إحتفال الجزائريين بالمولد النبوي أفشل محاولات خارجية لتشويه موروثهم الديني
البلديات ستتكفل بملفات الحجاج و القرعة ستكون الكترونية في 2017
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أول أمس،  أن الجزائر على غرار الدول الإسلامية تواجه تشويها وتخريبا يستهدف الموروث المرجعي للتدين بها، مضيفا أن هذا التشويه يأتي من دوائرخارجية غير معروف دينها ولا عناوينها ولا من يجلس فيها، ولكن تم اختيارهؤلاء بغرابة ليكونوا جيشا غريبا يقطع الرقاب ويحرق الأسرى و يسبي الحرائر ويبيعهن مثل ما كان في الجاهلية، وكل هذا تحت غطاء الدولة الإسلامية التي سيسعون تحى غطائها تشويه صورة الإسلام لأنهم لم يكتفوا بتشويه صورة الرسول الكريم بالرسومات الكاريكاتورية المسيئة .
قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى خلال إشرافه على إفتتاح يوم دراسي تمحور حول «الرحمة وصناعة الإستقرار الإجتماعي من خلال سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم» والذي نظم بمسجد ابن باديس بوهران وحضره علماء من الأزهر بمصر ومن المغرب ونظرائهم الجزائريين من أغلب ولايات الوطن ، أن الشعب الجزائري  يواجه اليوم عدة محاولات لتشويه صورة الإسلام لديه،  وهو يرفع التحدي ويتصدى لكل  ما يرمي لتشويه هذه الصورة من خلال إظهاره للصفات الأصيلة في الإسلام منها الرحمة والعمل والوحدة وحب النبي. وأضاف الوزير أن هذه المحاولات فشلت في مهمتها لأن الجزائريين جعلوا نهاية السنة إسلامية ومخلدة لنبي الأمة،  وأعطوا  صورة ناصعة عن الدين الإسلامي، والذي يتجسد مثلا من خلال إحتفاليات المولد النبوي الشريف التي أقيمت في كل شبر من هذا الوطن. و تابع في نفس السياق، أنه يمكن لمس مقاصد هؤلاء المخربين في مساعيهم لإظهار الإسلام بصورة لا رحمة فيها،  مركزا حول ذات الكلام « هؤلاء أناس لم يرتادوا مساجدنا ولم يجلسوا في حلقات ذكرنا، ولم يتعلموا في مدارسنا القرآنية ولا في زوايانا، بعضهم لا يصلي وبعضهم لا يحفظ القرآن، ولكن يشوهون الإسلام بكل الطرق».
وهنا طالب الوزير بضرورة إسترجاع تداول مفهوم الرحمة في الخطابات الدينية المسجدية وفي السلوكات اليومية وفي ثقافة الجزائريين وحتى في الخطابات السياسية. وأضاف محمد عيسى في رده على سؤال صحفي حول الجدل القائم بخصوص الإحتفال بالمولد، أن الإحتفال لا يخضع لجدل ديني بل هو موروث مجتمعي، فكل العائلات الجزائرية عندما ترزق بمولود جديد تبتهج وفق عادات وتقاليد للتعبيرعن فرحتها، فما بالك بفرحة الجزائريين بمولد خير البشر التي أصبحت صبغة وسمة الجزائريين للتعبير عن حبيهم لنبيهم الكريم الذي يسكن وجدانهم، مثلما أشار عيسى مضيفا في ذات الصدد «دعوا الجزائريين يفرحون بمولد رسولهم الكريم، خيرا من أن يفرحوا بغيره». وذكر الوزير أن  الجزائريين يتميزون عن غيرهم من الدول الإسلامية بوجود إسم «مولود» ضمن قائمة الأسماء الذكورية التي يختصون بها عن باقي الشعوب والذي يعبر عن حبهم  وإخلاصهم لمحمد رسول الله، وأن معظم أندية كرة القدم الجزائرية تسمى المولودية تبركا بالمولد النبوي، وحتى مسجد الجزائر كما قال عيسى، فقد أقيم في منطقة المحمدية بالعاصمة تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، لأن إسمها مشتق من إسم النبي محمد. ودعا الوزير لعدم الإنسياق وراء هذه الأمور التي تريد تشويه الدين وخلق التشويش داخل المجتمع، و قال في ذات الإطار «أول من شرح صحيح البخاري هو جزائري، وأول من كتب تفسير الأحاديث هو ابن حاكم الهواري ابن الأوراس الذي عاصر أحمد بن حنبل، وغيرهم من العلماء الجزائريين الذين رفعوا هذا الدين عبر العصور».
