تعيش السيدة مليكة حمدي ،المنحدرة من بلدية ذراع الميزان 45 على بعد  كلم جنوب مدينة تيزي وزو، مأساة حقيقية رفقة خمسة أبناء تتراوح أعمارهم بين 18 و 32 سنة، جميعهم يعانون من إعاقة حركية و مرض الصرع منذ الولادة، وتتكبد السيدة مليكة يوميا مرارة التكفل بفلذات أكبادها بمفردها وسط ظروف اجتماعية قاهرة، فلا دخل مادي يحفظ كرامة العائلة، ولا معيل يخفف عنها ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها ،ولم تجد يد العون لتغطية تكاليف رعايتهم، وهي الآن  تواجه مصيرا مجهولا رفقة  أبنائها العاجزين عن الحركة و الاعتماد على أنفسهم في أبسط الأمور.
 النصر زارت السيدة مليكة في منزلها العائلي ووقفت على هول المشهد : خمسة أبناء كلّهم في ريعان الشباب ممّددين على الأرض لا يحركون ساكنا، مأساة تعيشها هذه الأم يوميا منذ قرابة 32 سنة و لا تزال تعاني منها لغاية اليوم، دون أن تجد لها حلا أو من يساندها و يقف إلى جانبها ،علما بأن زوجها أصيب بانهيار عصبي ومرض نفسي جعله حبيس أربعة جدران.
و أوضحت محدثتنا التي كانت تذرف الدموع بحرقة من شدة الألم النفسي و العذاب اليومي، بأن إصابة أبنائها الخمسة بالإعاقة والصرع، ناتج عن زواج الأقارب ،حسب ما أكده لها الأطباء، فزوجها تربطه بها صلة القرابة و الدم ، و بعد ميلاد ابنهما الثاني و إصابته بنفس مرض الابن الأول،  تبين أنّ الإعاقة ستكون مصير جميع أبنائها مستقبلا، ولكنها لم تفقد الأمل في أن تنجب آخرين يتمتعون بصحة جيدة إلا أن آمالها خابت. وتضيف السيدة مليكة أن الوضعية الصحية لإبنتها الصغرى البالغة من العمر 18 سنة، تزداد سوءا، فبالإضافة إلى إصابتها بالإعاقة الحركية ،فهي تعاني من مرض الربو و اعوجاج شديد في العمود الفقري يتفاقم يوما بعد يوم. من جهة أخرى، تضطر مليكة لحمل أبنائها الخمسة على الكراسي المتحركة وإنزالهم من سلالم العمارة التي تقطن فيها بمفردها ،لتنقلهم لإجراء الفحوص الطبية و المعاينة كل أسبوعين بمستشفى بذراع الميزان و آخر بالجزائر العاصمة على متن سيارة أجرة ما يكلفها مبلغا ماليا لا يقل عن 5 آلاف دج. و تعاني الأم أيضا  من عدة أمراض مزمنة ،حيث تدهورت وضعيتها بشكل كبير نتيجة ما تعيشه يوميا من معاناة و ضغوطات مع أطفالها المقعدين، ضف إلى ذلك أوضاعها الاجتماعية التي تزداد سوءا خاصة في ظل الحاجة والعوز، مشيرة إلى أنها تعيش بصدقات المحسنين، ورغم أن أبنائها كما أضافت يتقاضون المنحة الشهرية الخاصة بالمعوقين المقدرة ب 4 آلاف دج  فهي لا تغطي أدنى متطلباتهم من الأدوية و الحفاظات و الأكل. وتستنجد السيدة مليكة بالسلطات العليا في البلاد، خاصة وزارة الصحة ووزارة التضامن الاجتماعي، بعدما ضاقت بها السبل من ثقل مصاريف علاج أبنائها من أجل مساعدتها وإيجاد حل لوضعيتها، كما تلتمس من المسؤولين المحليين منحها قطعة ترابية تشيد فيها بيتا أرضيا خاصة و أن بعض المحسنين وعدوها ببنائه حتى تتمكن من التكفل بأبنائها في أحسن الظروف، ويتمكنوا من رؤية المحيط الخارجي الذي حرموا منه منذ سنوات طويلة كون الحي الذي تسكن فيه يفتقر إلى الحدائق و المساحات الخضراء ،إلى جانب انعدام التهوية بالمنزل الذي تقيم به لضيقه، ما ساهم في تفاقم الوضعية الصحية لابنتها الصغرى التي أصيبت بمرض الربو. كما تناشد أهل الخير مساعدتها  لصعوبة ظروفها المادية.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى