«رجل مبلل» تشريح للحياة اليومية بلغة شعرية جميلة
صدرت مؤخرا عن دار ميم للنشر، المجموعة القصصية الأولى للكاتب بدر الدين خليفي تحت عنوان «رجل مبلل» و تقع في 102 صفحة من الحجم المتوسط، و تتضمن 13 قصة قصيرة.
الكاتب ينتقل من خلال قصصه بين مشاهد متعددة من الحياة اليومية، فيصور بلغة شعرية جميلة تفاصيل العلاقات الإنسانية، كالعلاقة بين الرجل و المرأة  التي تبدو هادئة و يخبرنا الكاتب بتفاصيلها و أوجهها المتعددة، كما يتساءل عن جدوى الحياة بعد مغادرة من أحببناهم و عن غدر الوطن بمن آمنوا به. تتضمن المجموعة قصص: «حديث العشق»، «الموت ذات مساء حزين»، «رجل مبلل»، «تشريح بالألوان لرأس مواطن غير ملون»، «عودة ظل تائه»، «أصفاد» «هشيم المرايا»، «أرصفة أبجدية» و «الوجع الآتي».الكاتب بدر الدين خليفي صبغ قصصه بلغة شعرية، جعلها تقترب من قصيدة النثر وتظهر موسيقى النص مع بداية كل قصة، فمع كل بداية نجد أبياتا شعرية يبدو أنها من أشعار الكاتب و كل قصة بمثابة امتداد للموضوع الذي تم تناوله شعريا. و بالرغم أن القصص تقوم على وصف المشاهد، إلا أن السرد كان يستعين بالحوارات غير المباشرة و المونولوغ الداخلي، فتبدو شخصيات أبطال القصص ممزقة وتحاول أن تعيش ما تبقى لها من الزمن على جثة الذكريات والألم.الملاحظ في هذه المجموعة القصصية تغييب عنصر الحبكة في كثير من القصص، لكن  الكاتب استطاع أن يسرد بشكل مميز شخصياته المتعبة، الباحثة عن الحب، فكان السرد ذاتيا  بالدرجة الأولى، لكنه ينتقل ليصف أشخاصا آخرين باقتضاب.
الهم السياسي لدى الكاتب يظهر جليا في العديد من القصص وكأنه يتحسر عن ضياع الوطن والأحلام، مثلما هو الحال في قصة «وجرح آخر في الذاكرة» التي بدت كنعي جميل لشهيد الواجب الوطني.
تحمل قصص المجموعة الكثير من الدلالات و الإسقاطات التي تسلط الضوء على التناقضات والإشكاليات المتراكمة في مجتمعنا، و جميعها تعكس أحداثا و مواقف وحكايات  واقعية في بعضها، والبعض الآخر يتناص مع ألم الذات ووجعها.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى