اعترف السباح أسامة سحنون أنه مر خلال السنوات الثلاث الماضية، بصعوبات جعلته يفكر حتى في التوقف عن ممارسة الرياضة، قبل أن يستجمع قواه ويصمم - كما قال - على النهوض من جديد والعودة إلى المنافسة على الألقاب، مؤكدا في حوار مع النصر أن البرونزية التي نالها في دورة وهران لألعاب البحر المتوسط، ثمرة عمل وتعب وتضحيات، وأنه يخطط لأن يتبعها بانتصارات أخرى، بداية من البطولة العربية المقررة بوهران بعد أيام، وصولا إلى اولمبياد باريس الذي يراهن فيه على بلوغ "البوديوم"، ولما لا إهداء الجزائر ميدالية تاريخية في رياضة السباحة.

كما عاد ابن مدينة قسنطينة  في ذات الحوار، إلى تكريم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منتهزا الفرصة لشكر الرئيس والسلطات العليا على مرافقتهم لكل الرياضيين وتوفير ظروف التحضير الجيد، والتي كللت في النهاية بالبصم على مشاركة تاريخية، ونيل 20 ذهبية في حصيلة تعتبر تاريخية، والأفضل بالنسبة للجزائر على مر التاريخ.
*نبدأ من حفل رئيس الجمهورية أول أمس، لما حظيت رفقة باقي الأبطال بحفل استقبال وتكريم، كلمة  عن المناسبة؟
كان لي الشرف أن حظيت أول أمس، رفقة باقي الأبطال ممن كان لهم شرف تمثيل الجزائر في دورة ألعاب البحر المتوسط والحصول على ميداليات، باستقبال وتكريم من قبل السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ولا يسعني في هذا المقام سوى تقديم أسمى عبارات الشكر والامتنان للسيد الرئيس، الذي كان سندا حقيقيا لكل الرياضيين قبل وأثناء وبعد الألعاب، وساهم بتوجيهاته وتعليماته لكل المسؤولين في توفير ظروف التحضير الجيد لكل الرياضيين، ما انعكس على النتائج والحصيلة، الأفضل والأحسن حسب الأرقام والإحصائيات على مر التاريخ.
تلقيت تهاني من أصدقـائي الأجانب على التنظيم الرائع والجيّد
أقول له شكرا السيد الرئيس على دعمكم ومرافقتكم، ونعدكم إن شاء الله بمواصلة العمل والاجتهاد لرفع الراية الوطنية عاليا في كل المحافل الإقليمية والقارية والدولية.
*ماذا قال لكم رئيس الجمهورية خلال هذا الحفل؟
لقد كان سعيدا جدا بالنتائج المحققة، وطلب منا العمل والاجتهاد ووعدنا بمواصلة المرافقة والدعم وتوفير كل شروط التحضير الجيد لكل أبطال الجزائر في مختلف الاختصاصات، كما طلب مني العودة سريعا للمستوى الذي كنت قد بلغته قبل سنوات، وأهلني في النسخة 18 من ألعاب البحر المتوسط، لحصد ميداليتين الأولى ذهبية في سباق 100 متر سباحة حرة، والثانية فضية في اختصاص 50 مترا سباحة حرة.
*عقب النجاح في ضمان ميدالية برونزية في سباق 50 مترا سباحة حرة، كتبت في صفحتك عبارات قرئت على أنها رسالة أو رد، هل من تفسير ؟
حقيقة، لقد مررت بفترة صعبة خلال السنوات الثلاث الماضية، حتى أنني فكرت في التوقف، لكن الحمد لله وبفضل أيماني الكبير والاجتهاد والتفاني في العمل، تمكنت من العودة وظفرت بميدالية برونزية، وصفتها في حوار مع جريدتكم بأنها "برونزية من ذهب"، كونها تحققت في ظروف خاصة، كما أنني تمكنت خلال هذه البطولة من النزول تحت عتبة 23 ثانية عند قطع مسافة ال50 مترا، وهي المرة الأولى هذا العام، وفي سباق صعب وسريع، وأتمناها أن تكون بادرة خير لانجازات جديدة.
أقول للرئيس تبون شكرا على دعمكم ومرافقتكم لكل الرياضيين
*الجزائر أنهت المنافسة في المركز الرابع بعد جمع 53 ميدالية منها 20 ذهبية، كلمة عن هذه الحصيلة؟
المشاركة الجزائرية في دورة وهران كانت تاريخية، كما أجمع على ذلك مختلف المتتبعين، والنجاح في نيل 53 ميدالية منها 20 ذهبية، يعتبر مكسبا كبيرا للرياضة الجزائرية، التي بصمت على أفضل تمثيل جزائري في مختلف طبعات هذه الألعاب، وفي هذا الإطار علي الافتخار كرياضي كان ضمن هذه البعثة، وشارك في الحصاد القياسي.
*النجاح في دورة وهران، لم يقتصر على نتائج الرياضيين، بل تعدى حتى الجانب التنظيمي، كيف  تقيّم الدورة وهل لك أن تنقل لنا انطباعات رفاقك الأجانب ممن حضروا الدورة؟
صدقني، لقد كنت جد فخور ببلدي ومدينة وهران، وأشكر من منبركم المنظمين، على الصورة الرائعة التي منحوها عن بلدنا، لقد كان التنظيم جد رائع ومبهر، وحتى الرياضيين الأجانب بهروا بنوعية المنشآت والظروف المحيطة بالدورة، وكنت جد سعيد عند تطرقنا لهذا الموضوع في جلساتنا بعيدا عن المسابح، حقا لقد قدمت الطبعة 19 من الألعاب المتوسطية، صورة جيدة عن الجزائر القوية والمضيافة والقادرة على رفع التحدي في كل المجالات.
*تتويجات رياضة السباحة كانت بفضلك وأيضا زميلك جواد صيود، كلمة عن "ثلاثية" ابن مدينتك؟
جواد زميلي، وقد سعدت وفرحت لما حققه، فبعدما نلت أنا الذهب في الدورة السابقة، التي جرت بمدينة "تاراغونا" في إسبانيا، كان عليه الدور لترصيع مشاركة المنتخب الوطني للسباحة، بثلاث ميداليات منها واحدة ذهبية، لقد شكرته ودعمته وأتمنى له مشوارا حافلا بالألقاب.

عدت من بعيد وهذا سر منشوري على صفحتي بالفايسبوك
*رياضيو ولاية قسنطينة منحوا الجزائر تسع ميداليات، أكيد أن هذا الأمر يجعلكم تشعرون بالفخر؟
هذا أكيد، أنا أو زميلي صيود وأيضا ياسر تريكي ويونس نموشي وإشراق شايب وشعيب بولوذينات، نشعر كلنا بالفخر لأننا ننتمي لهذه المدينة المعروفة على أنها مشتلة عدة رياضات، وأتمنى في هذا المقام من السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي مسعود جاري دعم الرياضيين لتحقيق المزيد.
*بعد طي صفحة ألعاب البحر المتوسط، تنتظركم عدة رهانات تنوي كما قلت في بداية الحوار، وضعها كمحطة لإثبات عودتك القوية، كلمة عن الاستحقاقات المقبلة؟
كما تعلمون، سأكون رفقة بقية عناصر المنتخب الوطني للسباحة على موعد بداية من هذا الأربعاء، مع البطولة العربية للسباحة المقررة أيضا بمدينة وهران، وهي المنافسة التي سأسعى فيها للاستثمار في الجاهزية المعنويات المرتفعة، بعد الفراغ من المشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط، من أجل حصد مزيدا من الميداليات، خاصة وأنني سأشارك في ثلاثة سباقات، الأول يخص 100 متر سباحة والثاني 50 مترا في ذات النوع، أما الثالث فسيكون رفقة رفاقي في سباق التتابع.
انبهـرنا بـ "عالميـة" المنشآت والدورة سوّقت لأجمل صوّر الجزائر
*بعدما حدث في أولمبياد طوكيو، وقبل 3 سنوات عن النسخة المقبلة، إلى ما يطمح سحنون خلال طبعة باريس؟
أولمبياد باريس هدف رئيسي لكل الرياضيين، لأن اعتلاء "البوديوم" ونيل ميدالية في الألعاب الأولمبية يبقى الحلم الذي يراود كل رياضي، ومن جهتي فتحضيراتي سواء مع فريق الألماني أو مع المنتخب ستتمحور حول  بلوغ محطة باريس في أفضل جاهزية وأحسن مستوى، وهي النقطة التي أخذت حيزا أيضا خلال تكريمنا من قبل السيد رئيس الجمهورية، حيث طالبنا بالتحضير والمثابرة لأجل رفع الراية الوطنية عاليا في العاصمة الفرنسية.
أخيرا، تكريمك تزامن مع تشريف الرئيس تبون للبطل أنيس حلاسة باستقبال، بعد إنجازه الرائع فجر عيد الأضحى، لما أهدى الجزائر ذهبية الألعاب العالمية ببرمنغهام، كلمة لهذا البطل وابن مدينتك؟
أنيس حلاسة شاب وبطل من ذهب، لقد بصم على إنجاز عالمي رائع، وهو ما يعكس حجم المواهب التي تختزنها الجزائر، وأتمنى له مشوارا حافلا وأن يحظى بالراعية والعناية، ليقيني من مقدرته على الظفر بتتويجات أخرى، تضعه في صدارة الرياضيين في اختصاصه ووزنه على المستوى العالمي.
حاوره : كريم كريد

الرجوع إلى الأعلى