عبّر الباحث والمؤرخ الفلسطيني، أسامة الأشقر، عن امتنانه للموقف الإنساني والأخلاقي لأفراد سفارة الجزائر في السودان وقنصلها العام، وأكد أنهم رحبوا بالفلسطينيين الذين لجأوا إلى السفارة وقاموا بتأمين احتياجاتهم إلى غاية إجلائهم، مشيدا بالحنكة التي تمت بها العملية رغم التوتر الأمني.

وقال المؤرخ الفلسطيني في تدوينة له على منصة فيسبوك نشرها اليوم الثلاثاء "لا أدري كيف أسوق الشكر إلى الجزائر العظيمة، أو كيف أكافئ لهم هذه اليد الكريمة، أو كيف أصل إلى ممثليها الكبار: سفير الجمهورية الجزائرية في السودان، والقنصل العام بالسفارة، وطاقم السفارة بأكملهم، لأحييهم وأشدّ على أياديهم، فقد كانوا مثالاً في دينهم وأخلاقهم وعروبتهم وإنسانيتهم".

وتابع الدكتور الأشقر بالقول "لم يقبل سعادة السفير الجزائري أن يوصف الفلسطينيون ممن لجؤوا إلى سفارتهم بالأجانب، بل أصرّ على وصفهم بالجزائريين، وتعامل معهم مثل أبناء بلده، وشرع في تأمين احتياجاتهم بعد أن اطمأنّ إلى إجلاء المواطنين الجزائريين في الحافلة الأولى، وركب سعادة السفير وطاقم السفارة وعائلاتهم في الحافلة الثانية مع أهله الفلسطينيين الذين انقطع بهم السبيل، وتعرضت مناطق سكناهم للاستهداف".

وقال الأشقر إن الحافلة التي تحمل العلم الجزائري تابعت السير وسط الاشتباكات والنيران والتحليق الجوّيّ المكثف، وقطعت رحلة طويلة استمرت لنحو عشرين ساعة حتى وصلت إلى مدينة بورسودان على البحر الأحمر، وأضاف أن السفارة تحمّلت تكاليف الرحلة كاملة رغم ارتفاع أجرتها إلى أضعاف مضاعفة كما هو الحال في مثل هذه الظروف، مردفا "أدار السفير وطاقمه التحديات التي واجهتهم بحنكة ذكية وصبر مشهود ونَفَس طويل وصدر مفتوح وحسم رغم كل التوتر والإشكالات والقلق واختلاط المشكلات وتعقيدها".

وختم المؤرخ الفلسطيني منشوره بالقول "أقف احتراماً وتحية لجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية ورئيسها السيد عبد المجيد تبون وقيادتها وشعبها ووزارة خارجيتها وسفارتها في السودان وسفيرها هناك ودبلوماسييها على موقفهم الكبير، وهو دَين في أعناقنا لن ننساه للجزائر التي نزداد لها حباً واحتراماً".

يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أعلنت عن الانطلاق ابتداء من يوم أمس في عملية إجلاء أفراد الجالية الوطنية المقيمين في السودان والراغبين في مغادرة هذا البلد وكذا طاقم سفارة الجزائر بالخرطوم.

ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى