كسبت الجزائر رهان التنظيم الجيد، للطبعة 19 من منافسات ألعاب البحر المتوسط، من خلال المنشآت الرياضية المسخرة لهذه الدورة التي أدرجت فيها 24 رياضة يتنافس فيها 3390 رياضيا ممثلين لوفود 26 بلدا متوسطيا وغير متوسطي، كما أبهرت العالم أجمع بحفل افتتاح هذه النسخة، وهو الحفل الذي استعرض جانبا من تاريخ بلدنا المشرق، وسلط الضوء على زوايا ومعالم تاريخية تزخر بها الجزائر، كما أبرز جمال مختلف مدن أكبر بلد في القارة السمراء والتنوع الثقافي، لبلد بحجم قارة يصنف على أنه أحد أهم بلدان الحوض المتوسطي.
نجاح القائمين عن تنظيم هذه التظاهرة المتوسطية، وإهداء محبي الرياضة في الحوض المتوسطي والعالم بأسره حفلا بهذا المستوى، نبقى مطالبين بالاستثمار فيه مستقبلا لأجل تنظيم أحدث أكبر ومواعيد أهم، بداية بدورة كأس أمم إفريقيا التي لم تحظ الجزائر باحتضانها سوى مرة وحيدة، كانت قبل أزيد من 3 عقود، فيما لم يتضح بعد موعد أو توقيت الدورة المستقبلية، التي قد تكون أرض وملاعب الجزائر حضنا لها.
الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي تبقى طريقة ومعايير اختيارها لملفات البلدان المترشحة لتنظيم أكبر عرس رياضي قاري، تثير التساؤلات مع كل قرار، وأثبتت التجارب قصر نظر مسؤوليها بدليل المشاكل المتعاقبة في التنظيم على مدار العقدين الماضيين، مطالبة في الوقت الراهن بتغيير طريقة تعاملها في هذا الشأن، خاصة بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في الكان إلى 24 منتخبا، وهو العدد الذي يتطلب إمكانات ضخمة، في مقدمتها أربع مدن كبيرة وعصرية وستة ملاعب جيدة وأيضا توفير هياكل إيواء وإقامة مريحة.
وقبل عامين عن موعد النسخة 35 من «الكان» المسند تنظيمها إلى دولة غينيا الواقعة غرب القارة، بدأ الحديث عن عدم جاهزية هذا البلد لهذه التظاهرة، حتى أن أخر لجنة أوفدها الرئيس باتريس موتسيبي إلى كوناكري وقادها نائبه الموريتاني أحمد ولد يحيى، دونت في تقريرها تحفظات عن تأخر الاستعدادات تكفي لسحب التنظيم من هذا البلد، حيث تسير وتيرة أشغال التحضيرات ببطء، كما أن الوضع السياسي غير المستقر، منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس ألفا كوندي، شهر سبتمبر من العام الماضي، قد يعجل باتخاذ الكاف لقرار تغيير البلد المستضيف، ويفتح الباب واسعا أمام الجزائر لخلافة غينيا، خاصة مع قرب تسلم الملاعب الجاري تشييدها، والنجاح في تنظيم طبعة الألعاب المتوسطية رقم 19، بتوفير إمكانات ومرافق ذات مستوى عالمي إضافة إلى حفل أبهر العالم، ولم تقدمه مدن وبلدان كانت مسرحا حتى لدورات الأولمبياد.
كريم - ك

الرجوع إلى الأعلى