نسعى للتأسيس لمسرح ناطق بالأمازيغية بلغة تجمع  بين المتغيرات اللغوية بالجزائر
انعكاس الذات الثقافية فوق خشبة المسرح الأمازيغي جذب الجمهور
يرى محافظ المهرجان الوطني الثقافي للمسرح الأمازيغي سليم سوهالي، وهو الباحث في التراث والثقافة الأمازيغية، بأن المهرجان وبعد مرور الطبعة السابعة لتأسيسه لا يزال في بدايته، واعتبر سوهالي في هذا الحوار الذي أجريناه معه على هامش اختتام الطبعة السابعة للمهرجان، بأن الأخير يمثل مسرحا ناطقا بالأمازيغية وليس مسرحا أمازيغيا، مشيرا إلى ضرورة التفريق بين المسرح المؤسس على معايير أكاديمية متعارف عليها وبين المسرح التجريبي على غرار الفرجة الشعبية الضاربة في جذور الثقافة الأمازيغية.
النصر: بداية، كيف تقيّمون الطبعة السابعة من المهرجان بعد سنوات من التأسيس؟
- سليم سوهالي: أرى بأن طبعة 2015 كانت ناجحة بفضل استمرارية في العمل لمجهودات أعضاء المحافظات السابقة التي كان على رأسها محمد يحياوي قبل أن يتم تعييني على رأس المحافظة للطبعة السابعة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، وما ميز الطبعة السابعة هو المشاركة المكثفة للمسارح الجهوية منها مسرح قسنطينة الذي يشارك لأول مرة في التظاهرة، وفي حقيقة الأمر فإن الطريق لا يزال طويلا للتأسيس لمسرح ناطق بالأمازيغية على أسس علمية وبالتالي لا بد من تكثيف الجهود لإيجاد إستراتيجية لهذا المهرجان حتى لا يظل مجرّد ظاهرة مناسباتية سنوية.
 ماذا عن مشاركة الجمعيات الثقافية ناهيك عن المشاركة المكثفة للمسارح الجهوية؟
- في الواقع وعلى عكس المشاركة المكثفة للمسارح الجهوية التي عرفتها الطبعة السابعة للمهرجان فإن مشاركة الجمعيات اقتصرت على جمعيتين فقط، وأتأسف لإقصاء الكثير من الجمعيات بسبب ضعف الإمكانيات ونظرا لترشيد النفقات وهو ما يجعلني أتأسف له مرة أخرى وأقول لو كانت عندنا ثقافة المساهمة المالية من طرف رجال الأعمال لتمكنا من فتح المجال أكثر للجمعيات الثقافية للمشاركة، وأغتنم الفرصة لأدعو رجال الأعمال كما أدعو وسائل الإعلام لتلعب دورها في هذا المجال خاصة وأن رجال الأعمال الذين يدعمون التظاهرات الثقافية سيستفيدون من امتيازات من بينها الإعفاءات الضريبية.
قلتم بأنكم تعملون للتأسيس لمهرجان ناطق بالأمازيغية، فهل نحن أمام تظاهرة مسرح أمازيغي أم مسرح ناطق بالأمازيغية خاصة أن من الباحثين من يذهب لوجود جذور للمسرح الأمازيغي؟
-سأوضح لك هذه النقطة تحديدا، يجب أن نعلم أننا أمام مسرح ناطق بالأمازيغية وليس أمام مسرح أمازيغي، وعندما نقول مسرح أمازيغي فهذا يعني المسرح التجريبي، وهنا نجد تجربة عبد القادر علولة في استغلال ما يعرف بالحلقة أو الراوي أو لقوال، وفي منطقة الأوراس نجد الفرجة الشعبية للكرنفال الجبلي كثاسليث نونزار، شايب عاشوراء، بوليمان وغيرها، وهي أشكال لفرجة شعبية لشبه مسرح، لكن لما نذهب لتطبيق القواعد الأكاديمية العالمية للمسرح فإن هذه الأشكال من الفرجة الشعبية لا يمكننا اعتبارها مسرحا، وأضيف بأن المطلوب منا نحن حاليا هو تشجيع البحث في أشكال الفرجة الشعبية خاصة بعد فتح فضاء المسرح أمام الباحثين الجامعيين، وأتمنى أن يتحوّل المسرح إلى فضاء وطني للاهتمام باللغة الأمازيغية، لذا فإن المهرجان مهم لترميم الثقافة الأمازيغية من لغة، وفنون، وثقافة، وتاريخ .
ماذا تقصدون بترميم الثقافة الأمازيغية وكيف برأيك النهوض بها؟
- كما سبق وأن قلت لك فإن المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي هو فضاء مفتوح على الجامعة بالخصوص للبحث للاهتمام باللغة الأمازيغية وترميم الثقافة الأمازيغية باعتبار الأخيرة بعدا مهما في بناء الشخصية الجزائرية، وفيما تعلق بشقك الثاني من السؤال المتعلق بكيفية الحفاظ على الثقافة الأمازيغية، فأنا برأيي أنه لم يعد اليوم النقاش حول من أنا أو من أنت لأن الدستور الجزائري حدَد قوام الشخصية الجزائرية التي تقوم على البعد الأمازيغي، ونحن اليوم في رحلة بناء وترميم الثقافة الأمازيغية كما سبق وأن قلت وهو أمر يحتاج إلى مساعدة جميع الفاعلين خاصة بعد فسح المجال من طرف وزارة الثقافة وانفتاح وسائل الإعلام بظهور فضائيات جديدة وأرى بأن الكرة الآن هي في جهة المبدعين والمنتجين.
هل ترى بأن المتغير اللغوي الأمازيغي لفرق من مختلف المناطق يمكن أن يشكل عائقا لجمهور المسرح أو يحدد فئته؟
-لا أعتقد ذلك بتاتا، فالمسرح لغة إيمائية بالدرجة الأولى، ويمكن أن تتفرج على عرض بدون لغة لأن العرض يتضمن لغة الجسد، والسينوغرافيا، والديكور بالإضافة للغة سمعية بصرية، وتبقى اللغة المنطوقة واحدة من عناصر الفرجة، ومن خلال تتبعي للعروض التي قدمت خلال المهرجان لم ألحظ أن الجمهور قد طرح مشكلة اللغة بل على العكس لاحظنا حضور جمهور ألف المهرجان فأصبح ملازما ومرافقا له بعد مرور سبع طبعات وقد وجدت العروض صدى وفي كل مرة كانت قاعة العرض ممتلئة بجمهور شغوف ويعود برأيي الإقبال الجماهيري لانعكاس الذات الثقافية على الخشبة وتعطش الجماهير لمثل هذه الأعمال.
ما هي أهدافكم المستقبلية للدفع والارتقاء بمهرجان المسرح الأمازيغي؟
- أعود وأذكر بأننا في بداية إرساء أسس لمسرح ناطق بالأمازيغية، وفي الوقت نفسه أثمن المجهودات المبذولة على مر الطبعات السابقة للمهرجان التي تصب في إطار التأسيس لمسرح ناطق بالأمازيغية، وأحيي بالمناسبة الفرق المشاركة منها فرقة إليزي التي قطعت 1400 كلم للمشاركة في المهرجان وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على توحيد المسرح الأمازيغي لمتغيرات اللغة الأمازيغية بعد أن شاهدنا عروضا بالشاوية والقبائلية والتارقية والميزابية وغيرها ونحن نسعى من خلال الورشات إلى توحيد هذه المتغيرات حتى نصل إلى لغة موحدة فوق الركح.  
حاوره: يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى