غاب الذهب لليوم الثاني تواليا عن حصاد الرياضة الجزائرية في رابع أيام منافسات النسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد الاكتفاء بفضية واحدة وبرونزية، في الوقت الذي واصل فيه منتخب الملاكمة التألق، بضمان التواجد بقوة في نصف النهائي، بينما كانت الخيبة كبيرة في الجيدو، وهو ما جعل الجزائر تتراجع إلى المركز الثالث في سبورة الترتيب العام بعد تركيا وإيطاليا، لأن «الطليان» حصدوا أمس 5 ذهبيات في الجمباز، والأتراك رفعوا حصادهم إلى 15 ذهبية.

فضية الجزائر أمس أحرزتها لاعبة منتخب الكرة الحديدية لمياء عيسيوي، التي كانت قد نشطت نهائي اختصاص «الرافل»، لكنها انهزمت أمام التركية سيل باهار بنتيجة (9 / 7)، الأمر الذي حال دون حصولها على أول ذهبية في تاريخ مشاركات الكرة الحديدية الجزائرية في العرس المتوسطي، والاكتفاء بالفضة جعلها تعادل الانجاز المحقق في دورة بيسكارا 2009، لما بصم اختصاص «الرافل» على فضية، كانت أفضل نتيجة محققة قبل موعد وهران.
وفي سياق متصل فإن منتخب الكرة الحديدية للسيدات فشل في إضافة ميدالية أخرى إلى سجله في هذه الطبعة، وذلك عقب انهزام الثنائي المتشكل من بابا عربي ابتسام وبوقرة نور الهدى في المباراة الترتيبية أمام المنتخب التركي في اختصاص اللعب القصير، في الوقت الذي توقف فيه اللاعب السعيد بوفاتح مبكرا في اختصاص الرمي الطويل، أمام منافس من صربيا.
على صعيد آخر فقد اكتفى الملاكم شعيب بولودينات بالميدالية البرونزية، بعد انهزامه في الدور نصف النهائي لوزن أكثر من 91 كلغ أمام المصري يسري حافظ، ولو أن الآمال كانت معلقة على بولودينات إهداء الجزائر ذهبية في هذه المنافسة، في المنازلة التي صنعت فيها قامة الملاكم المصري الفارق، وفشل إبن قسنطينة في تجسيد هذا الهدف جعله يقرر الاعتزال «دوليا»، والتفكير بجدية نحو تجربة أخرى في عالم الملاكمة.
برونزية بولودينات تعد أول ميدالية يحرزها القفاز الجزائري في دورة وهران، في انتظار ارتفاع الحصيلة في اليومين القادمين، على اعتبار أن منتخب الرجال واصل التألق في هذه التظاهرة، وذلك بضمان تأهل رباعي آخر إلى الأدوار نصف النهائية، بنفس عدد منتخب السيدات، وهو ما يجعل الملاكمة الجزائرية تضمن 11 ميدالية برونزية على أقل تقدير، وفرص التتويج بالذهب تبقى قائمة.
ونجح الملاكم عبد الناصر بن لعريبي في بلوغ المربع الذهبي لوزن 60 كلغ، إثر تفوقه في منازلة ربع النهائي على الملاكم الإسباني كيليس برونتوس، كما حجز أسامة مرجان مقعدا في نصف النهائي، وواصل رحلته نحو الذهب، عقب فوزه على نظيره البوسني راهيميك في وزن 57 كلغ، في الوقت الذي سطع فيه نجم الملاكم الجزائري يحي عبدلي في هذه الدورة بفضل الانتصار الذي أحرزه على حساب بطل العالم لوزن 63 كلغ، التركي كريم أوزمان، في منازلة قوية، بينما لم يجد يوغرطة آيت بقة صعوبة في التأهل إلى المربع الذهبي، وذلك بعد انسحاب منافسه الألباني في الجولة الثانية من المنازلة.
كما تأهل الملاكم يونس نموشي إلى الدور نصف النهائي، بعد تغلبه على منافسه البوسني كافيطا إيفانوفيتش، في وزن أقل من 75 كلغ.
إلى ذلك فشلت المصارعة سوداني مستورة في إهداء الجزائر ميدالية أخرى في هذا النوع من الرياضة، وذلك بعد انهزامها مساء أمس أمام الإسبانية بيريز تورينو، في المنازلة الخاصة بالتنافس على البرونز لوزن 62 كلغ، بنتيجة (11 / 13)، ليتجمد حصاد الجزائر في هذا الاختصاص عند ذهبية سيد عزارة وفضيتي غيو وأوكالي.
على صعيد آخر نجح اللاعب مهدي بولوسة في التأهل إلى ربع نهائي منافسات الفردي في تنس الطاولة، وذلك بعد فوزه في مباراة التدارك على البرتغال فيريرو، ليبقى بولوسة ضمن قائمة المتنافسين على الميداليات في هذا الاختصاص، رغم صعوبة مهمته، وهو الرياضي الجزائري الوحيد الذي تأهل إلى هذا الدور، على اعتبار أن مواطنه ساحلي اكتفى باحتلال المركز 18.
إخفاق كبير في الجيدو ومشاركة رمزية للرماية والجمباز
بالموازاة مع ذلك فقد خرج منتخب المصارعة من اليوم الأول من المنافسات المخصصة لهذا النوع عبر أضيق الأبواب، وبنتائج خيبت كل الآمال، وذلك بعد اخفاق 5 مصارعين في بلوغ الأدوار نصف النهائية لمختلف الأوزان، حيث أقصي رشيد شراد من الدور الأول لوزن 66 كلغ، وكذلك الحال بالنسبة لإيمان رزوق في وزن 48 كلغ، في الوقت الذي لم يتمكن فيه ثلاثة مصارعين آخرين من الاستفادة من النجاح في منازلات التدارك، لأن الإقصاء من ربع النهائي كان مصير ياسمين حلاطة في وزن 57 كلغ، وزميلتها فايزة عيسى في وزن 52 كلغ، كما فشل المصارع بلال يعقوبي في حفظ ماء وجه «الجيدو» الجزائري في أول أيام المنافسة. وعلى نفس الدرب سار منتخب الرماية، وذلك بعد تجرع مرارة الإقصاء المبكر بالنسبة لحاملي راية تمثيل المشاركة الجزائرية، وذلك بعد توقف مغامرة عصام نسيب ونجيب عمر كبير في الدور التمهيدي لمسابقة الفردي في اختصاص «السكيب»، كما كانت خيبة منتخب الرماية كبيرة في منافسات الزوجي المختلط، بعد مشاركة الجزائر بثنائيين، الأول شكله محمد أمين عجابي وهالة مجياح، والآخر ضم الطيب ميحالي ورشيدة بن فلامي، حيث ودعا المنافسة من الدور التمهيدي، بعد الاكتفاء بالمركز الثامن و11 تواليا.
من جهة أخرى فقد فشل الجمبازي الجزائري هلال متيجي في التواجد فوق المنصة بعد مشاركته في نهائي طاولة القفز، وقد احتل الصف الأخير، في حين كان الظهور الجزائري في منافسة رمي القوس والسهم مخيبا للآمال، بعد إقصاء الخماسي ياسمين بلال، عبد المجيد حسين، بكري عماد الدين وأيوب رحلاوي من الدور الأول.
مبعوث النصر: حمزة / س

الرجوع إلى الأعلى