وواصل وزير الشؤون الدينية توضيحه بخصوص الهجمة التي يتعرض لها الشعب الجزائري لتشويه موروثه الديني وضرب مقومات مجتمعه، قائلا أن خطة السير حاليا في الجزائر، يميزها إنفتاح المسجد على المجتمع عوض الإنغلاق داخل أسواره، فاليوم مطلوب من المسجد أن يساهم مع جميع قوى الخير في المجتمع لتأمين الأطفال من ظاهرة الإساءة لهم وتعنيفهم واختطافهم، وهي مبادرة قدمتها وزارة الشؤون الدينية عبر موقعها الإلكتروني.
و واصل محمد عيسى موضحا «نريد أن نتعاون مع كل الدوائر الوزارية ومؤسسات الدولة لتنسيق العمل المشترك لمكافحة هذه الظواهر الإجتماعية التي تستدعي تدخل الجميع»،  فدور المسجد اليوم هو خدمة المجتمع في كل مظاهره، بداية من تسهيل مهام ذوي الإحتياجات الخاصة، إلى فتح المسجد لإعطاء دروس دعم ومساعدة التلاميذ المقبلين على الإمتحانات وغيرها من النشاطات.
أما عن صلاة الغائب فأكد بأن إقامتها يوم(أمس) الجمعة، كانت بأمر من رئيس الجمهورية الذي تابع بدقة حادثتي «الرافعة و تدافع منى» أثناء موسم الحج، و أن هذا القرار يعني كما شرح الوزير، أن الأمر ليس فيه سر ولن يكون هناك مفقودون جدد ولا وفيات إضافية، و أن العدد النهائي لوفيات الحجاج هو 54 وفاة بين الحادثين، مشيرا إلى أن الوزارة شرعت في تسوية الأوضاع الإدارية لذوي الضحايا الذين سيتسلمون شهادات وفاة ذويهم لضبط أمورهم العائلية سواء ميراث أو غيره. وإغتنم محمد عيسى الفرصة للإعلان عن التدابير الجديدة لإنجاح موسم الحج القادم منها أن عملية قرعة الحج ستتم هذا العام مبكرا ولأول مرة سيخضع إعداد ملف الحج بكل مراحله في البلديات، مع العمل للوصول سنة 2017 على أكثر تقدير، للقرعة الإلكترونية التي من شأنها طمأنة جميع الجزائريين بالسير العادي والمضبوط لمسارات ملفاتهم.
وفيما يتعلق بالتقرير الخاص بموسم الحج 2015، فقال الوزير أنه تم تسجيل تحسن كبير في التكفل بالحجاج هذا العام رغم عدم الوصول للغايات المرجوة، وهناك نقائص سيجري تداركها خلال الموسم القادم، منها تعميق المسار الإلكتروني وسد الثغرات التي ظهرت هذا الموسم،   أما في جانب الإطعام فسيتم إشراك متعاملين جزائريين بالإتفاق مع سعوديين، لتحضير وجبات الإعاشة وفق الأطباق الجزائرية المتعارف عليها، إلى جانب الإسراع في كراء السكنات وحجز الأكثر قربا من الحرم المكي.                 

هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى