كان حصاد الرياضة الجزائرية في اختصاصات "البساط" تاريخيا، بعد الحصول على 6 ذهبيات في الاختصاصات الأربعة التي تجرى منافساتها على "التاتامي"، مع انتزاع الكاراتي تقدير "الامتياز"، بفضل الحصيلة التاريخية المحرزة في هذه الدورة، ودخول المصارعة الإغريقية الرومانية اللائحة "الذهبية" لأول مرة، بينما عاد الجيدو لحصد الذهب من جديد، بعد غياب دام
 17 سنة.
ووضع منتخب الكاراتي للسيدات، بصمته بصورة جلية على الانجاز التاريخي المحقق في هذه التظاهرة، وذلك بانتزاع 3 ذهبيات، بفضل كل من سيليا ويكان، لويزة أبو ريش وشيماء ميدي، بعدما كان الجنس اللطيف قد اكتفى في الدورات السابقة بالفضة والبرونز، لتتسع قائمة الأبطال الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط إلى 6 رياضيين، على اعتبار أن المصارع أسامة زايد نجح في إحراز رابع ذهبية للجزائر في دورة وهران، ويسير على درب كل من رضا بن قدور، صاحب أول ذهبية متوسطية للكاراتي الجزائري في دورة باري 1997، وكذا زميله حاليا في المنتخب حسين دايخي، الذي كان قد انتزع ذهبية في تاراغونا، إلا أنه فشل في المحافظة على لقبه المتوسطي، واكتفى بالفضة في النسخة الحالية.
وفي سياق متصل، فإن منتخب المصارعة الإغريقية الرومانية، فتح صفحة جديدة في سجل الرياضة الجزائرية، وذلك بنجاحه في انتزاع أول ذهبية في الألعاب المتوسطية، وكان ذلك بفضل المصارع بشير سيد عزارة، الذي أكد على أنه بطل متوسطي بامتياز، بعدما حسّن انجازه الشخصي، على اعتبار أنه كان قد أحرز فضية في دورة تاراغونا، قبل أن ينتزع الذهب في هذه الطبعة، لينهي المشاركة المميزة للنخبة الوطنية في هذه التظاهرة، خاصة بعد تألق الثنائي إسحاق غيو وعبد الكريم أوكالي، ليحصل كل مصارع على الفضية، ويخرج هذا الاختصاص من دورة وهران بحصاد تاريخي.
إلى ذلك، فإن منتخب الجيدو تمكّن من العودة لمعانقة الذهب من جديد، بعد الفشل في حصد أي ميدالية من المعدن النفيس على امتداد آخر ثلاث دورات، والفضل في ذلك يعود للمصارع إدريس مسعود رضوان المتوج بميدالية ذهبية حفظت ماء وجه الجيدو الجزائري، سيما وأن عارضة الطموحات كانت عالية، في وجود بعض المصارعين من أصحاب الخبرة، لكن المشاركة لم ترق إلى مستوى التطلعات، والخيبة كانت كبيرة بعد خروج كل من عبد الرحمان بن عمادي، صونية عسلة وكوثر وعلال دون ميداليات، وهو الثلاثي الذي كان مرشحا للتواجد فوق المنصة، بينما أنقذ الثنائي محمد سفيان بن رقعة ومصطفى ياسر بوعمار المشاركة بفضيتين، فضلا عن برونزية أمينة بلقاضي، ليكون حصاد الجيدو الجزائري في دورة وهران 4 ميداليات من بينها ذهبية وحيدة، بمشاركة 14 مصارعا، مع فشل بلال يعقوبي، يمينة حلاتة وفايزة عيسى حين في نهائيات البرونز، وكذا الإقصاء المبكر لكل من رشيد شراد، عماد بن عزوق وإيمان رزوق من الأدوار الأولى.
بالموازاة مع ذلك، فقد كانت "النكسة" كبيرة في رياضة المصارعة الحرة، لأن تواجد 10 مصارعين في المنافسة لم يكن كافيا لإهداء الجزائر ولو ميدالية واحدة، وأفضل انجازات هذا الاختصاص، تمثلت في تنافس الرباعي عبد القادر إيكال، فاتح بن فرج الله، عبد الحق خرباش وكذا سوداني مستورة على البرونز، إلا أن الفشل كان جماعيا، في حين ودع محمد خليل بلال التصفيات من أول الأدوار، وكذلك الحال بالنسبة لخمس مصارعات أخريات، لتصنع بذلك المصارعة الحرة الاستثناء في دورة وهران، باعتبارها رياضة "البساط" الوحيدة، التي لم تتحصل على أي ميدالية، بينما كانت الاختصاصات الثلاثة الأخرى ذهبية.
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى