سرار وزفيزف في سباق ثنائي لرئاسة الفاف

تُعقد صبيحة اليوم، بداية من الساعة العاشرة صباحا، بقاعة المؤتمرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة، أشغال الجمعية العامة الانتخابية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، على وقع «سوسبانس» كبير من أجل التعرف على هوية الشخصية رقم 23، التي سيفرزها الصندوق لتولي رئاسة الفاف، دون احتساب الفترات الانتقالية، التي كانت قد شهدت مرور 6 رؤساء مؤقتين على هذا المنصب، وهذا في وجود مرشحين يتنافسان على خلافة شرف الدين عمارة على رأس أعلى هيئة كروية وطنية، ويتعلق الأمر بجهيد زفيزف وعبد الحكيم سرار.

دورة اليوم، تكتسي الطابع الاستثنائي، على اعتبار أنها كانت من العواقب الحتمية لاستقالة شرف الدين عمارة من رئاسة الفاف، بعد عهدة لم تدم سوى 380 يوما، وقرار حل المكتب الفيدرالي وضع شرعية الاتحادية على كف عفريت، في «سيناريو»، كان كافيا لضرب الاستقرار الذي كانت قد شهدته المنظومة الكروية الجزائرية على امتداد آخر عشريتين من الزمن، مما يعني بأن الفاف أصبحت بصدد البحث عن الشرعية من خلال موعد اليوم، بصرف النظر عن التحديات التي تنتظر الطاقم الجديد، خاصة وأن اللوائح القانونية تضعه أمام عهدة انتقالية، ستتواصل إلى غاية مارس 2025.
من جهة أخرى، فإن معالم المشهد الانتخابي تغيّرت بالمقارنة مع ما كانت عليه في الدورات الفارطة، لأن السباق الثنائي على رئاسة الفاف، غاب عن الساحة الكروية الجزائرية منذ جانفي 2006، وهي آخر مرة كان فيها التنافس على زعامة قصر دالي إبراهيم بين جناحين، ودخول جهيد زفيزف وعبد الحكيم سرار المعترك الانتخابي أعطى «نكهة» مميزة لدورة اليوم، على اعتبار أن كل طرف يسعى لحصد الأغلبية النسبية التي تسمح له بكسب الرهان، وذلك بمراعاة ما هو منصوص عليه في الفقرة 5 من المادة 26 من القانون الأساسي، لأن التركيبة الحالية للجمعية العامة للفاف، تتشكل من 97 عضوا، من بينهم 87 يحوزون على حق التصويت، الأمر الذي يجعل التنافس محتدما من أجل كسب تزكية 44 عضوا، لضمان الفوز بالانتخابات.
نشاط ساخن في «الكواليس» بحثا عن 44 صوتا
هذه الحسابات تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، ونشاط «الكواليس» مرشح لبلوغ الذروة حتى داخل القاعة، لأن نظام الانتخابات يلزم كل مترشح للرئاسة، بتقديم ملف يتضمن مشروع برنامج عمل، وكذا قائمة من 17 عضوا، 12 منهم مرشحون للظفر بعضوية المكتب الفيدرالي، وهو الإجراء القانوني الذي كان وراء تشكيل «تكتلات»، وذلك بالأخذ في الحسبان تركيبة القائمة التي راهن عليها كل مترشح، والأصوات التي يمكن أن يجلبها كل عنصر من القائمة، ومع ذلك فإن زفيزف وسرار عمدا إلى القيام بحملة انتخابية طيلة أسبوع كامل، وذلك بالنزول إلى القاعدة، وعقد جلسات عمل مع رؤساء الرابطات والنوادي المحترفة، بحثا عن المزيد من الدعم، وقد قام كل مترشح بدوريات ماراطونية من شرق إلى غرب البلاد.
سباق خلافة شرف الدين عمارة على رأس الفاف سيكون بمعطيات مختلفة، لأن سرار قرر خوض أول مغامرة له في تسيير الهيئات الكروية، بعد تجربة طويلة في النوادي، بينما حاول زفيزف اللعب على ورقة الخبرة التي كان قد اكتسبها من تجاربه السابقة في المكتب الفيدرالي، انطلاقا من سنة 2006، وقد تواجد إبن الخروب ضمن الهيئة التنفيذية للفاف في 3 عهدات، وكان ضمن الطاقم الإداري للمنتخب الوطني، وهو المنصب الذي عاد ليشغله مجددا منذ نحو 4 أشهر.
إلى ذلك، فإن المميز في السباق الثنائي من أجل رئاسة الاتحادية هذه المرة، اختلاف الجناحين المتنافسين في استراتيجية العمل المنتهجة، لأن زفيزف الذي تحصل على تفويض من إدارة النادي الرياضي القسنطيني، للحصول على صفة العضوية في الجمعية العامة، راهن على عامل الخبرة في تسيير الهيئات الكروية، وقد جسد ذلك من خلال ضم بعض الوجود من «الحرس القديم» إلى قائمة، في صورة كل المجاهد محمد معوش، الذي سبق لع العمل مع كل من روراوة، زطشي وعمارة، إضافة إلى اللاعب الدولي السابق حكيم مدان، الباحث عن عهدة أخرى في الفاف، وكذا نسيبة لغواطي، التي كانت ضمن طاقم عمارة، ورئيس رابطة أم البواقي محمد غوتي الساعي للعودة مجددا إلى الاتحادية، بعد تجربة أولى له مع زطشي، كان قد تولى خلالها رئاسة اللجنة الفيدرالية للتحكيم، في حين تبقى كتلة النوادي ممثلة في الطاقم المقترح من طرف زفيزف بكل من عزالدين بن ناصر، كريم شتوف، جمال مربوط وعز الدين أعراب.
على النقيض من ذلك، فإن سرار حاول المحافظة على خط سيره عند ضبط القائمة، وهو الذي قرر دخول السباق بعد ترسيم روراوة، لتراجعه عن فكرة العودة مجددا لرئاسة الفاف، وحصوله على تزكية هذا الجناح، جعلته يقرر لعب ورقة التغيير الجذري في الهيئة التنفيذية،  مع منح الفرصة لبعض الدوليين السابقين، على غرار لخضر بلومي وتاج بن ساولة، مع منح أعلى حصة من المقاعد في قائمته لكتلة ممثلي النوادي، في وجود 5 مفوضين عن الرابطات، غالبيتهم من الوجوه الجديدة.
صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى