وفـاة الأديـب الجزائـري شعبــان واحيـون
فقدت الساحة الأدبية الجزائرية ليلة أمس الكاتب و الأديب الجزائري شعبان واحيون عن عمر ناهز 94 سنة بعد مرض عضال، حسبما أعلنت عنه مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو في بيان تلقت النصر نسخة منه. ويعتبر الفقيد من أبرز الفاعلين في المشهد الثقافي الجزائري، حيث ألف كتبا تعبر عن تأثره بالغربة و الهجرة و الثورة التحريرية، كما كانت له إسهامات في مختلف الجرائد الوطنية تعدت 2000 مقال صحفي.نشأ الفقيد شعبان واحيون في قرية ثسافث أوقمون ببلدية إيبودرارنن،على بعد 50 كلم جنوب تيزي وزو، وعاش حياة بسيطة مثل كل أبناء جيله ، هو من مواليد 22 أفريل 1922 ، ترعرع وسط أسرة مثقفة، فوالده كان معلما بمدرسة القرية وهو ما أهله للنجاح و سلك درب التعليم ليلتحق في بداية مشواره الدراسي بمدرسة آث يني و يواصل مساره التعليمي في كلية الحقوق بالجزائر العاصمة،  ليتخرج منها بشهادة ليسانس في الحقوق سنة 1949 و يصبح محاميا ، و رغم أنه امتهن المحاماة ، إلا أنه كان يعشق الكتابة و أول مؤلفاته الروائية كانت سنة 1946، عندما التقى بابن منطقة آث يني الأديب والروائي الراحل مولود معمري الذي استأجر غرفة في فندق كان يديره بالجزائر العاصمة وكان في نفس الوقت أستاذا في ثانوية بن عكنون، بعد ذلك عمل في مجال التصحيح لدى منشورات المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع.
أشاد أفراد عائلة و أصدقاء الفقيد  بالمسيرة الفكرية التي انتهجها الفقيد طيلة حياته، وأكدوا بأنه كان مثقفا بأتم معنى الكلمة و معروفا ببساطته وتواضعه وهو ما زاد من احترام الجميع له، و أضافوا بأنه لم يغادر قريته منذ سنوات و كان يساعد كل من يقصده، و اعتبروا أفضل تكريم لهذا الأديب الذي عاش في الظل منذ سنوات، رغم شهرته في منطقة القبائل، هو مطالعة ما خلفه من مؤلفات و من بينها «منزل أطراف الحقول» الذي يروي تاريخ قرية ثسافث أوقمون خلال الحقبة الاستعمارية، و «وجع القرون» و «نسر الصخرة»، آخر رواية كتبها و عمره  89 عاما.
و يذكر أن لجنة قرية ثسافت أوقمون قد قامت مؤخرا بتكريم هذا الروائي لرد الاعتبار  له و لمؤلفاته الثمانية، و لم يحضر حفل  التكريم نظرا لوضعيته الصحية الحرجة وهو ما تأسف له المنظمون و سيوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم بمسقط رأسه.       
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى