تتجه أنظر متتبعي بطولة الرابطة الثانية صوب ملعب محمد دراجي بسور الغزلان، الذي سيكون مسرحا لمقابلة، قد تحدد نتيجتها هوية الزبون الثالث على متن قطار السقوط، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث لاتحاد الشاوية سيقبر آخر آماله في النجاة، دون انتظار الجولة الختامية، في الوقت الذي ستعيش فيه مدينة الوادي أجواء احتفالية، بمناسبة الصعود التاريخي الذي حققه الاتحاد السوفي، والعرس سيكون كبيرا، تزامنا مع آخر ظهور للتشكيلة داخل الديار هذا الموسم، الأمر الذي جعل الإدارة، تبرمج حفل الصعود لتوديع الأنصار.
ويكتسي اللقاء المقرر عشية اليوم، بسور الغزلان أهمية قصوى في حسابات السقوط، لأن اتحاد الشاوية مازال يتمسك ببصيص من الأمل في القدرة على المحافظة على مكانته في الرابطة الثانية لموسم آخر، لكن بجملة من الشروط تجسيدها وإن لا يختلف عن “المعجزة”، إلا أن النسبة ضئيلة جدا من الحظوظ، تجعل أبناء “سيدي رغيس” يعيشون 90 دقيقة أخرى على وقع “سوسبانس”، لأن مصير الفريق في هذا القسم لم يعد بأرجل لاعبيه، غير أن المعطيات الأولية توحي بإمكانية ترسيم السقوط في هذه السفرية، دون ترقب “السيناريو المستحيل” في الجولة الختامية.
وتبقى هذه المواجهة أحادية الأهمية، لكن مفعول نتيجتها سيمتد إلى 4 فرق أخرى، مازالت معنية بحسابات السقوط، على اعتبار أن عتبة النجاة ضبطت في حدود 39 نقطة بالنسبة لكل الأندية، باستثناء اتحاد الشاوية وكذا اتحاد ورقلة، الأمر الذي يضع تشكيلة الشاوية أمام حتمية التمرد على العوامل الكلاسيكية، والعودة بكامل الزاد، لفرض ضغط “خفيف” على باقي الفرق التي لم تبلغ بعد عتبة بر الأمان، ولو أن المهمة تبقى في غاية التعقيد، لأن الاتحاد استسلم مسبقا لأمر السقوط، مباشرة بعد “الزلزال” الذي هز أركانه بالقوة الخامسة في الجولة الماضية بعنابة، مادامت تلك الهزيمة الثقيلة قد رهنت كامل الحظوظ في النجاة، بصرف النظر عن الأريحية الكبيرة التي تلعب بها تشكيلة “السور”، بعيدا عن كل الضغوطات، وما لذلك من انعكاسات جد إيجابية على آداء الفريق في أول ظهور له في الوطني الثاني.
صعوبة مأمورية اتحاد الشاوية في سور الغزلان، قد تضع نقطة النهاية لصراع “النجاة”، دون ترقب المزيد من الحسابات “المستحيلة” في محطة إسدال الستار، لأن اتحاد ورقلة سيكون في انتظار حسم الأمور، ورحلته إلى باتنة لملاقاة الشباب المحلي تبقى بنية البحث عن فوز ترسيم البقاء، لكن الرؤية قد تتضح أكثر من ملعب سور الغزلان، لأن هزيمة اتحاد الشاوية سترسم تكملته لأضلاع مثلث النزول، والالتحاق بكل من شبيبة سكيكدة وحمراء عنابة، بينما تبقى نتيجة التعادل كفيلة بتمديد “السوسبانس” إلى غاية آخر جولة، شريطة تلقي اتحاد ورقلة هزيمتين، الأولى عشية اليوم بباتنة، والثانية داخل الديار أمام شباب برج منايل، وهو شرط لا يختلف عن “المعجزة”، إلا أن منطق الحسابات يبقيه واردا، وعليه فإن لاعبي ورقلة سيخوضون هذه المباراة بأرجل في سفوحي، وآذان مشدودة إلى سور الغزلان، تترقب هزيمة الشاوية لترسيم النجاة، والتخلص نهائيا من ضغوطات شبح السقوط.
بالموازاة مع ذلك، فإن جمعية عين مليلة تتواجد في طريق مفتوح للاطمئنان نهائيا على مقعدها في الرابطة الثانية لموسم آخر، لأن استقبال شبيبة سكيكدة يبقى مجرد إجراء شكلي، في ظل ضمان “لاصام” ضخ 3 نقاط إضافية في الرصيد، بحكم أن الشبيبة أثبتت عجزها الكلي عن مسايرة ريتم البطولة، بدليل تلقيها 14 هزيمة متتالية، وأخر نقطة كانت قد ضختها في الرصيد كانت في موقعة الذهاب أمام مستضيفها لهذه الأمسية، فضلا عن عدم قدرة لاعبيها على هز الشباك في آخر 9 لقاءات، وهي المؤشرات التي توحي بسهولة مهمة أهل الدار لتحقيق فوز يكون وزنه الخروج نهائيا من حسابات السقوط، والمعطيات ذاتها تنطبق على شباب برج منايل، الذي يراهن على ورقتي الأرض والجهور، بحثا عن انتصار يكفي لترسيم البقاء، وهذا عند استقبال مولودية العلمة، لأن “البابية” ابتعدت عن منطقة الخطر.
على صعيد آخر، فإن حسابات السقوط تلقي بظلالها على وضعية اتحاد عنابة في سلم الترتيب، لأن “الطلبة” مازالوا بحاجة إلى نقطة واحدة لترسيم البقاء، مهما كانت نتائج إتحاد الشاوية، وهو الشرط الذي سيعمل أبناء “بونة” على تجسيده اليوم بقسنطينة، عند النزول في ضيافة الموك، في قمة تقليدية دون توابل، رغم حاجة الزوار إلى نقطة، لكن الأمور قد تحسم بسور الغزلان، مما يعفي “العنابيين” من الحسابات حتى في حال الهزيمة.
إلى ذلك، فإن العرس سيكون كبيرا بملعب 20 أوت بتكسبت، لأن ولاية الوادي ضربت موعدا مع التاريخ، بحجز مكانة لممثل عنها في دوري “النخبة”، لأول مرة في سجل البطولة الوطنية، وهذا بفضل الانجاز الذي حققه الاتحاد السوفي، وعليه فإن مدينة الألف قبة اكتست منذ أزيد من أسبوعين حلة مميزة، باللونين الأزرق والأبيض، وعرس الصعود سيقام اليوم، بمناسبة آخر ظهور للفريق بملعبه، وهذا عند استقبال اتحاد خميس الخشنة.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى