الاكتظاظ بالأقسام يثير قلق الأولياء و الوزارة تحمّل  شركات الإنجاز المسؤولية
يتخوف الأولياء من أن تطرح ظاهرة الاكتظاظ بحدة مع الدخول المدرسي المقبل، جراء تأخر استلام المشاريع المبرمجة، الذي بررته وزيرة التربية بعدم التزام شركات الإنجاز بالمواعيد المتفق عليها، معلنة عن استلام 200 مؤسسة فقط مع بداية السنة الدراسية.
أثار أولياء التلاميذ في لقائهم الأخير مع وزيرة التربية نورية بن غبريط، تحضيرا لانطلاق الموسم الدراسي، إشكالية الاكتظاظ بالمؤسسات التعليمية، خاصة بالمناطق الداخلية، وكذا الأحياء السكنية الجديدة التي شهدت عمليات الترحيل، وطالب الأولياء وكذا النقابات من المسؤولة الأولى على القطاع أن تأخذ هذا الملف بعين الاعتبار للتخفيف من الظاهرة، وأفاد في ذات السياق علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ بأن تنظيمه أبلغ الوزيرة انشغاله بشأن مشكل اكتظاظ الأقسام، وكذا تأخر عمليات الترميم والصيانة، التي انطلقت في الأيام الأخيرة للعطلة الصيفية، بعد أن وجهت مصالح وزارة الداخلية تعليمة للأميار، دعتهم من خلالها للشروع في عمليات الترميم، وأوضح المتحدث بأن الوزيرة أرجعت الإشكالية التي تتكرر مع كل موسم دراسي، إلى عدم التزام شركات الإنجاز بالمواعيد المتفق عليها، داعية الأولياء إلى تفهم الأوضاع الاقتصادية للبلاد، وكذا التماشي مع سياسة ترشيد النفقات التي تبنتها الحكومة، مؤكدة استحالة القضاء على ظاهرة الاكتظاظ مرة واحدة، لأن ذلك يتطلب استلام كافة المشاريع، وكذا الإسراع في انطلاق المشاريع المسجلة.  وأفاد من جانبه خالد أحمد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ في تصريح للنصر، بأن الوزيرة تعهدت باستلام 200 مؤسسة تعليمية فقط، وهذا لن يسد العجز في تقديره، قائلا بأن الوزارة فسرت استمرار الظاهرة بأسباب عدة، من بينها قلة الأوعية العقارية بالمناطق الحضرية، وعدم التزام شركات المقاولة بتنفيذ البرامج الموكلة إليها، متعهدة باستلام كافة المشاريع في غضون السنتين المقبلتين، وحمل ممثل الأولياء السلطات المحلية خاصة بالعاصمة، مسؤولية المشاكل التي ستطبع الدخول المدرسي لهذا الموسم بالمناطق التي شهدت توسعا عمرانيا، بسبب تزامن عمليات الترحيل مع نهاية الموسم الدراسي الماضي، دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تشييد المنشآت القاعدية، في مقدمتها المؤسسات التعليمية، لكنه توقع بأن يساعد النقل المدرسي الذي تم تخصيصه للأحياء الجديدة، على تخفيف الضغط، من خلال تمكين التلاميذ من التنقل إلى مدارسهم في انتظار استلام البرامج المتأخرة.
وأبدى من جهته المنسق الوطني لنقابة الكنابست نوار العربي، تفاؤلا بشأن إمكانية تراجع ظاهرة الاكتظاظ، على الأقل بالثانويات، بدعوى تمكن نسبة هامة من طلبة الكوكبتين، الذين بلغ تعدادهم السنة الماضية حوالي 800 ألف تلميذ، من النجاح في امتحانات شهادة البكالوريا، مما يعني وفق تقديره بأن عدد تلاميذ اقسام السنة الثالثة ثانوي سيتراجع إلى النصف، وهو يعتبر ذلك عاملا مشجعا للعودة إلى المعدل، بدعوى أن إشكالية المعيدين ليست مطروحة بشدة، لكون الوزارة لن تسمح لجميع الراسبين بإعادة الشهادة، باستثناء من تتوفر فيهم الشروط، واعترف المصدر بوجود إشكالية حقيقية في استلام المشاريع المتأخرة، وأعطى على سبيل المثال ولاية تيزي وزو، التي استلمت بها السلطات المحلية ثانوية واحدة فقط، من أصل 11 ثانوية مبرمجة، فضلا عن المشاكل العويصة التي تعيشها الأحياء الجديدة، من بينها المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، وكذا الحي السكني الجديد ببئر توتة بالبليدة، الذي استقبل آلاف المرحلين من العاصمة.
وقال من جانبه صادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، بأن ظاهرة الاكتظاظ أصبحت ملازمة لكل دخول مدرسي، معتبرا بأن معدل عدد التلاميذ في القسم الواحد الذي حددته الوزارة بـ35 تلميذا، يعد في حد ذاته اكتظاظا، مؤكدا بأن مؤسسات تعليمية كانت تضم في المواسم السابقة ما بين 40 و56 تلميذا في القسم الواحد، وأن العاصمة شهدت هي الأخرى إشكالية فعلية جراء الاكتظاظ، خاصة عند صعود الكوكبتين إلى الثانوي، مما حال دون تمكن الأستاذ من أداء واجبه وتقديم البرنامج كما ينبغي، مؤكدا بان المخرج الوحيد للأزمة، هو الإسراع في إنجاز البرامج المسجلة والمتأخرة.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى