أولياء يطالبون برفع التجميد عن مشروع إنجاز أول مركز   وطني مخصص لمرضى التوحد
ناشد نهاية الأسبوع المنقضي عشرات الأولياء القاطنين ببلديات متفرقة بأم البواقي والي الولاية الجديد شاطر عبد الحكيم ومدير النشاط الاجتماعي بالولاية وكل السلطات المعنية، بضرورة التدخل والعمل على رفع التجميد على مشروع هو الأول عبر الوطن والموجه للتكفل بمرضى التوحد، الذين اصطدم أوليائهم بصعوبة كبيرة في التكفل بهم وكذا بنقلهم للدراسة في المؤسسات التربوية التي يغيب عنها المختصون، وتسعى جمعية تواصل لتعليم وإدماج أطفال التوحد بأم البواقي جاهدة لرفع التجميد المقرر على المشروع المركزي والذي انطلقت الدراسة التقنية به بعد أن اختيرت الأرضية التي ستحضنه بعين البيضاء.
الأولياء الذين عبروا عن تذمرهم واستيائهم من قرار تجميد المشروع كشفوا بأنهم يعانون الأمرين لضمان تكفل أمثل بأبنائهم، في غياب مختصين بالمراكز التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي وكذا عدم فتح مدارس خاصة بالمؤسسات التربوية كما كان مقررا له.
وكشف رئيس جمعية تواصل السيد بومجو العيد للنصر بأن الجمعية مستمرة في توعية وتوجيه الأولياء ومساعدتهم على تشخيص أبنائهم بواسطة الإطارات التي كونتها بنفسها، مضيفا بأن الجمعية اليوم تتكفل بخمسة أطفال على مستوى مقرها بعين البيضاء وهي مستعدة لرفع العدد خاصة إذا توفر لديها العدد الكافي من الأخصائيين النفسانيين والمربين المختصين، مبينا بأنها فتحت مقرا جديدا لها بمدينة أم البواقي والتحضيرات جارية لتسجيل مجموعة من الأطفال للتكفل بهم على مستوى المقر.
المتحدث ذاته أضاف بأن الجمعية فتحت باب التسجيلات لأطفال التوحد لممارسة الرياضة بالقاعة المتعددة الرياضات بأم البواقي بإشراف مدرب محترف، وتسعى لتشخيص اضطراب التوحد وطرق التكفل به من خلال تنظيمها لدورات تكوين بشكل دوري، بهدف تدارك النقص الكبير المسجل في هذا المجال، وأضاف رئيس الجمعية بأنه وإطارات جمعية تواصل يسعون لرفع التجميد عن مشروع إنجاز مركز للتكفل باضطراب التوحد بكل الطرق القانونية المتاحة.
وبحسب المتحدث نفسه فهذا المشروع الهام هو بوابة الأمل الوحيدة بالنسبة للأولياء لمساعدة أبنائهم في التغلب على هذه الإعاقة، مؤكدا بأن المشروع رصدت له الدولة غلاف مالي قدر بـ20 مليار سنتيم والدراسة انطلقت به، وكان على الوصاية استثناؤه من التجميد لأن الأرضية اختيرت والدراسة أسندت وانطلقت، موجها في ذات السياق نداء للأولياء والمختصين والمربين لحثهم على التعاون من أجل تقديم تكفل ملائم لطفل التوحد
إجماع على ضرورة تكوين الأخصائيين النفسانيين خريجي الجامعات للتكفل بأطفال التوحد
جمعية تواصل للتكفل بأطفال التوحد نظمت خلال الأيام القليلة المنقضية يوما إعلاميا للتحسيس باضطراب التوحد "l’autisme" بالمكتبة العمومية مالك بن نبي بأم البواقي، وهو اليوم الذي حمل شعار "غياب التكفل باضطراب التوحد معاناة الأطفال والأولياء"، والذي حضره إلى جانب الأولياء أخصائيين نفسانيين ومدير النشاط الاجتماعي بالولاية.
وقدم القائمون على الجمعية نظرة شاملة على التوحد الذي هو عبارة عن اضطراب في النمو يظهر عادة عند بلوغ الطفل ثلاث سنوات من عمره، ويمكن تشخيصه عبر مجموعة من الأعراض أبرزها غياب التواصل الاجتماعي بين انطواء ورفض اللعب مع الأطفال، وكذا قيام الطفل بحركات تكرارية ولعب غير ملائم وغياب أو تأخر ظهور اللغة، إلى جانب غياب التواصل اللغوي، إضافة إلى غياب التقليد لدى الطفل مما يفقده الاستقلالية في التصرف واعتماده الدائم على والديه، ويعتبر التوحد من أشد وأثقل الاضطرابات النمائية انتشارا بين الأطفال ولا يوجد علاج له ويتم التكفل بالمصابين به عبر تعليمهم بطرق بيداغوجية خاصة تؤهل الطفل تدريجيا للاستقلالية الذاتية، والتواصل مع المجتمع.
وأجمع الأولياء المشاركون في اليوم الإعلامي بأن الأخصائيين النفسانيين المتخرجين من الجامعة الجزائرية، غير مكونين للتعامل مع المصابين بالتوحد وهذا ما يبين الحاجة الملحة لضرورة تكوين المختصين حتى يقوموا بتقديم تكفل وفق الطرق العلمية الناجحة، إلى جانب طرحهم قضية غياب مراكز للتكفل مخصصة للمصابين بالتوحد والتي وجب أن تعتمد طرق تكفل خاصة من بينها "طريقة تيتش" للعالم الأمريكي "إريك شوبلر" أو طريقة تعديل السلوك "ABA" وهي الطرق التعليمية المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسينات القرن الماضي وأثبتت نجاحها، وعرج الأولياء كذلك على قضية رفض المراكز النفسية البيداغوجية "CMP" قبول المصابين بالتوحد، باعتبارها مخصصة للإعاقات العقلية والتأخر الذهني، وغير مهيأة لاستقبال المصابين بالتوحد والعدد القليل المقبول لا يخضع لتكفل ملائم، وفي ذات السياق ترفض المدارس ودور الحضانة قبول الأطفال المصابين بتوحد خفيف ولديهم قدرة على التمدرس.
مدير النشاط الاجتماعي سلاطنية محمد وخلال تدخله في اليوم الإعلامي كشف بأن أم البواقي لوحدها يتواجد بها أكثر من 200 حالة للمصابين بالتوحد، مطمئنا الأولياء بعمل المديرية على فتح أقسام تكفل خاصة على مستوى المراكز النفسية البيداغوجية "CMP" بمعدل قسم في كل مركز، مضيفا بأن القسم الخاص المفتوح في مدرسة ابتدائية بأم البواقي أين يتمدرس خمسة تلاميذ سيتم تدعيمه بقسم آخر بعين البيضاء، وعن المشروع المركزي المجمد بين بأن المشروع المقرر إنجازه بعين البيضاء تم تجميده مؤقتا، في إطار التعليمات الصادرة مؤخرا وسوف تستأنف الأشغال به فور رفع التجميد مبينا استعداد المديرية لدعم الجمعية بأخصائيين نفسانيين في إطار عقود التشغيل.
  أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى