نظمت أول أمس الخميس الرابطة الوطنية لمهنيي الإعلام السمعي البصري يوما إعلاميا، في إطار إحياء اليوم العالمي للغابات، بالحظيرة الوطنية للشريعة، في ولاية البليدة، قام خلاله وفد إعلامي من المؤسسة الوطنية للتلفزيون و الإذاعة الوطنية، إلى جانب صحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية العمومية منها و الخاصة، بعملية تشجير بالحظيرة، تدعيما للجهود المبذولة لأجل توسيع المساحات الغابية بالمنطقة.
ويرمي هذا اليوم الإعلامي، حسب رئيس الرابطة فاتح شمشات، للتعريف بأهمية الشجرة و دور الغابات في حماية التوازن البيئي و حماية الثروات المائية، و كذا محاربة التصحر،  و التحسيس بضرورة الإسهام في مكافحة التغيرات المناخية، من خلال دعم البرامج و الفعاليات التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات السامة و التلوث البيئي، فضلا عن تشجيع التشجير و إعادة التشجير و إذكاء الوعي بضرورة الحفاظ على الثروات الغابية المكتسبة.
وسمحت هذه المبادرة التي تم إطلاقها، بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات، ممثلة في محافظة الغابات لولاية البليدة، و مجمع سوناطراك، بالإطلاع على الجهود المبذولة من قبل مصالح الغابات لولاية البليدة، الهادفة إلى ترقية و توسيع الغطاء النباتي و تحسين الخدمات، من خلال استعمال أفضل المعارف العلمية المتاحة، للحفاظ على الإرث الطبيعي للأصناف الغابوية التي تزخر بها الحظيرة و التي تشكل جزءا هاما من النسيج الغابي ببلادنا.
الوفد الصحفي و الإعلامي اطلع أيضا على أهم المراحل التي تمر بها المسارات التقنية الزراعية و أشكال المعالجة و العناية لمختلف أصناف الشتائل و الأشجار، الموجهة لتأهيل المناطق الغابية، وهذا بفضاء مشتلة الحظيرة بمحطة بني علي.
بهذا الخصوص، قدم رئيس مصلحة توسيع الثروات وحماية الأراضي في محافظة الغابات لولاية البليدة، محمد مقدم، معطيات إحصائية مختلفة عن حجم المساحات الغابية التابعة لإقليم محافظة الغابات لولاية البليدة، وكذا عن الأعمال والمشاريع التي يجري تنفيذها خلال السنوات الأخيرة، من أجل الحماية والتسيير المستدام للثروة الغابية والغطاء الغابي ومعالجة الأحواض المتدفقة، إلى جانب جهود مكافحة الانجراف المائي و تثمين الموارد الغابية الخشبية وغير الخشبية، علاوة على حماية الثروة الغابية و الحراجية و التصدي للاعتداءات التي تتعرض لها الغابات.
كما استعرض مختلف المهام التي تقوم بها المحافظة، في إطار حماية الغابات، من بينها شق المسالك الغابية و برامج التنمية الريفية و القطاعية و إعادة إعمار الغابات، وبناء أبراج المراقبة لحمايتها من الحرائق، مشيرا إلى العمليات التي تمت الاستفادة منها، ضمن الاعتمادات التي يخصصها الصندوق الوطني للتنمية الريفية، لزراعة الأشجار المثمرة و تربية الحيوانات و تعويض المتضررين من حرائق الغابات، وغيرها من أشكال الدعم التي تقدمها الدولة لهذا الغرض، والتي ساهمت – حسب المتحدث - في تفعيل الشراكة مع الحركة الجمعوية التي تنشط في الميدان و إنجاح حملات التشجير، في إطار برنامج ‘’شجرة لكل مواطن’’، الذي بادرت به الحكومة، من خلال وزارة الفلاحة و التنمية الريفية، بهدف توعية و تحسيس السكان بتبعات تدهور الثروة الغابية.
معلوم أن مختلف عمليات التشجير التي يتم تنظيمها على مستوى إقليم الغابات، التابع لمحافظة الغابات لولاية البليدة، و الحظيرة الوطنية للشريعة – كما أضاف السيد مقدم –تتضمن غرس أشجار غابية و أشجار علفية، سيما أشجار الخروب ( ذات الفوائد الاقتصادية و تغذية الأنعام)، فضلا عن الأشجار المثمرة المختلفة، التي يتم تزويد الساكنة المقيمة داخل أو في جوار الغابة أو الحظيرة بها.
من جهتها قدمت محافظ قسم الغابات و رئيس قطاع الشريعة في الحظيرة الوطنية الشريعة، فايزة تكارني، بذات المناسبة، معلومات مختلفة عن الحظيرة الوطنية للشريعة، التي تتربع على مساحة 26587 ألف هكتار، 60 بالمئة منها، تابعة لإقليم ولاية البليدة، و 40 بالمئة ضمن إقليم ولاية المدية.
 و تعد الشريعة، البلدية التي يقع الجزء الأكبر من الحظيرة على ترابها، تليها بلديتا حمام ملوان ( البليدة ) و الحمدانية بولاية المدية·
 أوضحت المتحدثة، أن الحظيرة الوطنية للشريعة تأسست سنة 1983 ، بهدف حماية أشجار الأرز الأطلسي و القرد المغاربي، قبل أن يتم تصنيفها سنة 2002، كمحمية عالمية من قبل منظمة اليونيسكو.
وتضم الحظيرة اليوم، حسب عملية الجرد التي تمت على امتداد رقعتها، 1350 نوعا نباتيا و 1200 نوع حيواني، توجد على مستوى الحظيرة ، وهي، كما أشارت، أعداد غير ثابتة، مبرزة بأن البحوث العلمية التي تجرى داخل الحظيرة وتصنيف أنواع النباتات و الحيوانات، تتم  بالتنسيق مع جامعات الجزائر والبليدة والمدية وغرداية، وبعض الجامعات الأخرى بالجنوب الجزائري.
و تستقبل الحظيرة من أجل إجراء البحوث المتخصصة على مدار السنة، وفودا من الطلبة من مختلف جامعات الوطن.
عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى