فتح العائد إلى تدريب مولودية قسنطينة سمير حوحو قلبه للنصر، وتحدث عن عديد الأمور المتعلقة بالنادي، والأهداف المسطرة الموسم القادم، كما لم يتوان لاعب الموك الأسبق في الثناء على الرئيس الجديد حمزة بن راشي، الذي وصفه بالمخلص، مطالبا بمنحه الوقت لتجسيد المشروع الذي أتى من أجله.

* حاوره: حاتم بن كحول

* عدت لتدريب مولودية قسنطينة، بعد غياب دام لسنوات، كيف كان ذلك؟
نعم غبت لأربع سنوات، إلا أني لم أنقطع عن متابعة أخبار النادي، وكما يعلم الجميع فإن اسم سمير حوحو مرتبط بمولودية قسنطينة، ولذا كنت مطلعا على كل صغيرة وكبيرة، رغم أني كنت أدرب فرقا أخرى، قبل أن أتلقى اتصالا من رئيس الفريق الذي أكد لي رغبته في تعييني على رأس العارضة الفنية في حالة انتخابه رئيسا.
* استجبت بسرعة للاتصال، رغم أنك كنت تملك عروضا من فرق أخرى، ما هو السبب؟
كما سبق وأن قلت، عرض علي الرئيس الفكرة حتى قبل انتخابه، ورغم افتقار حمزة بن راشي للخبرة، إلا أنني رأيت فيه الشخص المناسب، خاصة بعد وقوفه مع النادي في أحلك الظروف، وكان حينها الفريق قاب قوسين أو أدنى للسقوط.
* ألم تتخوف من العمل مع رئيس شاب، لا يملك الكثير من الخبرة؟
رئيس الفريق «ابن عائلة» ومتخلق، ولمست فيه الصدق في العمل والنية الصافية لقيادة الموك نحو تحقيق الأهداف، كما أنه ساعد النادي في أحلك الظروف الموسم الماضي رفقة بقية الأنصار، وطبيعي أن يخطئ مستقبلا، لأنه يقضي عامه الأول في التسيير، و لو أنه يمتلك أهم صفات النجاح، وهي حب الفريق والإخلاص له، ويمكننا مساعدته بفضل خبرتنا في تسيير النادي، كما أشكره على ثقته التي وضعها في شخصي، كما أن الموك فريقي الأول ولا يمكن رفض تدريبه رغم أني كنت أملك بعض العروض.
* دربت الفريق من قبل، وحققت نتائج متباينة، هل وجدت هذه السنة أجواء مختلفة عن السابق؟
دربت الموك مرتين من قبل، الأولى مع الرئيس الأسبق عبد الحق دميغة وكان ذلك قبل قرابة 10 سنوات، وأشرفت على الفريق في منتصف الموسم، والمرة الثانية مع الرئيس حمانة، وقدت الفريق أيضا بعد مرور 5 جولات، والأمر الايجابي هذا الموسم، هو إشرافي على التحضيرات، كما وجب أن ننوه إلى نقطة جد إيجابية، وتتمثل في تعيين المدرب قبل استقدام اللاعبين، وهو أمر نادر حدوثه في البطولة الجزائرية، ولكن فريق مولودية قسنطينة كان استثناء.
* العديد من الأنصار عبروا عن سعادتهم بعد تعيينك مدربا للموك، ماذا يعني لك ذلك؟
شرف لي أن يسعد الأنصار بقدومي على رأس العارضة الفنية، وتجلى ذلك من خلال الرسائل والمكالمات التي تلقيتها، وهو ما يشرفني كثيرا، كما يمنحني مسؤولية أكبر من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، أتمنى ألا أخيب ثقتهم وأضمن لهم فريقا جيدا منظما ويلعب كرة جميلة وخاصة منضبطا وهي أبرز نقطة أركز عليها.
* كيف عشت سيناريو الجولة الأخيرة من الموسم المنصرم، أين كان الفريق قريبا من السقوط؟
سيناريو اللقاء الأخير، سيبقى راسخا في الأذهان ومصير الموك ارتبط بما سيحدث خلال 5 دقائق في مباراة أخرى، كنت حينها في العاصمة وأتابع المجريات دقيقة بدقيقة وقلبي كاد يتوقف من شدة الخوف على سقوط الفريق إلى قسم ما بين الرابطات، والذي يعد من أصعب الأقسام لأني دربت أندية تنشط فيه، والمولودية بتاريخها الكبير كانت ستعاني في هذا القسم، ولكن بفضل تضحيات الرجال ضمن الفريق بقاءه في آخر لحظة.


* ما رأيك في الانتدابات، وهل أشرفت عليها شخصيا؟
أغلب العناصر المستقدمة لم أستقدمها شخصيا، إلا أني منحت موافقتي للتعاقد معها، بصفتي المدرب والتقني، استفسرت عن اللاعبين وإذا ما كانوا يتجاوبون مع طريقة اللعب وأجواء الفريق، كما أغتنم الفرصة للاعتذار من المناجرة الذين عرضوا علينا عشرات السير الذاتية، منهم لاعبين ممتازين، ولكن لا يمكن التعاقد معهم جميعا، ولدينا طريقة في اختيار المنتدبين حسب إمكاناتنا المادية، لأن الفريق يعيش أزمة مالية على غرار جل الأندية الجزائرية ولكن الأهم هو تمكن الإدارة من توفير سيولة مالية مكنت من الانطلاق في الانتدابات ثم التحضيرات.
* ما هي المعايير التي اعتمدتموها أثناء القيام بالتعاقدات؟
هدفنا كان الاحتفاظ بالركائز، على غرار اللاعب بزاز، كما رغبنا في التعاقد مع لاعبين من قسنطينة ممن أدوا مواسم جيدة، ولكن مطالبهم المالية أكبر من إمكانياتنا، وهو المخطط الأول الذي رغبنا في تجسيده، لكن انتقلنا إلى المخطط البديل وهو جلب لاعبين من خارج قسنطينة، وشروط التعاقد يعلمها ويحددها المدرب، وأبزرها أن يكون اللاعب تنافسي وشارك في عدة مباريات ويتوافق مع طريقة لعب الموك والأجواء المحيطة بها، كانت لدينا اقتراحات وأنا كمدرب لا يمكنني جلب الجميع، وقمنا بانتقاء الأسماء التي تناسبنا ولدينا لاعبين فقط من الغرب و3 من الوسط والبقية من الشرق الجزائري.
* هل عملية التعاقدات لا زالت مستمرة، وما هي المناصب التي ستتدعم؟
التعداد حاليا يضم 20 لاعبا، سنتعاقد مع ثلاث لاعبين منهم حارس مرمى، وممكن أن ندعم الهجوم بلاعب جناح، والأهم بالنسبة لنا هو ألا يفوق عدد اللاعبين 25 لاعبا، لصعوبة العمل مع عدد أكبر، كما أنني أرغب في ترك إجازتين شاغرتين للميركاتو الشتوي تحسبا لأي طارئ.
* هل قمت باختيار طاقمك الفني، وما رأيك في الأسماء المكونة له؟
وجب التأكيد أن سياسة الإدارة الجديدة، تتمثل في جلب طاقم فني من قسنطينة أو من أبناء النادي ويتميزون بالكفاءة في نفس الوقت، ويتكون من مالك دواس وهو ابن الفريق وزميلي وصديقي، وعمل معي في فريق مولودية قسنطينة وكذا موسمين في شبيبة جيجل، وهو مساعدي الأول، ويفهم جيدا طريقة عملي وأثق فيه كثيرا، أما مدرب الحراس شعيب بوعبلو فهو ابن الفريق أيضا ومتحصل على شهادات وأثبت قدراته، والمحضر البدني قاسمي الذي يعتبر دكتور ومدرس وله من المستوى ما يرجحه للنجاح في مهمته، وأظن أن الطاقم الفني له ما كيفي من الكفاءة من أجل قيادة الموك نحو بر الأمان.
* كيف يسير برنامجكم التحضيري، وهل برمجتم مباريات ودية؟
نعم سطرنا برنامجا يمتد لأربعة أسابيع، دخلنا الأسبوع الأول من التحضيرات والذي برمجنا فيه حصة واحدة وحصتين في اليوم، وتفادينا برمجة حصتين يوميا لأن اللاعبين كانوا متوقفين عن المنافسة ولا نعلم مدى جاهزيتهم البدنية، ورفضنا المغامرة بهم، وبعد نهاية الأسبوع وتحديدا يوم الجمعة، سنخضع التعداد لاختبارات بدنية، لتقييم اللاعبين وحينها تكون لنا نظرة أو مؤشرات تمكن من تحديد برنامج الأسبوع الثاني، والذي ستتخلله مباراتين وديتين الأولى في نصف الأسبوع القادم وربما يوم الثلاثاء أمام فريق محترم، وسنشرك الجميع وسنبرمج مباراة أخرى في نهاية الأسبوع.
وبعد انتهاء الأسبوع الثاني في قسنطينة سنتنقل للعاصمة، من أجل إقامة تربص ثان لمدة 12 يوما من أجل إكمال التحضيرات للأسبوع الثالث والرابع، والذي سنركز فيه على الناحيتين التقنية والتكتيكية مع برمجة 4 مباريات ودية من أجل خلق الانسجام بين اللاعبين، وإذا تمكنا من ضمان 6 إلى 7 مباريات قبل بداية البطولة سيكون كافيا.
* ما رأيك في رزنامة الموسم الجديد؟
أنا من المدربين الذين لا يهتمون كثيرا برزنامة المباريات، لأن المباريات مختلفة وتحدث مفاجآت وأحيانا تعتبر مقابلة سهلة وتخسرها ويحدث العكس في أخرى، الأهم بالنسبة لي هو تحضير الفريق لجميع المقابلات، داخل الديار وخارجها ومن جميع النواحي بندينا وفنيا وتكتيكيا وخاصة نفسيا ووجب على اللاعبين أن يعوا ضرورة تبليل قميص الموك وإعطاء كل ما لديهم على أرضية الميدان وأن يكونوا محاربين على أرضية الميدان.
* ما هو الهدف الذي ستنافسون عليه هذا الموسم؟
حددنا ضمان البقاء بأريحية كهدف لنا هذا الموسم، وأظن أن التشكيلة التي نتوفر عليها جيدة مقارنة بالهدف المحدد أو بالإمكانات المادية، وأظن أنها ستحقق المطلوب بأريحية، ولكن وجب التنويه أن ضمان البقاء لن يتحقق من الجانب الفني فقط، بل بتضافر جهود الجميع من أنصار و إدارة ومحيط ومسؤولين.
* ولكن هناك عدد من الأنصار يرغبون في لعب ورقة الصعود ..
أظن أنه وجب الاستفادة من خبرات الماضي، السنة الماضية الهدف كان هو الصعود، رغم أني أؤكد أن تشكيلة العام الماضي كانت قادرة على لعب هذه الورقة، لكن تسببت ظروف ممكن إدارية أو تتعلق بمحيط النادي جعلته يعيش واحدا من أسوأ مواسمه، وهذه السنة أعتبرها انتقالية برئيس جديد وإدارة جديدة وطاقم جديد، ولكن وجب عدم الضغط على اللاعبين والإدارة، ونتمنى أداء موسم جيد، ونقوم بالتقييم وحوصلة وإذا توفرت الإمكانات المادية السنة القادمة سنلعب على الصعود، ولكن نطمئن الأنصار أننا في مرحلة الذهاب سنقوم بتقييم الحصيلة وإذا كنا فنيا وماديا بإمكاننا لعب الأدوار الأولى سنلعبها، وإذا كنا في مرتبة متأخرة وجب علينا مضاعفة المجهودات للعودة بقوة، لا نعلم كيف سيكون الموسم الجديد، كل المقابلات التي سنخوضها من أجل الفوز سواء داخل أو خارج الديار، ووضع البقاء كهدف لا يعني أننا سنتخاذل في المباريات و سنقيّم حسب النتائج المحققة.
* كلمة أخيرة للأنصار ..
أطلب من الأنصار مساعدتنا، وأنا أثق فيهم كثيرا بعد ما عانوه من سنوات سوداء، ونعدهم أننا لن ندخر أي جهد من أجل إسعادهم، أعدهم بتحقيق البقاء بأريحية وبأننا سنعمل بصدق وسنضحي مستقبلا لأننا أبناء الفريق، وأضيف أننا كطاقم فني نتقبل الانتقادات البناءة ولكن من أشخاص لا خلفيات لهم، وأتمنى من جمهورنا العريض ألا ينساق وراء الإشاعات، كما أغتنم الفرصة من أجل توجيه نداء للسلطات الولائية والبلدية، من أجل ومساعدة هذا الفريق الكبير ماديا
 ومعنويا.                                                ح.ب

الرجوع إلى الأعلى