أنديـــــــة القاعــــدة الشرقيـــة - تهجــــر -  البوديــــوم

اختلفت النسخة رقم 12 للبطولة الوطنية في عهد الاحتراف عن سابقاتها من حيث حصة القاعدة الشرقية، سواء في تذاكر «البوديوم» أو «كوطة» النزول، وحصيلة هذا الموسم جاءت مستنسخة من تلك التي كانت في طبعة (2015/2016)، بغياب أندية الشرق عن المراكز الأربعة الأولى في الترتيب النهائي، مقابل نجاح كل فرق الجهة الشرقية، في تفادي شبح التدحرج إلى الرابطة الثانية.

حصيلة الموسم الكروي (2021 / 2022)، وضعت ممثلي القاعدة الشرقية خارج رباعي الصدارة، رغم أن وفاق سطيف كان بين أبرز أطراف معادلة اللقب، لكن الانشغال بالمنافسة القارية جعل «النسر الأسود» ينهي المشوار بأياد فارغة، بعد توقف مغامرته في دوري الأبطال في المربع الذهبي، لتكون بعدها «النكسة» محليا، بتوالي سلسلة النتائج السلبية، ولو أن كل الحسابات كانت ترجح كفة الوفاق لمنافسة شباب بلوزداد على التاج، أو الاكتفاء بمنصب فوق «البوديوم»، إلا أن كل المعطيات سقطت في الماء، بتراجع التشكيلة السطايفية بشكل ملفت للانتباه، لتكون الهزيمة في عقر الديار أمام نادي بارادو، بمثابة الدليل الميداني على الانهيار الكبير لهذا الفريق، لأن هذا التعثر قضى على آخر آمال وفاق سطيف في الظهور الموسم القادم في الساحة الإفريقية.
ما قيل عن «النسر» السطايفي، يمكن إسقاطه على الجار شباب قسنطينة، لأن السنافر ضيعوا تذكرة إفريقية بسذاجة كبيرة، جراء تراجع حصادهم في عقر الديار في الثلث الأخير من المشوار، لينهي الشباب الموسم في الصف الخامس، مع تحسين وضعيته بمركز مقارنة بما كان عليه في مرحلة الذهاب، لكن برصيد أقل ب 3 نقاط مقارنة بين الفترتين، فكانت عواقب هذا التراجع إهدار النادي القسنطيني، فرصة كبيرة للمشاركة مجددا في كأس الكاف.
رابع موسم دون فرق الشرق في المنافسة القارية 
فشل وفاق سطيف وشباب قسنطينة في حجز مقعد فوق «البوديوم»، جعل القاعدة الشرقية تخرج من الموسم المنقضي بأياد فارغة، لأن هذا الثنائي كان قد نال شرف تمثيل أندية الشرق في المنافسة الإفريقية منذ دخول عهد الاحتراف حيز التطبيق، دون تجاهل الاستثناء الذي كان قد صنعه فريق مولودية العلمة، لما بصمت على مشاركة تاريخية «مميزة» في دوري أبطال إفريقيا، ببلوغها دور المجموعات في نسخة 2014، وهي المشاركة التي نتجت عن تعرض شبيبة القبائل لعقوبة من الكاف، رغم احتلالها الوصافة، وكذا تتويج وفاق سطيف باللقب، مما فسح المجال أمام «البابية» للظهور قاريا بامتياز، لكن ذلك الانجاز تزامن مع سقوط الفريق إلى الرابطة الثانية بطريقة «دراماتيكية».
والملفت للانتباه أنه ومنذ الشروع في تطبيق الاحتراف في البطولة الوطنية لم يتم تسجيل غياب أندية الجهة الشرقية عن «البوديوم» سوى في 4 مناسبات، الأولى في أول طبعة من الاحتراف، ثم مرّ وفاق سطيف بفترة «ذهبية» جسدها بحضوره المنتظم ضمن «ترويكا» الصدارة، عقب تتويجه باللقب 3 مرات خلال 4 مواسم متتالية، والغياب الثاني لفرق الشرق عن المنصة كان في موسم (2015 / 2016)، ليعود بعدها «النسر الأسود» إلى التحليق عاليا، وينتزع اللقب، وبعده بموسم واحد كان الدور على شباب قسنطينة لاعتلاء منصة التتويج (موسم 2017-2018)، أما في الموسم الموالي، فقد غابت القاعدة الشرقية عن التمثيل في المراكز الثلاثة الأولى من الترتيب النهائي للبطولة المحترفة، وبعد ذلك عاد وفاق سطيف إلى دوري أبطال إفريقيا في آخر نسختين باحتلاله مركز الوصافة «محليا».
وانطلاقا من هذه الوضعية، نجد وأن الوفاق السطايفي يعد الفريق الأكثر تمثيلا للجهة الشرقية في القارة السمراء خلال العشرية الماضية، إذ شارك 8 مرات، بينما سجل شباب قسنطينة ظهوره على الصعيد الإفريقي في 3 مناسبات، مقابل انتزاع مولودية العلمة، مشاركة وحيدة كانت في أغلى منافسة قارية.
رباعي تقليدي يظفر بالتذاكر الإفريقية
بالموازاة مع ذلك، فإن شباب بلوزداد وبعد تتويجه بلقب البطولة الوطنية للمرة التاسعة في تاريخه والثانية تواليا، بصم على انجاز تاريخي غير مسبوق، بنجاحه في الاحتفاظ بالتاج لثلاث مواسم متتالية، الأمر الذي عبّد له الطريق للمشاركة لخامس مرة في منافسة دوري أبطال إفريقيا، في ظهوره رقم 11 على الصعيد القاري، وسيكون السادس بطبعة الاحتراف، مما يعني بأن أبناء «العقيبة» تعوّدوا على أجواء المنافسة القارية، وأصبحوا من الزبائن التقليديين في الكاف.
من جهة أخرى، يبقى فريق شبيبة القبائل أفضل سفير للكرة الجزائرية في إفريقيا، سواء من حيث عدد المشاركات أو حتى التتويجات، لأن «كناري جرجرة» سيمثل الجزائر للمرة 26 في تاريخه، والظهور القادم سيكون رقم 15 في منافسة دوري الأبطال، بينما يبقى فريق شبيبة الساورة من المفاجآت السارة في الساحة القارية، لأنه ورغم حداثة تواجده على الصعيد الوطني، إلا أنه تمكن في ظرف وجيز من حجز مقعد في «الكاف»، ومشاركته المقبلة ستكون الخامسة، بعد مشاركتين في كأس الاتحاد الإفريقي، ومثلهما في دوري الأبطال.
وفي سياق ذي صلة، عاد اتحاد الجزائر إلى المنافسة الإفريقية من جديد بعد غياب عن آخر طبعتين، ولو أن تشكيلة «سوسطارة» اعتادت على المشاركة في دوري الأبطال، وقد غابت عن نسختين خلال هذه العشرية، بعد رفضها المشاركة في كأس الكاف في طبعة 2013، مما عرضها لعقوبة المنع من المشاركة في النسخة الموالية من دوري أبطال إفريقيا.
«كوطة» السقوط بالتساوي بين الوسط والغرب
على خلاف التتويج، فإن أندية الجهة الشرقية تمكنت من صنع الاستثناء والنجاة من شبح السقوط إلى الرابطة الثانية، في «سيناريو» يحدث للمرة الثانية في عهد الاحتراف، لأن فرق الشرق اعتادت على تجرع مرارة النزول، بممثل على الأقل ضمن زبائن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، وحصيلة المواسم العشر الفارطة في الرابطة المحترفة كان نزول 13 فريقا من القاعدة الشرقية، كان في القائمة أهلي البرج في 3 مناسبات، مقابل مرتين لشباب باتنة، إضافة إلى كل من اتحاد بسكرة، اتحاد عنابة، جمعية الخروب، شباب عين فكرون، مولودية العلمة، دفاع تاجنانت، جمعية عين مليلة وشبيبة سكيكدة.
نجاة سفراء الشرق من السقوط هذا الموسم، جعل «كوطة» التدحرج من الرابطة المحترفة، توزع بالتساوي بين أندية الوسط والغرب، الأمر الذي جسد التقلص المستمر لكتلة القاعدة الغربية في حظيرة الاحتراف، وانحصارها في الزبونين الدائمين مولودية وهران وجمعية الشلف، بعد التحاق وداد تلمسان وسريع غيليزان بركب النازلين، لأن هذا الثنائي أثبت عجزه التام عن مسايرة الركب، واستسلم مبكرا لأمر السقوط، بينما دفع أولمبي المدية ونصر حسين داي فاتورة الأزمات الداخلية، والتي لها علاقة مباشرة بالجانب المادي، مما منح أندية الوسط حصة تذكرتين على متن قطار السقوط، بعدما كانت قد استفادت من الإعفاء الموسم الفارط، لما كانت الحصيلة «ثقيلة» على الجهة الشرقية، بسقوط «ترويكا»، وموازين القوى تغيّرت هذا الموسم.                        ص / ف

الرجوع إلى الأعلى