بدأت محافظة الغابات بقالمة في إنجاز آبار مياه للتخفيف من أزمة العطش التي تعيشها المناطق الجبلية بعدة بلديات نائية.  و حسب محافظة الغابات، فإن هذه الآبار تشتغل بالطاقة الشمسية لضخ المياه من عمق البئر إلى الحنفيات،
و الأحواض المعدة لسقي قطعان المواشي المتضررة من أزمة العطش المستمرة منذ بداية الصيف.
و قد استلمت المحافظة مؤخرا بئرين يشتغلان بالطاقة الشمسية بمنطقة الزعلانية الجبلية الواقعة ببلدية عين بن بيضاء شرقي قالمة، أين يشتكي السكان هناك من نقص كبير في المياه، بعد أن جفت المنابع السطحية التي ظلت المصدر الرئيسي الممون للمنازل الريفية و قطعان المواشي التي تعد المصدر الرئيسي لمعيشة السكان.   
و تحرص محافظة الغابات بقالمة على جودة الإنجاز و فرض رقابة مشددة على المقاولات و حثها على احترام المقاييس الهندسية و التقنية، المتعلقة بحجم و عمق الآبار، وكذلك نوعية الخرسانة و التسليح و تركيب نظام الطاقة الشمسية، لتشغيل المضخات على مدار الساعة، و تعبئة الأحواض المخصصة لسقي قطعان المواشي و توفير المياه في الحنفيات كلما احتاج السكان إلى المياه الصالحة للشرب.   
و تعمل محافظة الغابات بقالمة على تنمية المناطق الجبلية النائية من خلال برامج لفك العزلة، و حفر الآبار و إنشاء محيطات الأشجار الاقتصادية و الأشجار المثمرة، لتوفير مناصب العمل و مصادر الدخل، إلى جانب منح روؤس الأغنام و الأبقار و خلايا النحل لهؤلاء السكان الذين يواجهون اليوم تحديات كبيرة بسبب الجفاف الذي أطبق على المناطق الجبلية، و أصبح يهدد قطعان المواشي و بساتين الأشجار المثمرة و المداجن.
و يتحمل هؤلاء السكان أعباء مالية كبيرة لجلب المياه عن طريق الصهاريج، عبر مسالك وعرة
و مسافات طويلة و مرهقة، و ذلك انطلاقا من مسطحات مائية و مجاري طبيعية، ما زالت تحتفظ ببعض مائها، لكنها تواجه هي الأخرى خطر الجفاف كما حدث مؤخرا بسد قفطة ببلدية نشماية، عندما غارت المياه و فقد السكان و المزارعون أحد أهم المصادر المائية السطحية بالمنطقة.  
و تعد منطقة معيزلات الجبلية، ببلدية عين بن بيضاء، واحدة من أكبر المناطق استفادة من برامج محافظة الغابات بقالمة،
و ذلك من خلال مشاريع التشجير الكبرى، و شق المسالك الجبلية، و توفير المياه و خلايا النحل و رؤوس الأغنام و الأبقار، لتحسين معيشة السكان
و مساعدتهم على البقاء وسط طبيعة قاسية، للمساهمة في جهود إعمار المناطق المهجورة،
و تنمية الاقتصاد الريفي
بالمنطقة.                          فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى