يشتكي سكان حي الريم غرب وسط مدينة عنابة، من تدهور الوضع البيئي بشكل رهيب، نتيجة انتشار القمامة والأوساخ، فضلا على وجود مصبات عشوائية للمياه القذرة، و طالب السكان بتدخل والي عنابة و رئيس بلديتها لمعالجة الوضع الذي نجم عنه  تلوث المحيط وانتشار الناموس والفئران، إلى جانب انعدام التهيئة، وتوقف مشاريع أطلقت دون أن تستكمل، رغم أن هذا الحي أغلب سكانه من الإطارات ومنتخبين محليين، وكذا موظفين بسلكي القضاء والأمن.  
السكان في معرض حديث بعضهم للنصر، قالوا أنهم يواجهون كارثة بيئية جراء التراكم اليومي للقمامة المنزلية، و التلف التام لحاويات جمع الفضلات المنزلية بسبب سوء الاستخدام اليومي لها  من طرف عمال النظافة،  ما تسبب في تحطم تام لتلك الحاويات الجديدة، رغم أنه لم يمر على إستعمالها سوى أسابيع.
وطالب سكان حي الريم بالتدخل الفوري للوالي و رئيس البلدية، للوقوف على حجم  الكارثة البيئية التي يعاني منها يوميا مواطنو الحي، لاسيما وأن التقارير الدورية التي ترفع إلى رئيس البلدية من طرف مصالح القطاع الحضري الثالث و مديرية البيئة، التابعة للمجلس الشعبي البلدي حول طريقة تسيير النفايات المنزلية وجمعها من طرف المصالح المختصة مناقضة للواقع.
وطالب السكان من مصالح البلدية، بفتح تحقيق في نوعية الحاويات الجديدة التي ذات اللون «الأخضر»، جراء تعرضها للكسر و التحطم بعد فترة قصيرة من الاستعمال، رغم وجود مشروع على مستوى مديرية الشبكات المختلفة بالبلدية لإنهاء مشكل تلف حاويات جمع القمامة المنزلية، المتمثل في تعميم استعمال الحاويات الحديدية فقط، وانجاز نقاط جمع النفايات تحت الأرض يسهل الرمي فيها وتفريغها، بهدف القضاء نهائيا على مشكل تعرض الحاويات البلاستيكية للحرق، والرمي العشوائي وتشويه المنظر الجمالي للمدينة.
 لكن مصالح البلدية حسب مصادرنا لم تشرع بعد في تطبيق المشروع، و لجأت بعد عجزها في تسيير النفايات المنزلية إلى إعادة بعث الشراكة مع الشركة الألمانية « جي تي زاد» المختصة في جمع، نقل، وردم النفايات، دون أن يتحسن الوضع البيئي.
 وبرر مواطنو حي الريم جهل رئيس البلدية و الوالي للوضعية المؤسفة التي يعاني منها السكان، باستمرار الحال على سوئه لفترة طويلة، على الرغم من الشكاوي التي يتم تسليمها شفويا و كتابيا إلى مسؤولي القطاع الحضري الثالث، مطالبين رئيس البلدية و الوالي بإجراء زيارة تفتيش إلى الحي للوقوف على حجم معاناة سكان الحي، إذ من غير المعقول – حسبهم- أن ترمى الفضلات المنزلية على الأرصفة و الطرقات في غياب تام للحاويات و الموجود منها أصبح غير صالح و  مهترىء، ما تسبب في إعاقة الحركة و تنقل المواطنين سيما الأطفال، الذين وجدوا عند تنقلهم اليومي إلى المدارس صعوبات كبيرة في اجتياز الأكوام الضخمة من الفضلات المنزلية الحاجبة للأرصفة .
ودعا السكان رئيس البلدية، إلى توجيه استفسار ومساءلة إلى المكلفين بتسيير مديرية البيئة، بسبب التقارير المغلوطة التي تسلم له حول وضعية حي الريم، وما زاد الوضع سوءا، حسب سكان الحي، تأخر مصالح البلدية في توزيع حاويات جمع القمامة الجديدة، ما دفع المواطنين إلى رمي فضلاتهم المنزلية في الشارع، في حين قام آخرون بإنجاز مواقع إسمنتية لجمع القمامة من مالهم الخاص، للحد من فوضى الرمي العشوائي للقمامة المنزلية، التي أصبحت تجلب الكلاب الضالة والخنازير البرية، لتقتات منها .
و يُرجع سكان حي الريم أيضا، سبب انتشار الروائح الكريهة والناموس، إلى عدم تنظيف الوادي المحاذي لحيهم بشكل جيد، و تعمد المصالح المختصة ترك مخلفات عملية الجهر على ضفافه، بالإضافة إلى ربط شبكة المياه القذرة الخاصة بالأحياء الفوضوية المجاورة بمجرى الوادي مباشرة، مما زاد مؤخرا من تعقيد الوضعية البيئية مع ارتفاع درجة الحرارة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى