وضعت مخلفات الجولة 29 اتحاد خنشلة على بعد خطوة واحدة من حظيرة «الاحتراف»، وذلك إثر النجاح في المحافظة على صدارة مجموعة «وسط - شرق»، بفارق نقطتين عن شباب برج منايل، وعليه فإن حلم «الخناشلة» في العودة إلى قسم «الكبار» بعد غياب دام 48 سنة قابل للتجسيد (التجربة الأولى والوحيدة كانت في موسم (1973 / 1974)، ويمر عبر شرط وحيد، يتمثل في تفادي الهزيمة في الجولة الختامية بعنابة، ، في الوقت الذي ازدادت فيه الحسابات تعقيدا بخصوص التأشيرتين المتبقيتين على متن قطار النزول، بتواصل الصراع بين 7 فرق، مع تقلص حظوظ مولودية قسنطينة في النجاة، مقابل مد مولودية العلمة خطوة عملاقة نحو بر الأمان، بينما يبقى مصير شبيبة سكيكدة مرهونا بجملة من الحسابات، منها تفادي الهزيمة أمام شباب برج منايل.
نجاح إتحاد خنشلة في وضع القدم الأولى على منصة التتويج، جاء في أعقاب الإستعراض أمام الضيف مولودية بجاية، في مباراة سارت في اتجاه واحد، وانتهت بمهرجان من الأهداف، استهله غضبان، ونال منه الهداف بايزيد ثنائية، مع توقيع زياد، بركاني وعثماني حصتهم من الأهداف، الأمر الذي جعل «أوركيسترا» المدرجات، تتجاوب مع هذه «السمفونية»، لأن الأجواء كانت خرافية بملعب حمام عمار.
العرس الخنشلي تأجل إلى غاية الجولة الختامية، لأن ترسيم العودة إلى القسم الأول، تبقى تمر عبر تفادي الهزيمة ببرحال أمام حمراء عنابة، كون الوصيف شباب برج منايل، متشبث بأمل قلب الموازين، خاصة بعد هزم اتحاد عنابة بمعقلها، في مباراة حسمت نتيجتها في الشوط الأول، بهدفي حميدة وبوخنة للشباب، وتقليص عيسى الباي النتيجة لأبناء «بونة».
وإذا كانت الرؤية، قد اتضحت بخصوص الصعود، بحيازة اتحاد خنشلة على أفضلية كسب الرهان، فإن الأوضاع على مستوى المؤخرة تعقدت أكثر، ودائرة الحسابات تبقى تضم 7 أطراف، تتنافس فيما بينها عن بعد لتفادي المقعدين المتبقيين المؤديين إلى قسم ما بين الرابطات، ولو أن انتهاء القمة بين شبيبة سكيكدة ومولودية قسنطينة دون فائز لم يخدم الطرفين، وقد يجرهما سويا إلى القسم الأسفل، لأن مصير الموك لم يعد بأرجل لاعبيها، والتشكيلة القسنطينية أصبحت مجبرة على رفع شعار «الانتصار والانتظار» في جولة إسدال الستار، بينما يبقى أبناء «روسيكادا» مطالبون بالعودة بنقطة «النجاة» من بومرداس، وإلا فإنها ستضطر للخوض في متاهة من الحسابات المعقدة، والتي قد تضعها ضمن مربع السقوط.
إلى ذلك، فقد حققت مولودية العلمة الأهم، بالاستثمار في معاناة اتحاد الأخضرية، والعودة بكامل الزاد، وبنتيجة عريضة، لأن الخماسية أكدت على نوايا «البابية» في الخروج من أعسر موسم بسلام، مادام الفوز في الجولة الأخيرة داخل الديار يكفي لضمان البقاء مهما كانت نتائج باقي المنافسين، لأن الوضعية الراهنة تحدد عتبة النجاة، في حدود 39 نقطة بالنسبة لبعض الفرق، لكن المعطيات تتغير، وهذا بحسب تركيبة قائمة النوادي التي ستتساوى في الرصيد عند 38 نقطة.
هذه الحسابات تنطلق بالأساس من وضعية شبيبة بجاية، التي مددت «السوسبانس» بخصوص مستقبلها، عقب المرور إلى السرعة الرابعة أمام اتحاد الشاوية، لكن ذلك لن يكون كافيا لضمان البقاء، بل أن الفوز في الجولة الأخيرة بالتلاغمة يبقى شرطا أساسيا لدخول جملة الحسابات، بمراعاة نص المادة 69، وحصيلة المواجهات المباشرة مع باقي المنافسين، وهذا في ذلك ترسيم تواجد مولودية بجاية ضمن هذه الكوكبة، عقب انهيارها بخنشلة، وكذا مولودية العلمة ومولودية قسنطينة، لأن «المولوديات» الثلاثة، ستستفيد من فرصة اللعب داخل الديار في جولة اسدال الستار.
على صعيد آخر، فقد مد فريق حمراء عنابة خطوة عملاقة نحو بر الأمان، بفضل الانتصار الثمين الذي عاد به من عين مليلة، بهدف وحيد وقعه عزوز كان وزنه ضمان البقاء بنسبة كبيرة جدا، وخروج «الحمراء» نهائيا من دائرة الحسابات يستوجب التعادل في الجولة الأخيرة مع اتحاد خنشلة، وهو الشرط التي يبقى اتحاد الشاوية مطالب به عند استقبال اتحاد عنابة، مع ضمان اتحاد ورقلة البقاء رسميا، بفضل انتصاره الصعب على شباب باتنة.
 ص/ فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى