خلفت الأمطار المتساقطة بغزارة منذ، ليلة أمس الأول، بولاية برج بوعريريج، خسائر مادية وبشرية، تمثلت في وفاة غريق، بعدما جرفته السيول ببلدية مجانة، في حين تمكنت فرق النجدة من إنقاذ و إجلاء 36 شخصا وسحب مركبات غمرتها المياه ببلديات اليشير، مجانة وبرج بوعريريج، كما تدخلت مختلف الفرق ومصالح الأمن لتنظيم حركة المرور بالمدن وعبر محاور الطرقات الكبرى، التي شهدت ارتفاعا في مستوى المياه وانسدادا للقنوات والجسور الصغيرة، بالأجزاء العابرة والمجاورة للأودية.

وقد تابعت النصر، جهود أعوان الحماية المدنية وديوان التطهير وفرق الصيانة التابعة للبلدية ومختلف المديريات، التي تواصلت إلى غاية يوم أمس، لإزالة مخلفات الأمطار الطوفانية على مستوى العديد من الأحياء السكنية، ومحاور الطرقات، لاسيما على مستوى حي الياسمين 72 مسكنا، الواقع بالمدخل الشرقي لمدينة برج بوعريريج، أين كان لنا لقاء بالمكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، أكد فيه تجنيد وتسخير جميع الوسائل المادية والبشرية، بعد تلقي نشرية خاصة من قبل مصالح الأرصاد الجوية تفيد بتساقط أمطار غزيرة بإقليم الولاية .
وأشار ذات المتحدث، إلى تسجيل عشرات التدخلات عبر العديد من البلديات، خاصة على مستوى مجانة، اليشير وبرج بوعريريج، التي كانت أكثر تضررا من التقلبات الجوية والتساقط الغزير للأمطار، حيث تدخلت لإجلاء جثمان غريق (م-ع) يبلغ من العمر 73 سنة، عثر عليه على بعد حوالي 300 متر من مستودعه المخصص لتربية المواشي، بعدما جرفته سيول المياه من مجرى واد المرج المجاور للمزرعة، إلى جانب نفوق 8 رؤوس من الأغنام وانهيار جزئي للمستودع.
كما سجل على مستوى بلدية مجانة، تجمع كميات من المياه بالطرقات والساحات المحيطة بالسكنات والعمارات، ما استدعى تدخل فرق الحماية عبر 8 نقاط، وإجلاء 6 أشخاص من منازلهم بسبب تسرب مياه الأمطار، فضلا عن إجلاء سيارات محصورة وتسهيل حركة المرور على الطريق الوطني رقم 106 في جزئه العابر لوادي ورديق بالمدخل الرئيسي للمدينة، بعدما عرف توقفا خلال فترة التساقط.
السيول تغمر مركبات وتربك حركة المرور
وشهدت بلدية اليشير هي الأخرى، فيضانات بالأحياء والطرقات المجاورة للوادي الفارغ، مخلفة شللا في حركة المرور عبر الطريق الوطني رقم 5، بوسط المدينة وعلى مستوى المحول القديم، ما حتم على مستعمليه ركن سياراتهم بعيدا عن مصبات المياه، في حين غمرت السيول العديد من المركبات بالجزء القريب من الوادي الفارغ، وعلى مستوى وادي لاشبور أين تم إجلاء سيارات عالقة .
وأطلقت عشرات العائلات نداءات النجدة، من خلال عرض فيديوهات لسيول المياه الجارفة بأحيائهم السكنية، عرفت تداولا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي و استدعت تدخل مصالح البلدية وفرق النجدة و الإسعاف، عبر الأحياء المتضررة و المنازل التي سجل بها تسرب لمياه الأمطار، وحوادث لانهيار جزئي بمستودعات و منازل قديمة و نفوق العشرات من رؤوس الماشية.
أما ببلدية برج بوعريريج، فقد سمحت تدخلات الحماية المدنية، حسب ما أكده محدثنا، بإجلاء 30 شخصا كانوا محاصرين على مستوى المركب الرياضي «أكواجيم»، وامتصاص المياه المتحجرة من قبو العمارات والساحات المحيطة بحي 200 مسكن وطريق بئر صنب، وتم وضع نقاط مراقبة و استطلاع بالنقاط السوداء لتجمع المياه على غرار واد لاقراف، حي 5 جويلية، محور الدوران الوئام، تجزئة قرواش و حي عين بن عمران.
كما تم التدخل ببلدية المنصورة، لتسريح قنوات الصرف والبالوعات على مستوى الأحياء السكنية والشوارع، عبر 7 نقاط متفرقة، وأجريت عملية استطلاع على مستوى النقاط السوداء على غرار حيي 50 سكنا، والشيحة والطريق الوطني رقم 5 .
استعمال زوارق النجدة لإجلاء و إنقاذ الغرقى
وتواصلت عمليات إزالة مخلفات الفيضانات عبر البلديات المتضررة، منذ الساعات الأولى  لليل وإلى غاية يوم أمس، أين تابعنا جهود فرقة الغطاسين لإجلاء وإنقاذ أشخاص حاصرتهم المياه من كل الجهات، على مستوى المركب الرياضي «أكواجيم» وحي الياسمين بالمدخل الشرقي للمدينة، باستعمال زوارق النجدة، بالنظر إلى ارتفاع مستوى المياه لأزيد من مترين ببعض الأماكن، جراء انسداد قنوات الصرف والبالوعات، حيث تعذر فتحها من قبل العمال لغزارة الأمطار وتفاجئهم بتدفق السيول الجارفة في وقت وجيز، حسب ما أكده شهود عيان.
وتحول المكان إلى مصب للمياه المحملة بالأتربة والأوحال والحشائش وبقايا الجذوع والأغصان، التي غمرت الطرقات والمساحات المحيطة بالحي، بعدما سدت قنوات ومجاري الصرف، متسببة في إرباك المارة وبعض العمال والمواطنين الذين حاولوا إبعاد سياراتهم عن أماكن تجمع المياه، غير أنهم لم يتمكنوا من العودة وبقوا محاصرين إلى أن تدخلت فرقة الغطاسين التي قامت بإجلائهم على متن الزوارق، ونقل أحد الغرقى إلى المستشفى.
واستمرت عملية امتصاص المياه من الطريق وحظيرة ركن المركبات بحي الياسمين التي ارتفع بها مستوى المياه إلى مداخل العمارات بعدما غمرت عشرات المركبات، إلى غاية الساعة الثانية زوالا، أين تمكنت فرق الحماية وديوان التطهير من فتح البالوعات ومشعبات المياه وتنقيتها.
عودة الهدوء بعد قضاء فترات عصيبة في ليلة سوداء
وأشار قاطنو الحي إلى انسداد المنفذ الرئيسي للمياه بالوادي المجاور، ما تسبب في تدفقها عبر الجدار السندي للحي، وغمرها للساحة والطريق المجاور، مطالبين بإعادة النظر في عملية التهيئة، وإزالة ركام الأتربة وبقايا الأغصان ومخلفات السيول من الوادي، لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث التي كبدتهم خسائر مادية لتضرر مركباتهم وغمر المياه للتجهيزات والمحتويات بالمستودعات الواقعة بالقبو، ناهيك عما سببته من ذعر وسط العائلات والأشخاص العالقين، ونجاتهم من الموت بعد تدخل فرق النجدة ومصالح الحماية المدنية .
وقد عاد الهدوء تدريجيا بأغلب الأحياء السكنية بمدينة البرج، بعد ليلة سوداء، قضى فيها سكان الأحياء المنخفضة المجاورة للأودية أوقات عصيبة، وهم يحاولون تصريف السيول المتسربة لمنازلهم، أين اطلعنا في جولة عبر مختلف الأحياء المتضررة، على جهود مختلف الفرق، وخروج مواطنين في حملات لتنقية وتسريح البالوعات وتنظيف محيط سكناتهم، بالإضافة إلى تدخل فرق الصيانة التابعة للبلدية لتنظيف الطرقات وتنقية مجاري وقنوات تصريف المياه، عبر العديد من النقاط، بما في ذلك نفق المقراني الذي أصبح يشكل نقطة سوداء على مستوى حي 500 مسكن، كلما تساقطت الأمطار بغزارة، لوجود عيوب تقنية في نظام ومخطط صرف المياه عبر البالوعات والقنوات التي عادة ما تتكدس بها الأتربة والأوحال، ما يخلف انسدادا بالمجاري وغمر المياه للنفق.
 ع/ بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى