كشف رئيس دائرة الملتقيات و المؤتمرات بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية الدكتور سليمان حاشي بأن دائرته  تقدمت مؤخرا بملف خاص لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم « اليونيسكو»، لإدراج تقليد تقطير الورد ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي العالمي، ليكون خامس موروث ثقافي جزائري يتم تسجيله بعد ركب البيض سيدي الشيخ، و الجبة التلمسانية و الإمزاد، أهاليل قورارة و سبيبة منطقة جانت.
الدكتور حاشي أوضح خلال ندوة صحفية نشطها مؤخرا بمقر محافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تحضيرا للدورة التكوينية للخبراء الأفارقة في مجال المحافظة على التراث الثقافي المادي المنظمة بالتنسيق مع اليونيسكو، بأن ملف قسنطينة قد رفع على مستوى الهيئة الدولية و لمناقشته و المصادقة عليه، في وقت يجري العمل لإعداد مدون مفصلة هو هذا الموروث أصوله و ارتباطه بالحياة الاجتماعية لسكان المدينة.
و بخصوص الدورة التكوينية الإفريقية التي تحتضنها قسنطينة بداية من اليوم و على مدار خمسة أيام كاملة، فستعرف مشاركة 22 خبير في التراث اللامادي من دول كموريتانيا ، و الغابون و كينيا، والكاميرون  و مالي و المغرب ، إضافة إلى المكلفين بالمكاتب الجهوية لمنظمة اليونيسكو و أربعة من أبرز خبراءها في هذا المجال، علما أن هذه الندوة تعد الأولى إفريقيا، و الثانية عربيا، كما تندرج في إطار استراتيجيات الأمم المتحدة للحفاظ على التراث الإنساني، تطبيعا لاتفاقيات1972 و 2003 لصون التراث الثقافي اللامادي، و التي كانت الجزائر سباقة إلى المصادقة عليها كما أشار إليه الدكتور سليمان حاشي، مفصلا بأن المركز الوطني لبحوث عصور ما قبل التاريخ و الإنسان، كان قد اقر سنة 1998 منهجية خاصة  لحماية التراث وفقا لتوصيات الحكومة السلطات العليا في البلاد، كما أسس في 2005 بنكا رقميا للمعلومات يوثق للموروث الثقافي الإنساني المادي و المعنوي لمختلف المناطق الجزائرية.
من جهتها، أكدت ممثلة الأمم المتحدة و عضو الأمانة العامة لاتفاقية 2003 لصون التراث المعنوي، و مسؤولة وحدة سياسات دعم التراث سوزان شنوتكل، بأن «اليونيسكو»، تهدف من خلال تأطيرها للدورة التي تحتضنها قسنطينة، إلى ضبط تصور عام عن وضعية التراث المعنوي في إفريقيا، و بحث سبل رفع الدعم المادي للهيئات العاملة في هذا الخصوص، فضلا عن تكوين الخبراء بشكل يسمح لهم بأداء مهامهم على أكمل وجه، وفتح المجال لتبادل الخبرات و التجارب الفردية، و كذا إشراك المؤسسات الرسمة في عملية تجميع و حفظ التراث، على اعتبار أن هذا المسعى يندرج في إطار مخطط الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة و الآمن الاجتماعي، لما للثقافة من دور بارز في ترقية المجتمعات و تطويرها.
المتحدثة، أشارت إلى أن خطة عمل اليونيسكو شاملة و  تخص الحفاظ على التراث المادي و غير المادي، حيث يتم حاليا العمل على ضبط منهجية برنامج عمل خاص لمناقشة إمكانيات و آليات التدخل لحماية المرورث الثقافي الإنساني في المناطق العربية و الإفريقية التي تشهد نزاعات مسلحة، يتم بحجتها التعدي على الآثار الإنسانية.
     نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى