تعرف منطقة تافرنت بأعالي جبل الوحش بقسنطينة، توسعا عمرانيا متزايدا حيث فضل الكثير من السكان تشييد منازل بعيدا عن صخب المدينة، لاسيما وأن المكان يقع على مسافة نصف ساعة عن قلب المدينة، فيما يعاني قاطنو المنطقة من عدم تزويدهم بالمياه رغم وجود خزان جددت قنواته دون أن تدخل الشبكة حيز الخدمة، بما بات يكبدهم تكاليف نظير  شراء الصهاريج،  كما أكدوا على ضرورة إنجاز شبكات للصرف الصحي.
ولا تبعد قرية تافرنت المصنفة كمنطقة ظل تابعة لبلدية قسنطينة، عن وسط المدينة إلا بكيلومترات قليلة جدا، إذ تكفي نصف ساعة على الأكثر لبلوغ مختلف المرافق والأحياء الواقعة بالمدينة، بينما يبعد  حي جبل الوحش على مرمى حجر من منقطة تافرنت رقم 1، ما جعلها قبلة للكثير من المواطنين الراغبين في الهدوء والتمتع بجمال الطبيعة.
وتعرف تافرنت، توسعا عمرانيا متسارعا منذ العامين الأخيرين، حيث شيدت على طول طريقها سكنات و«فيلات»، وقال لنا أحد السكان بأن قرب المنطقة من وسط المدينة جعل الكثيرين يقتنون قطعا أرضيا للبناء بها وغالبيتهم، مثلما قال، من عائلات المنطقة، إذ يوجد من يقطن بشكل دائم بها ومنهم من يأتي إليها على فترات متقطعة، كما لاحظنا وجود نشاط للحدادين بشكل مكثف بما يدل على وجود حركية بناء بالمكان.
وقد سرنا على امتداد الطريق الرئيسي لمنطقة تافرنت إلى غاية وصولنا إلى المنطقة رقم 2 عند نهاية الطريق الذي يمتد لحوالي خمسة كيلومترات، أين وقفنا على وجود صهاريج مياه في غالبية المنازل وحتى بجوار الابتدائية الوحيدة، وهو ما دل على وجود أزمة مياه بالمنطقة.
وحين اقترابنا، من بعض السكان أكدوا لنا بأن المنطقة تعرف أزمة تزود خانقة بالمياه الصالحة للشرب ما اضطرهم إلى تكبد مصاريف إضافية لتوفير الصهاريح، مشيرين إلى  وجود خزان خرساني لتوزيع المياه في  أعالي المكان، حيث لا يبعد عن المدرسة الابتدائية إلا بحوالي مئتي متر، بينما يقع على مسافة لا تتجاوز 150 مترا من مجموعة أخرى من السكنات الواقعة عند منعرج الطريق المؤدي إلى المدرسة الابتدائية.
وذكر لنا السكان، أن قاطني عدد من المنازل الواقعة على الجهة الأخرى من الطريق يستفيدون على فترات متقطعة من التزويد بالمياه، بينما يعاني باقي السكان من انعدام تام لها وهو حال  المدرسة أيضا، إذ عزوا المشكلة  إلى قدم الأنابيب المزودة للمساكن واهترائها، فرغم إعادة إصلاحها إلا أنها سرعان ما تعود إلى سابق عهدها،  كما أشار سكان إلى أن انعدام المياه يكلفهم اقتناء 5 صهاريج في الشهر خلال فصل الصيف، في حين تقدر تكلفة  الصهريج بأزيد من ألفي دينار وترتفع قيمته في فصل الحر.
ويعد انعدام قنوات التطهير وشبكات الصرف الصحي، مشكلا آخر بالمكان إذ أكد لنا سكانه أن منازلهم متصلة بمطامير تقليدية تشبه الآبار عن طريق أنابيب كبيرة، حيث ذكر لنا أحد السكان بأنه المكان الذي تنتهي إليه مياه الصرف من كل منزل، في انتظار إنجاز شبكة تطهير وفقا للمعايير التقنية المعمول بها، فيما لاحظنا أن هذه التوصيلات العشوائية قد تحدث مشكلة بيئية في هذه المنطقة الطبيعية، التي يعد النشاط الفلاحي، مصدر الدخل الأساسي لسكانها.
وبدأت وضعية الطريق تتدهور لاسيما على مستوى  مدخله، إذ وقفنا على تدهور كبير به، فيما أشار مندوب قطاع الزيادية نوري إيدريدر، إلى أنه قدّم عبر مصالحه التقنية بطاقة تقنية إلى البلدية المركزية في انتظار إصلاح الطريق، الذي يتطلب عملية تهيئة شاملة، أما فيما يخص مشكلة المياه فقد أكد بأنه أبلغ مؤسسة سياكو بالمشكلة في انتظار إيجاد حلول لها. وفيما يتعلق بمشكلة الصرف الصحي، فقد تم إنجازها بمنطقة تافرنت 1 في انتظار إنجازها على مستوى تافرنت 2، إذ يوجد هذا المشروع ضمن اهتمامات المجلس لاسيما وأن المنطقة مصنفة ضمن مناطق الظل، مشيرا إلى أن البلدية قد تكفلت بمشكلة الإطعام على مستوى الابتدائية وأصبح التلاميذ يتناولون وجبة ساخنة في هذا العام.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى