تسبح الدراما العربية،  خصوصا هذا الموسم في فلك السياسة، فبين الأعمال التي تناولت قضية الإرهاب و تلك التي تخوض في مواضيع الفساد، سيجد المشاهد نفسه أمام جرعة مضاعفة من المعالجة الدرامية للواقع السياسي و الاجتماعي العربي، وهو توجه جاء ليكسر روتين مسلسلات البيئة الشعبية و أعمال الخيال العلمي والخرافة، التي فرضت نفسها بقوة في المواسم الرمضانية الماضية.

سيناريو «داعش»  متواصل
بعد الجدل الكبير الذي أثاره مسلسل "غرابيب سود" قبل سنتين، عقب تناوله لموضوع الإرهاب، و بعده مسلسل " القاهرة كابل"، عاد سيناريو " داعش" ليتكرر  هذا الموسم مع بداية عرض  الدراما العربية المشتركة "بطلوع الروح"، تأليف محمد هشام عبية و إخراج كاملة بو ذكري، و بطولة منة شلبي و إلهام شاهين وأحمد السعدني و ديامان بو عبود و عادل كرم، و هو عمل من إنتاج شركة الصبّاح ، بتكليف من "شاهد" التي تبنت المسلسل و حجزت حقوق عرضه على منصتها "شاهد في بي " و   محطة " أم بي سي 4" في النصف الأول من شهر رمضان،  خصوصا و أن المسلسل يحظى بالكثير من الاهتمام و ينتظر المتابعون ما سيسفر عنه السياق الدرامي للعمل، و إذا كانت المخرجة ستقدم طرحا مختلفا و أكثر إقناعا، أم أننا سنشهد تكرار نفس الفكرة التي باتت مستهلكة نوعا ما.
 يدور  العمل، حسب تصريحات سابقة للنجمة إلهام شاهين، حول صناعة الإرهاب وتجنيد الشباب و طرق جذب السيدات أيضا إلى التطرف، و تجسد فيه دور زعيمة داعشية، هي جزء من قصة أسرة مكونة  من زوج و زوجة و طفل، تنقلب حياتهم، بعدما  يتورط الزوج في دوامة الإرهاب و يورط زوجته، ويتعرضان إلى كثير من الأزمات، و يؤدي دور الزوج الممثل محمد حاتم الذي يعمل في بداية الحلقات مديرا لشركة إعلانات، ثم يتورط مع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
و يرتبط المسلسل في خطه السياسي، بثاني أهم عمل منتظر، و هو  "العائدون"، لبطله النجم أمير كرارة، الذي يكرر للموسم الثالث على التوالي تجربة السيناريو السياسي، حيث  يجمعه العمل بعدد كبير من نجوم الوطن العربي، مثل محمود عبد المغني و محمد الأحمد و رشا بلال و جيهان خليل وإسلام جمال و نبيل عيسى و أحمد عز وهاجر الشرنوبي و ميدو عادل وصبري عبد المنعم، و قد لمحت الجهات المنتجة له، إلى أن المسلسل لن يكون امتدادا لدراما  " هجمة مرتدة" التي قدمها النجم العام الماضي، فيما أكد المؤلف باهر دويدار، بأن السيناريو يتحدث عن  مهمة وطنية خطرة في قلب تنظيمات "داعش" في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن أحداث المسلسل، مستوحاة من قصة حقيقية مستقاة من ملفات المخابرات المصرية، بالتحديد بين 2018 و 2020، و تتناول قضية بعض العائدين من أوكار الإرهاب الدولي والعالمي، لتخريب الدول العربية.

من ملفات المخابرات إلى قضايا الفساد
وفي دراما "ملحمة الاختيار"، وهي الجزء الثالث من سلسلة  "الاختيار"، يتواصل طرح القضايا الوطنية المصرية، بمشاركة نخبة من النجوم، مثل ياسر جلال و أحمد عز وكريم عبد العزيز و أحمد السقا و خالد الصاوي و بيومي فؤاد و صبري فواز و إيمان العاصي و آخرين، و يتعرض المسلسل في الجزء الثالث منه، إلى أحداث سياسية خطرة وقعت خلال الأعوام الأخيرة، وذلك حسب ما كشفه منتجوه.
بعيدا عن تنظم "داعش" والإرهاب المباشر و قضايا الأمن و الشرطة و الجيش، يتعرض مسلسل "ملف سري" من بطولة الفنان هاني سلامة، إلى قضايا سياسية أخرى، أبرزها رصد مرحلة مهمة من تاريخ مصر، وهي الفترة التي حاول فيها عناصر تنظيم الإخوان، السيطرة على الدولة المصرية.
مؤلف "ملف سري" محمود حجاج قال، بأن  المسلسل يدور حول شخصية قاض يدعى يحيى عز الدين، توكل إليه مهمة محاكمة عائلة المالكي الثرية بتهمة الفساد، و يدفعه سعيه إلى تحقيق العدالة لخوض مغامرة خطيرة.
يركز المسلسل على الفترة التي تلت عام 2013، و التي عرفت انتشار الفساد في أغلب مؤسسات الدولة، و سيطرة بعض رجال الأعمال على مجريات الأمور للاستفادة ماديا، ويتعرض العمل أيضا إلى ظاهرة الانفلات الأمني، و دور تنظيم الإخوان في زعزعة استقرار الدولة المصرية.
 هدى /ط

 

الرجوع إلى الأعلى