أكّد الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور الكندي رزيق، أمس الاثنين، أن البيانات تعتبر ثروة يجب استغلالها في مختلف القطاعات لاسيما في المجال الصحي، مضيفا على هامش تنشيطه محاضرة بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، أن هذا التوجه يستوجب أولا تعميم الرقمنة بما يسمح بالحصول على قدر أكبر من البيانات بوصفها الذهب الأسود للقرن الواحد والعشرين.
وألقى الدكتور رزيق، وهو خبير في مجال الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي ويُجري حاليا أبحاثا في علوم البيانات، محاضرة حضرها مئات الطلبة بكلية التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، خلال فعالية "ديفيست 2022" التي نظمتها مجموعة "ج دي جي" المعنية بتكنولوجيا وخدمات "غوغل" بقسنطينة. وتطرق الباحث في مداخلته إلى أهمية إدارة وتحضير البيانات التي تعتبر اليوم ذهب عصرنا، قبل المرور إلى مرحلة تحليلها، وقال إن استغلال البيانات الخاطئة يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، لذلك يجب الحرص على صحتها، كما ذكر أن المشكلة الأساسية التي يصادفها المختصون في المجال هو ما يتسبب فيه مجال تعلم الآلة "ماشين ليرنينغ" في خلق مشاكل في نوعية المعلومات التي يتم جمعها. وعلى هامش اللقاء، قال الباحث في تصريح للنصر إن الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح في ما يتعلق بالرقمنة، باعتبارها شرطا أساسيا لاستغلال البيانات، إذ أن هنالك مجهودات تبذل في هذا الإطار، لكن عامل الوقت مهم جدا، مثلما أبرز، ويجب السير بخطى أسرع، فكلما توفرت البيانات على فترات أطول كلما استطاعت الجزائر تطوير أنظمة أذكى، خصوصا في القطاع الصحي أين توجد فرص كثيرة يمكن استغلالها للاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي لتحسين جودة العلاج.
وأبرز المتحدث أن قطاع الصحة مجال مهم وحساس يجب أن تكون فيه الرقمنة أولوية، إذ يمكن على سبيل المثال، معرفة الأدوية التي يحتاجها المواطنون والاحتياجات في الولايات والمستشفيات وعدد حالات الأمراض النادرة ومدى انتشارها ومناطق وجودها، للسماح بجلب تجهيزات وعلاج المرضى في الجزائر بدل تنقلهم إلى خارج الوطن، مؤكدا في هذا السياق أهمية وجود قواعد بيانات، ورقمنة أكبر عدد من القطاعات لتحديد احتياجات البلاد في مختلف المجالات، بعد تحليل ومعالجة المعلومات المتحصل عليها والخروج بمؤشرات وأفكار تساعد على تحسين حياة الأشخاص. وأكد الدكتور كندي أن البيانات تعتبر ثروة يمكن جمعها بسهولة وتحويلها للخوادم، خاصة أن الجزائر أصبحت تتوفر على بنية تحتية جيدة للربط بالانترنت، مع وجود كفاءات حتى من الطلاب الملمين بهذا المجال والذين يحسن الكثير منهم البرمجة وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي.
وقال مسؤول نادي مجموعة "جي دي جي" بقسنطينة، بيوس سانداي أوجوو، أن كل ما يحيط بحياتنا اليومية مرتبط بشكل مباشر بالبيانات باعتبارها الموجة القادمة التي ستجتاح كل العالم والتي سوف تساعد على تحقيق النمو بالقارة الأفريقية وتطوير قطاعات عدة، وأضاف الطالب النيجيري أن العديد من الأفارقة يتجهون كثيرا إلى هذا التخصص. وشهدت فعالية "ديفيست 2022"، وهو حدث عالمي سنوي ينظمه مطورو شركة "غوغل"، إلقاء محاضرات وعرض ورشات ونشاطات لنوادي طلابية، حيث يدوم على مدار 4 أيام وسيعرف مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بتعلم الآلة، الأمن السيبراني، وتطوير الهواتف والويب، وكذلك مساعدة الطلبة على اكتساب المهارات الشخصية "سوفت سكيلز" و ولوج مجالي المقاولة و"الفريلانس".
                                                                               ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى