أبدى مدرب إتحاد خنشلة فاروق الجنحاوي، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق حلم الأنصار، والمتمثل في الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وأكد بأن الانتفاضة الهجومية الكبيرة التي حققتها القاطرة الأمامية في المباريات الأربعة الأخيرة خلصت الاتحاد من أكبر إشكالية ظل يعاني منها في الثلث الأول من الموسم.

الجنحاوي، وفي حوار خص به النصر، أعرب عن ارتياحه للأجواء السائدة داخل الفريق في الوقت الراهن، وأشار إلى أن سلسلة الانتصارات المتتالية ساهمت بشكل مباشر في الرفع من المعنويات، لكنه سارع بالموازاة مع ذلك من التحذير من السقوط في فخ الغرور، وألح على ضرورة أخذ كل المنافسين بجدية كبيرة، لأن مسعاه في كل المباريات يبقى منحصرا في الفوز.
في البداية، ما تعليقك على الانتصار العريض المحقق خارج الديار أمام جمعية عين مليلة؟
كل متتبعي بطولة الوطني الثاني، يجمعون على أن إتحاد خنشلة أصبح يمتلك طريقة لعب مميزة، ترتكز بالأساس على النزعة الهجومية في كل المباريات، سواء داخل أو خارج الديار، وهذا الخيار سمح لنا باكتساب مكانة مرموقة في المنافسة، لأننا نراهن دوما على ورقة الهجوم، بحثا عن النقاط الثلاث، وشخصيا لا أقتنع بالتعادل بعيدا عن خنشلة، لأنني كمسؤول أول عن العارضة الفنية أميل إلى الخيارات الهجومية، والمبادرة إلى صنع اللعب، وقد جسدنا ذلك في كل اللقاءات التي خضناها، وبالتالي فإن مقابلتنا الأخيرة بعين مليلة لم تشذ عن هذه القاعدة، لأننا اعتمدنا على تشكيلة تضم 3 مهاجمين، بحكم حاجتنا الماسة إلى الفوز، فكانت الفعالية حاضرة بقوة، خاصة وأن الهدف المبكر الذي سجلناها أعطانا المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات.
لكن الملفت للإنتباه أن هذه الثلاثية، جسدت الفعالية الهجومية الكبيرة لفريقكم في الجولات الأخيرة، فما سر ذلك؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن المهاجمين أصبحت لديهم فعالية أكبر أمام مرمى المنافس، بالمقارنة ما الوضعية التي كانوا عليها في بداية الموسم، وكأن الانسجام بين الخطوط مع تقدم المنافسة ساهم بشكل مباشر في تفعيل القاطرة الأمامية، والدليل على ذلك أننا كنا قد سجلنا 3 أهداف ببجاية أمام "الموب"، التي كانت تمتلك أقوى خط دفاع، ثم كانت الفعالية أكبر في لقائين متتاليين داخل الديار أمام كل من حمراء عنابة ومولودية العلمة، بدك شباك كل فريق برباعية، فكانت مقابلة عين مليلة بمثابة امتحان تأكيد الصحوة الهجومية، وقد نجحنا في إثبات ذلك ميدانيا، لأن هذه النتيجة خلصت الفريق من أكبر هاجس ظل يطارده في بداية الموسم، لأننا كنا قد أهدرنا الكثير من النقاط بسبب غياب النجاعة الهجومية.
نفهم من هذا الكلام، بأنكم ارتحتم بعد هذه الانتفاضة؟
تحسن مردود الهجوم بشكل ملحوظ في المباريات الأربعة الأخيرة، بتسجيل 14 هدفا، وإن فك العقدة التي لاحقتنا في الثلث الأول من المشوار، فإن الارتياح الذي لمسناه بعد هذه الانتفاضة، يجبرنا بالموازاة مع ذلك على توخي الحيطة والحذر، لأن السقوط في فخ الغرور واستسهال الأمر يبقى الهاجس الذي يثير المخاوف في قادم المواعيد، سيما وأننا مقبلون على منعرج "مفخخ"، باللعب في مناسبتين متتاليتين داخل القواعد، عند استقبال الأخضرية وورقلة، ثم التنقل إلى البرج، قبل استضافة شبيبة بجاية، وهي فرق تعاني كلها في مؤخرة الترتيب، وحسابات المتتبعين تمنحنا 12 نقطة، لكنني كمدرب أرفض تماما هذا الطرح، وأصر على الاحتكام إلى الميدان، لأن العديد من "السيناريوهات" التي عشناها يجب أن تكون دروسا نستخلص منها العبر، وأبسط دليل على ذلك التعادل الذي كنا قد سجلناه بخنشلة مع أهلي البرج في الذهاب.
وكيف تنظرون إلى المشوار المتبقي، وحظوظ الفريق في الصعود؟
حظوظنا في الصعود أصبحت أوفر، خاصة بعد كسبنا 4 نقاط إضافية في الحسابات بعد آخر جولتين، لأن تقلص الفارق الذي يفصلنا عن شباب برج منايل إلى 3 نقاط يسمح لنا بضبط حسابات منطقية، وكأن مصير البطولة يبقى بأرجل لاعبينا، مادام الفوز بجميع المباريات المتبقية يعني ترسيم الصعود مهما كانت نتائج باقي المنافسين، بحكم أن الرائد السابق سينزل في ضيافتنا، إلا أننا في الحقيقة نبقى مطالبين بتسيير المشوار مباراة بمباراة، ولا يجب ضبط الحسابات على لقاء الإياب مع برج منايل، لأنني ألح دائما على ضرورة احترام كل المنافسين، في ظل تقارب مستوى كل الفرق، وتفكيري الحالي يبقى منصب في لقاء السبت المقبل أمام الأخضرية، على اعتبار أن معطيات الصعود تتغير من جولة لأخرى، الأمر الذي يجعلنا نسعى لمواصلة المسيرة بنفس "الديناميكية"، على أمل النجاح في تسجيل سلسلة من الانتصارات المتتالية، خاصة وأن الوضعية الراهنة تجعل التعادل خارج الديار في بعض الأحيان بطعم الخسارة.     حــاوره: ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى