أكد العميد الطاهر عثماني قائد القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني، أمس الأربعاء بوهران، أن ما يقوم به حرس الحدود على طول 413 كلم تجمعنا بالمغرب، هي عمليات لمكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها خاصة التصدي لشبكات تهريب المخدرات، وليس إجراءات سببها أزمة أمنية حدودية، موضحا أن حالات إطلاق النار من طرف حرس الحدود من الجهتين نادرة ولا تتم إلا لمواجهة العصابات الإجرامية. كما أعلن عن مشروع للتغطية الإلكترونية للحدود مع المغرب ، معتبرا هذا الإجراء ليس ردا على الجدار الإلكتروني المكهرب الذي أعلنت الرباط مؤخرا عن الإنتهاء من إنجازه.
تطرق العميد الطاهر عثماني  قائد القيادة الجهوية للدرك الوطني بوهران، خلال ندوة صحفية نشطها رفقة أركان القيادة، لشرح وتفصيل الحصيلة السنوية لنشاطات مختلف تشكيلات الدرك الوطني الناشطة عبر 12 ولاية بالجهة الغربية للوطن، إلى الإجراءات الجديدة التي ستتخذها القيادة الجهوية من أجل محاصرة وتضييق الخناق أكثر على المهربين وعصابات الجريمة المنظمة، وتأمين أكثر للحدود الغربية، حيث أعلن عن مشروع التغطية الإلكترونية للحدود دون التفصيل فيه، معتبرا هذا الإجراء ليس ردا على الجدار الإلكتروني المكهرب الذي أعلنت المغرب مؤخرا عن الإنتهاء من إنجازه، ولكن حسب القائد الجهوي هي تدابير جديدة غير السواتر الترابية التي تم حفرها عبر جزء كبير من الشريط الحدودي، والتي مكنت ـ مثلما قال العميد عثماني ـ من تحقيق الغاية منها بنسبة مائة بالمائة لأنها منعت المهربين من إستعمال السيارات التي كانت تسمى المقاتلات كونها كانت تخترق الحواجز الأمنية وتتسبب في عدة حوادث مرور بشرية، مضيفا في ذات الصدد، أن المهربين المغاربة أصبحوا يخترقون الستائر الترابية بوضع ألواح خشبية مجهزة لذلك وكذا صفائح حديدية وغيرها من الأمور التي تسهل عبور الأحمرة التي أصبحت الوسيلة الجديدة للتهريب حيث تم حجز 2974 حمار في 2014.
 وأوضح العميد أن اللجوء للوسائل الجديدة، أصبح حتمية بالنظر لتغيير استراتيجية المهربين نحو المناطق وعرة المسالك، مثل جبل عصفور ذي التضاريس الصعبة، الذي تم فيه حجز كميات كبيرة من الكيف، مما يستلزم الإسراع في تطبيق الإجراءات الجديدة، بالإضافة لفتح مركزين حدودين متقدمين، فيما ستفتح 4 مراكز أخرى قريبا.
وفي ذات السياق، أكد المقدم حيرش محمد  أنه تم خلال 2014 حجز 84,7 طن من الكيف وهذا بإنخفاض قدر بـ 13 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية مما يفسر حسب المتحدث التحكم في نشاط التهريب الذي شمل أيضا حجز أكثر من مليون لتر من الوقود وهذا بزيادة قدرت بـ 23 بالمائة، إضافة إلى ضبط 44 طنا من النحاس كانت ستدخل المغرب بأرخس الأثمان. وبخصوص، تغيير إستراتيجية المهربين، قال العميد عثماني أن الوجهة البحرية كذلك أصبحت منفذا آخر للسموم خاصة تلك التي تذهب للضفة المقابلة من المتوسط، وذكر القائد بآخر ما لفظه البحر  من سموم نتيجة الإضطرابات الجوية الأخيرة، وهي 3 قناطير مخدرات و82 كلغ من الكوكايين ، تضاف للحوالي 1 كغ من هذه المادة التي تم حجزها في عمليات مختلفة في 2014 وخاصة من خلال مخطط دلفين الصيفي الذي يتدفق فيه المهاجرين نحو شواطئ الوطن حاملين معهم أو مستهلكين للكوكايين. كما أعطى العميد أرقاما تشير بأن المغرب ينتج 38 ألف طن من الحشيش سنويا ومنه يتم إستخراج 760طنا من القنب الهندي وبالتالي حسب ذات المصدر "مهما كانت الكمية التي يتمكن المهربون المغاربة من تمريرها، فهي بالنسبة لهم ربحا".

الخط الأخضر أفشل مخططات للإشادة بالإرهاب

أوضح العميد عثماني الطاهر قائد القيادة الجهوية للدرك الوطني بوهران، أن هناك مشروع لتجسيد مراكز إتصال متطورة مربوطة بخدمات الجيل الثالث، منها "الجي بي أس" من أجل التدخل السريع و إعطاء فعالية أكثر للخط الأخضر،حيث سيتم في 2015 تحديد مواقع المتصلين بهذا الرقم خاصة في القضايا الخطيرة التي تستدعي التدخل الفوري، مشيرا أن التبليغات على الإرهاب وصلت إلى 5 اتصالات في 2014، و ثلاثة عن شبكات تهريب المخدرات.
وفي هذا الإطار، قال المقدم فرخي نوار رئيس المركز الجهوي العملياتي بالقيادة الجهوية، أن فعالية الخط الأخضر للدرك تجسدت العام المنصرم في رصد تحركات عناصر إرهابية في مختلف الولايات، وهذا بعد تعرف المواطنين عليهم إثر توزيع صورهم وتعليقها في مختلف الأماكن، وتم القبض على عنصر دعم وإسناد لجماعة إرهابية متواجدة في سيدي بلعباس، كما مكّن من إفشال مخطط دعم وتجنيد للشباب عن طريق الأنترنيت بعد توقيف شاب كانت له علاقة بجماعة داعش من أجل تجنيد عناصر والإلتحاق بالتنظيم وتمت العملية في إحدى قرى تلمسان. وفي هذه الولاية الحدودية التي يوجد بها منافذ لتهريب الذخيرة الحية، قال العميد أن هذه الذخيرة موجهة غالبا لبنادق الصيد ولكن لا يمكن الجزم بأنها غير مستغلة لدى عصابات التهريب أو الإرهابيين.    

هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى