الرياضة وأماكن العروض، إلا أن المواطنين لا يحترمونها، فيما لا يُطلَب منهم تطبيق هذه التعليمات. و في وسائل النقل تتكرر المظاهر ذاتها، ففي الترامواي يرتدي عدد قليل من الركاب الكمامات، مع عدم التزامهم بإشارات الوقوف والعلامات التوجيهية التي تنظم الحركة داخل العربات.
كما تشهد الحافلات فوضى عارمة، خاصة في ظل اكتظاظها بزبائن يجلسون بجانب بعضهم البعض، فيما تتلاصق أجساد الواقفين دون أن يضع الكثير منهم كمامات، و هو الحال ذاته بالنسبة لسيارات الأجرة التي لم يعد العديد من أصحابها يشترطون على الركاب وضع القناع الواقي، فيما قام جلهم بإزالة الواقي البلاستيكي الفاصل بين الزبون والسائق.

و أعلنت الوزارة الأولى قبل أسبوع، عن تمديد الإجراءات الصحية من أجل الوقاية من فيروس كورونا، وجاءت بجملة من التدابير أهمها تطبيق البروتوكول المعمول به من احترام مسافة التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والتعقيم الدوري لليدين، إضافة إلى استظهار الجواز الصحي قبل ولوج عدة مرافق أبرزها الملاعب وأماكن إجراء التظاهرات والمنافسات الرياضية، القاعات والمنشآت الرياضية والمسابح، الفضاءات والأماكن التي تحتضن لقاءات ومؤتمرات وندوات، وكذلك قاعات السينما والمسارح والمتاحف وفضاءات وأماكن العروض، وخاصة قاعات الحفلات والحمامات.
إقبال على استخراج الجواز الصحي
و أوضح مدير الصحة، عبد الحميد بوشلوش، في اتصال بنا يوم أمس، أن كل مواطن سبق و أن تلقى جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، عليه التنقل إلى المؤسسة التي تلقى فيها التطعيم، من أجل الاستفادة من جواز صحي يتمثل في ورقة مؤشر و ممضي عليها من طرف الأطباء، واصفا إقبال المواطنين على هذا الجواز بالمقبول مقارنة بالفترة الماضية، خاصة بعد اشتراطه من عدة جهات، على غرار ولوج بعض الأماكن، وخاصة طلبه في الملف الخاص بالحصول على التأشيرة من أجل السفر.
و أضاف المسؤول عن قطاع الصحة بقسنطينة، أن الإقبال على اللقاح ضد فيروس كورونا في الولاية، يبقى «متواضعا و لا يرقى إلى مستوى التطلعات»، خاصة في ظل توفير كل الإمكانيات من أجل تسهيل المهمة على المواطن، موضحا أن مصالحه شرعت في التحسيس من أجل أخذ الجرعة الثالثة، كما أكد أن العملية بدأت على مستوى قطاع التربية و التعليم، على أن تشمل الإدارات العمومية بداية من تاريخ 10 إلى 19 من الشهر الجاري.
و عن شكاوى مواطنين بخصوص عدم إيجاد لقاحات معينة، على غرار «جونسون آند جونسون» و «سبوتنيك» و «أسترازينيكا»، نفى المتحدث أن تكون هناك ندرة، مؤكدا أن كل اللقاحات متوفرة في مختلف المؤسسات الجوارية للصحة، حيث ذكّر بجلب كميات من لقاح «جونسون آند جونسون» يوم الأربعاء الماضي من أجل توفيره بداية من الخميس، مضيفا أنه ما على المواطنين إلا التوجه إلى الهياكل المعنية من أجل أخذ ثالث جرعة.
و أكد مدير الصحة، أن ولاية قسنطينة شهدت حالتي إصابة بمتغير «أوميكرون»، تتمثلان في مسافرين قدما لمطار محمد بوضياف من العاصمة الفرنسية باريس، و يقطنان في شلغوم العيد بولاية ميلة و بوادي سوف، مضيفا أن مصالحه تشتبه في إصابات أخرى بهذا الفيروس، حيث أرسلت نتائج التحاليل لمعهد باستور و تنتظر النتائج من أجل التأكد من إصابة المعنيين من عدمها.                             حاتم. ب

مختصون يشيرون إلى سرعة انتشار المتحور "أوميكرون"
تخوف من وصول أعداد هائلة للاستشفاء في وقت واحد
اعتبر مختصون ، أمس، الوضعية الوبائية الحالية مقلقة بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة ،  مع وجود الفيروسات الشتوية و دخول المتحور أوميكرون إلى الجزائر والذي يتميز بسرعة الانتشار، حسب بعض الدراسات، وأشاروا إلى أن هذا المتحور الجديد، سيصبح هو المسيطر،  و حذروا من حالة التراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية، وشددوا في الوقت ذاته، على ضرورة الذهاب لتلقي اللقاح وعبروا عن التخوف من وصول أعداد هائلة للاستشفاء في وقت واحد .

وأوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور  إلياس مرابط في تصريح للنصر، أمس، أن الوضعية الوبائية الحالية مقلقة، مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتسجيل حالات معقدة  وارتفاع عدد الوفيات ووجود نوع من الضغط بالمستشفيات التي توجد بها مصالح خاصة بكوفيد 19 وامتلاء  بعض وحدات  الإنعاش، كما أشار إلى تسجيل إصابات ووفيات لمهنيين  في قطاع الصحة.
وقال إننا اليوم في بداية  الموجة الرابعة من الوباء، مشيرا إلى أن ذروة الموجة الرابعة مرتبطة بعدة عوامل، من بينها مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية  والاجتهاد في كسر حلقة العدوى، بالإضافة إلى طبيعة الوباء وطبيعة المتحورات.
وأضاف في السياق ذاته، أنه من الممكن أن نصل إلى ذروة الموجة الرابعة في نهاية شهر جانفي  وبداية شهر فيفري،  في حالة  ما إذا كانت نفس  الأمور التي سجلت خلال الموجات السابقة، معبرا عن أمله أن تكون هذه الموجة أقل حدة.
وبالنسبة للمتحور الجديد «أوميكرون» ، أوضح الدكتور إلياس مرابط، أن هذا المتحور موجود و ينتشر حاليا ولكن يبقى المتحور «دلتا» هو السائد  حاليا في الجزائر ، وأضاف أن  العديد من الدراسات ومنها دراسات في جنوب إفريقيا وفي أوروبا، تشير إلى أن المتحور «أوميكرون» سيصبح هو المسيطر على مستوى أغلب الدول بعد ثلاثة أشهر على أكثر تقدير.
 وأشار  إلى أن الوضعية، ستتغير في بلادنا مع نهاية الثلاثي الأول من العام الحالي، حيث سيصبح «أوميكرون» هو المتحور السائد  لأنه سريع الانتشار، 3 إلى 4 أضعاف  مقارنة  بالمتحور «دلتا»،  لافتا إلى أن «أوميكرون»،  أصبح حاليا هو السائد في بعض الدول ويتقاسم نصف عدد الحالات مع «دلتا » في دول أخرى .
 وأوضح الدكتور الياس مرابط، أن نتائج بعض الدراسات في بعض الدول التي قامت بأبحاث حول حالات مرضية  تقول أن أعراض المرض أقل حدة من المتحور الأخير«دلتا».
وشدد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية على الحيطة والحذر و احترام إجراءات الوقاية وتطبيق البروتوكولات الصحية، إلى جانب الحماية عن طريق التطعيم، داعيا في هذا الإطار المواطنين و مهنيي القطاع  لتلقي اللقاح ، كونهم معرضين مباشرة لخطر العدوى  وأشار إلى أن فائدة التلقيح أصبحت جلية  اليوم، حيث تم تسجيل عدد كبير من الإصابات في العديد من الدول الأوروبية  وفي الولايات المتحدة الامريكية و التي تقدمت بها نسبة التلقيح  و لكن الوفيات كانت قليلة، كون اللقاح يحمي ضد تعقيدات المرض و بالتالي يقلل من عدد الوفيات.
ومن جانبه ، أوضح الباحث في علم الفيروسات و بيولوجي سابق في مخابر التحاليل الطبية، الدكتور  محمد ملهاق، في تصريح للنصر، أمس، أن الوضعية الوبائية الحالية تعتبر في وتيرة متصاعدة،  سواء في عدد الحالات المعلنة والمؤكدة وكذلك العدد الكبير من المرضى  في حالة استشفاء وأيضا وجود بعض المعطيات الجديدة على الساحة ، أولا وجود الفيروسات الشتوية والتي تعقد قليلا في الوضعية الوبائية وأيضا دخول المتحور «أوميكرون » إلى الجزائر، حيث تشير المعلومات الأولية عن هذا المتحور، أنه سريع الانتشار ويصبح مسيطرا في مدة وجيزة وهذا ما يزيد من إنهاك النظام الصحي .
وأوضح الدكتور محمد ملهاق، أن المتحور «دلتا» ما زال هو المسيطر في الجزائر ، حسب البيانات الرسمية لمعهد باستور الجزائر.
وأضاف أننا حاليا دخلنا الموجة الرابعة  من الوباء، داعيا إلى ضرورة  التلقيح ، كونه هو الحل  وأشار إلى أن حالة  التراخي  في الالتزام بالإجراءات الوقائية لا تزال  ومن الممكن أن يعقد ذلك الوضعية الوبائية .
وأضاف قائلا: أن ما نتخوف منه هو وصول أعداد هائلة للاستشفاء في وقت واحد.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى