دعا مختصون أمس، إلى التقيّد بنفس التدابير الوقائية الخاصة بفيروس كورونا، لا سيما ما تعلق بوضع الكمامة في الأماكن العامة، لمنع تسجيل إصابات بفيروس جدري القردة المنتشر حاليا عبر 15 دولة في أوروبا.
أفاد البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة "فورام"، بأن فيروس جدري القردة المنتشر حاليا بعدد من البلدان الأوروبية، يفرض على الفئات الهشة خاصة، الالتزام بنفس التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا، لأن الفيروس ينتقل من شخص إلى أخر عن طريق السعال واللعاب.
وحث المتدخل في تصريح "للنصر" الفئات الهشة من كبار السن والنساء الحوامل والمرضى المزمنين بعدم التخلي عن ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، لمنع التقاط العدوى بالفيروسات التي تهدد صحتهم، من بينها فيروس جدري القردة، غير مستبعد تسجيل حالات بالجزائر بسبب استئناف نشاط نقل المسافرين إلى داخل وخارج الوطن.
وأصدر من جهته معهد باستور، أمس، بيانا توضيحيا عبر موقعه الرسمي حول فيروس جدري القردة الذي أخذ في الانتشار بعدة بلدان، مؤكدا بأنه مرض نادر ينتج عن الإصابة بفيروس جدري القرود الذي ينتمي إلى جنس الفيروسات القشرية، تم اكتشافه لأول مرة سنة 1958، في حين تم تسجيل أول إصابة بشرية بالكونغو الديمقراطية سنة 1970.
ولم يشر بيان معهد باستور إلى وضع الجزائر بخصوص احتمال وصول العدوى بالفيروس، مكتفيا بالتأكيد على أن اكتشاف أول إصابة كان بالبرتغال يوم 7 ماي الجاري لدى شخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا، وبعدها أبلغت السلطات الصحية بالمملكة المتحدة عن 9 حالات مؤكدة أخرى لدى أشخاص لم يسافروا إلى إحدى المناطق التي ينتشر بها فيروس جدري القردة، أي إلى غرب ووسط إفريقيا.  
وأضاف البيان أيضا تسجيل 5 حالات إصابة في البرتغال بتاريخ 13 ماي الحالي، إلى جانب 15 حالة مشتبه بها، تم إخضاعها إلى تحقيق وبائي للتأكد من أن الإصابة تتعلق فعلا بفيروس جدري القردة، فضلا عن إحصاء 30 إصابة بإسبانيا، و18 حالة مشتبه بها، و3 حالات أخرى بإيطاليا، مع الإبلاغ عن حالات أخرى في السويد وكندا وأمريكا.
وأوضح معهد باستور بأن الفيروس ينتقل عندما يلامس الشخص الفيروس من حيوان أو إنسان أو مواد ملوثة بالفيروس، ويدخل الفيروس إلى الجسم من خلال جرح في الجلد، أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية، أي العين والأنف والفم، ويمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الأشخاص عن طريق العض، أو تحضير لحوم الطرائد.
ويحدث انتقال العدوى من شخص إلى آخر في المقام الأول عن طريق قطرات تنفسية كبيرة، أو الاتصال المباشر بسوائل الجسم والمعدات المتسخة، ويتم تشخيص الإصابة بالفيروس بواسطة التحاليل المخبرية، ومن أعراضه الرئيسية الطفح الجلدي على شكل بثور، وتضخم في الغدد اللمفاوية والحمى.
وأضاف من جهته البروفيسور خياطي بأن التقيد بالتدابير الاحترازية، ولا سيما وأننا على أبواب موسم الاصطياف، من شأنه أن يضمن حماية صحية للفئات الهشة ضد الفيروسات، من بينها فيروس جدري القردة، مؤكدا بأننا قد نسجل إصابات بالفيروس في أي لحظة، لأن العالم أصبح قرية صغيرة.
وأضاف من جانبه الدكتور محمد ملهاق باحث مختص في الفيروسات في حديث معه، بأن احتمال انتشار فيروس جدري القردة في دول أخرى وارد جدا، لكن ذلك سيكون بوتيرة بطيئة، لأنه ينتشر بوتيرة بطيئة.
ويرى المتدخل بأن الجزائر استفادت كثيرا من تجربتها في مجال مكافحة فيروس كورونا، ويمكنها التصدي لحالات طارئة محتملة، منبها المواطنين إلى عدم السفر نحو المناطق المشبوهة، لتفادي التقاط العدوى بفيروس جذري القردة.
لطيفة بلحاج 

الرجوع إلى الأعلى