أكد المحلل السياسي الفلسطيني والأستاذ الجامعي بجامعة البليدة 2 الدكتور محمد عليان بأن الدبلوماسية الجزائرية هادئة وتملك القدرة على التوفيق بين الأطراف المتناقضة ولم الشمل.
و أوضح الأستاذ الجامعي في تصريح للنصر على هامش ندوة علمية حول المصالحة الفلسطينية نظمت مؤخرا بجامعة البليدة 2 علي لونيسي بأن الدبلوماسية الجزائرية دبلوماسية تقنية وجديرة بالاحترام، مشيرا إلى أن كل الدول لها دبلوماسية، لكن خصوصية الدبلوماسية الجزائرية أنها دبلوماسية تقنية وتملك القوة في لم الشمل وطرح وساطات دولية ولها باع كبير في هذا المجال.
وأضاف الدكتور عليان بأن الجزائر عبر السياق التاريخي عقدت مصالحات سواء في بعدها الإفريقي أو العربي وحتى في بعدها الدولي، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تتنوع بين الهدوء والقوة والمرونة في التوفيق بين الأطراف المتناقضة ومحاولة لم الشمل، قائلا « هذا بالفعل يشهد للجزائر بأنها الدولة العربية الوحيدة التي جمعت 14 فصيلا فلسطينيا على أرضها، في حين لم تستطع أي دولة عربية جمع هذا العدد الهائل من الفصائل على أرضها من أجل توحيدهم» مضيفا بأن إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية كان بمثابة إعلان للمبادئ من أجل شراكة سياسية فلسطينية حقيقية لكل الأطراف من أجل تطبيقها على أرض الواقع.
وفي السياق ذاته قال المحلل السياسي الفلسطيني محمد عليان بأن الجزائر بذلت جهودا جبارة من أجل الإعلان عن مبادئ المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني وتجسيدها على أرض الواقع في ظرف زمني يمتد إلى عام، مشيرا إلى أن إعلان الجزائر تحدث عن تشكيل لجنة جزائرية عربية تتابع هذا الاتفاق على أرض الواقع، وهو ما حملته حسبه القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الجزائر، مضيفا بأن إعلان الجزائر الذي سبق القمة العربية بشهر كان بمثابة مدخل حقيقي للوحدة العربية، وهو ما تبنته حسبه الجامعة العربية التي وضعت القضية الفلسطينية ضمن سلم الأولويات، وتحدث المحلل السياسي الفلسطيني عن تشكيل لجنة عربية مشتركة من أجل متابعة بنود إعلان الجزائر وتطبيقها على أرض الواقع.
وأضاف نفس المتحدث بأن الشعب الفلسطيني يأمل في تجسيد إعلان الجزائر على أرض الواقع، و أن تكون هناك مصالحة فلسطينية حقيقية خاصة في ظل السياقات والتغيرات الدولية، مؤكدا بأن التغيرات في العالم تتجه نحو التعددية القطبية ولم يعد التوجه الدولي توجها أحادي القطبية وهيمنة من طرف جهة واحدة على النظام الدولي، مضيفا بأن التوجه الحالي يسير نحو تعدد القطبية السياسية، قائلا بأن هذا السياق الدولي يساعد حتما على أن تكون هناك متغيرات على أرض الواقع، وهذه المتغيرات تشمل الواقع العربي وبالضرورة الواقع الفلسطيني. وأكد الدكتور عليان في الإطار ذاته بأن تطبيق إعلان الجزائر على أرض الواقع سيجعل من القضية الفلسطينية على سلم أولويات المنظمات الدولية مثلما تطرق إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في خطابه الأخير بقمة الجامعة العربية، مضيفا بأن الجزائر ستسعى بجهودها الدبلوماسية لأن تجعل من توجهها نحو القضية الفلسطينية هو التوجه السائد في هيئة الأمم المتحدة، وذلك من أجل منح فلسطين كامل السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
من جهة أخرى دعا نفس المتحدث النخب المثقفة إلى دعم جهود الجزائر في تحقيق المصالحة الوطنية على أرض الواقع وتحقيق بذلك الوحدة الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا مبتغى الدولة الجزائرية وتوجهها من أجل لم الشمل الفلسطيني.
نورالدين ع  

الرجوع إلى الأعلى