دعا المشاركون في الملتقى 25 لجمعية التاريخ و المعالم الأثرية المنعقد بقالمة، أمس الثلاثاء، إلى المساهمة الفعالة في إنجاز المعجم الشامل لأعيان قالمة عبر العصور.

و ذلك بالبحث و التأليف و الدعم المادي و المعنوي لإخراج هذا العمل التاريخي الهادف إلى التعريف برجالات المنطقة من كتاب و شعراء و مجاهدين و مناضلين و قادة أطباء و أساتذة و باحثين و رياضيين و مثقفين و رجال دين و دعاة تركوا بصماتهم في الحياة السياسية و الاجتماعية الاقتصادية و الثقافية بمنطقة قالمة منذ عقود طويلة، بعضهم نال الاهتمام بالدراسة و البحث و البعض الآخر مازال مغيبا، بسبب نقص الاهتمام و قلة المراجع التاريخية و التراجم التي تتحدث عنه.  
و قال رئيس الجمعية الأستاذ، إسماعيل سامعي، بأن مشروع المعجم الشامل لاعيان قالمة يوشك على النهاية و ربما يكون جاهزا قبل الطبعة القادمة التي ستجرى في ماي 2023، لكن المشروع مازال ينتظر الدعم حتى يكتمل و يرى النور و يتحول إلى مرجع للباحثين من داخل الوطن و من الخارج، و مصدر للثقافة و الجذب السياحي و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
و أضاف المتحدث أمام المشاركين في الملتقى، بأن المعجم سيتناول كل اعلام قالمة عبر العصور، و في تراجم خاصة بالقادة السياسيين و أعضاء الحركة الوطنية و المجاهدين و الأطباء و الأدباء و الشعراء و الرياضيين، و أبطال الحضارات القديمة، و غيرهم من الأعلام الذين عاشوا بقالمة على مر الزمن.
و قد تناول الملتقى الخامس و العشرين لجمعية التاريخ و المعالم الأثرية بقالمة بالدراسة و التحليل اعلام قالمة عبر العصور كمقدمة للمعجم الكبير الشامل المقرر طبعه قريبا بعد حشد الموارد المادية البشرية، حيث برمج المنظمون ما لا يقل عن 25 محاضرة على مدار يومين كاملين بعضها محاضرات حضورية مباشرة من قاعة المحاضرات بمديرية الثقافة و الفنون، و بعض المحاضرات عن بعد يقدمها أساتذة جامعيون تعذر عليهم حضور الملتقى.
و كانت المحاضرة الافتتاحية للدكتور مسعود خالدي من جامعة 8 ماي 1945 بقالمة تناول فيها مسيرة المؤرخ و الشاعر عبد الرحمان بن العقون و دوره الديبلوماسي في الثورة الجزائرية، و ما قام به من جهود بناء الجزائر المستقلة حيث تقلد عدة مناصب، منها سفير الجزائر بالمملكة الأردنية غداة الاستقلال، و من هناك قاد معركة لنصرة الشعوب المضطهدة و في مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي ظل شغله الشاغل حتى رحيله سنة 1995 بالجزائر العاصمة.
و قال مسعود خالدي بأن عبد الرحمان بن العقون الذي ولد سنة 1908 بوادي الزناتي كان من أبرز قادة الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي و الداعية إلى استقلال البلاد، حيث شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 بوادي الزناتي، و ظل عرضة للملاحقة و المطاردة من طرف الإدارة الاستعمارية و سجن بقسنطينة و العاصمة عدة مرات لكنه لم يتوقف عن نصرة القضية الوطنية حتى استقلال البلاد سنة 1962.  
كما تطرق المحاضرون، ضياء بوزبرة، من جامعة ورقلة و، بشرى فداوي، من جامعة قسنطينة و، فوزية عساسلة، من جامعة قالمة، لشخصية بن تمام الوالي الصالح الذي عاش بمنطقة وادي الزناتي و مسيرة الشهيد علي زغدودي الملقب ببلخير، الاسم الذي تحمله اليوم بلدية بلخير الواقعة شرقي قالمة اين سقط شهيدا في معركة كاف نسور قرب جبل ماونة في جانفي 1958.
و كان الراحل هواري بومدين و أبطال الثورة مصطفى سرايدي و عمار بوضرسة و عثمان أومدور و الشاعر محمد برقطان الباقي على قيد الحياة و اللاعب الدولي نور الدين حشوف، و أهم الشخصيات العسكرية في مدينة تيبيليس الرمانية، من بين محاور الملتقى الذي تعودت على تنظيمه جمعية التاريخ و المعالم الأثرية بقالمة منذ نشأتها في مارس 1984.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى