اعتبر المستشار في التنمية الاقتصادية، عبد الرحمان هادف،  أن مسعى الجزائر للانضمام إلى مجموعة « بريكس»، هو خيار استراتيجي ، وأشار إلى أنه ستكون هناك فرصة للجزائر باستغلال  المقومات والآليات الموجودة في هذا التكتل، وكذا استغلال التجارب التي قامت بها دول المجموعة ووضع خطط شراكة فعلية معها،  ومن جانب آخر، أوضح أنه من بين  ميزات  هذا التكتل ، قابلية تحويل التكنولوجيا، ويرى أن الجزائر ، ستصبح  قطبا و قوة إقليمية  وقارية من الجانب الاقتصادي، مع انضمامها لهذه المجموعة.
وأوضح المستشار في التنمية الاقتصادية، عبد الرحمان هادف،  في تصريح للنصر، أمس، أن مسعى الجزائر للانضمام إلى مجموعة « بريكس»، هو خيار استراتيجي بالنسبة للجزائر حاليا، لأنها في مرحلة تحول اقتصادي شامل، مضيفا أن الجزائر تعمل على استغلال كل الفرص التي تسمح لها بإنجاح مشروع  التحول الاقتصادي على الصعيد الداخلي أو الدولي .
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن الانضمام إلى هذه المجموعة، يسمح للجزائر أن تعمل مع مجموعة من الدول التي تعتبر اليوم ، قاطرة النمو في العالم وبالتالي ستكون ذمسعى الجزائر في التحول الاقتصادي وفي الجانب العملياتي -كما أضاف-، فإن الجزائر ومن خلال العلاقات المتميزة مع  الدول المشكلة لهذه المجموعة، ستعمل على وضع خطط شراكة فعلية، وأشار إلى التوقيع على الخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل بين الجزائر و الصين،  مضيفا أنه ستكون هناك شراكات فعلية مع جنوب إفريقيا والهند وروسيا .
واعتبر المستشار في التنمية الاقتصادية، أن الجزائر ماضية في تثمين كل مقومات والثروات الموجودة  وهذا التثمين يكون محليا وهذه ميزة الدول المشكلة لتكتل «بريكس» والتي استطاعت أن تقوم بتثمين ثرواتها محليا  من خلال مشاريع استثمارية كبرى .
وأضاف أن هذا الأمر ، سيمكن الجزائر من رفع قدراتها الإنتاجية ومن خلق  الثروة و خلق القيمة المضافة محليا على عكس ما كان سابقا،  حيث يتم تصدير المواد الأولية، خام ولكن اليوم هناك توجه جديد وهو تثمين المواد الأولية محليا .
 ويرى الخبير الاقتصادي، أن هناك قطاعات لها أولوية بالنسبة للجزائر  والتي أصبحت قطاعات ذات بعد استراتيجي ومنها القطاع المنجمي وقطاع الفلاحة والصناعة والصناعات التحويلية، لافتا إلى أن الجزائر تعمل على تطوير هذه القطاعات مع دول ومنها الدول الموجودة في «بريكس» وعلى سبيل المثل القطاع المنجمي، حيث أمضت الجزائر شراكة مع  الصين،  فيما يخص  منجم غار جبيلات و أيضا  منجم  الفوسفات وهذه دلالة -كما أضاف-، على أن الجزائر تتجه  لاستغلال خبرات وتجارب هذه الدول . كما اعتبر الخبير الاقتصادي، أن من بين  ميزات دول تكتل « بريكس»، أن هناك قابلية لتحويل التكنولوجيا على عكس ما هو موجود في الدول الأخرى ، خاصة الدول الغربية وهذا أمر مهم بالنسبة للجزائر، لأن الاقتصاد  اليوم مبني على المعرفة  والتكنولوجيا و بالتالي سيمكن هذا الجزائر من تجسيد المشاريع الاستثمارية في وقت وجيز .
 وأضاف أنه مع انضمام الجزائر لتكتل «بريكس»، ستصبح قوة إقليمية  وقارية من الجانب الاقتصادي وقطب أيضا، لأن لديها من  المقومات التي ستوظفها بانضمامها للمجموعة ومن بين هذه المقومات الثروات الطبيعية الموجودة في  الجزائر والثروات البشرية  وكذا التموقع الاستراتيجي، حيث تعتبر  أكبر دولة في إفريقيا  وبوابة إفريقيا من الشمال وبالتالي هذا يمكن دول «بريكس» من التموقع في القارة الإفريقية، كما ستكون الجزائر همزة وصل مع الدول الأوروبية، وكما هو معلوم فقد أصبحت الجزائر اليوم  رقما مهما في  الخارطة الطاقوية وهذا يمكنها من أن تكون لها تنافسية خاصة في  المجال الصناعي .
من جانب آخر،  أوضح المستشار في التنمية الاقتصادية، عبد الرحمان هادف، أن المنظومة العالمية اليوم متوجهة إلى إعادة التوازن و أضاف أن كل القادة يتكلمون على وجوب إعادة تنظيم كل المنظومة وجعلها أكثر عدالة .
 ويرى أن مجموعة «بريكس» فرضت هذا الواقع، بأن يكون هناك توزان  في المنظومة العالمية ، مضيفا أن المجموعة سارت في هذا المسار وخاصة من خلال إعادة  التوازنات في النظام  المالي العالمي ، لافتا إلى  التراجع في نسبة التداولات التجارية في العالم بالدولار ، كما أن الاحتياط العالمي  من النقد ( الدولار)، في تراجع كبير، حيث أن الكثير من الدول  أصبحت تفضل التعامل بالعملات المحلية ، معتبرا أن هناك إعادة توازن للمنظومة العالمية اليوم وهذا  الشيء سيؤسس لمرحلة جديدة في النظام العالمي.  
مراد –ح

الرجوع إلى الأعلى